دولي

بلينكن في "إسرائيل" للبحث في هدنة جديدة في غزة

تل أبيب / وكالات - يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القادة الصهاينة ، اليوم الأربعاء 7 فيفري 2024 ،  لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن، مع دخول الحرب بين  الكيان الصهيوني وحركة حماس شهرها الخامس. 

وهذه الجولة الخامسة في الشرق الأوسط لبلينكن الذي زار الثلاثاء مصر وقطر اللتين تؤديان دورا رئيسيا في جهود الوساطة، قبل أن يصل ليل الثلاثاء الأربعاء إلى تل أبيب. 

وأكّدت حماس الثلاثاء أنها قدّمت ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين على اقتراح الهدنة الذي طرحه مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون نهاية جانفي في باريس، من دون الخوض في التفاصيل.

وأفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه أن أمير قطر أبلغ بلينكن الثلاثاء برد حماس مع بداية اجتماعهما في الدوحة. 

والأسبوع الماضي أفاد مصدر في الحركة أن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع يطلق خلالها الكيان الصهيوني سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة. 

وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن في الدوحة "تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي". 

وقال آل ثاني إنه "متفائل" لكنّه رفض مناقشة ردّ حماس بالتفصيل نظرا إلى "الظروف الحسّاسة". 

ولاحقا أعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو أنّ جهاز الاستخبارات "الموساد" يدرس ردّ حماس على مقترح التهدئة وقال في بيان إنّ "الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس. يجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقييما لتفاصيل (هذا الرد) بتمعّن". 

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نتانياهو بعد أربعة أشهر بالتحديد من اليوم التالي لبدء الحرب. 

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم غير مسبوق على تل أبيب أسفر عن مقتل أكثر 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس" الإخبارية استناداً إلى أرقام رسمية. 

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة يقول الصهاينة  إنّ 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني. 

و ردّ الكيان المحتل على هجوم السابع من أكتوبر  بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن إستشهاد 27585 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. 

وعلى الصعيد الدبلوماسي، انتقدت الرياض فجر الأربعاء تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات "إيجابية" بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية و الكيان الصهيوني  رغم الحرب. 

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن "المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنّه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع الصهاينة  ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة". 

وميدانيا، وفيما كانت طائرة بلينكن تهبط في تل أبيب، كان يتواصل القصف والقتال على مسافة أقل من مئة كيلومتر إلى الجنوب، في مدينتي خان يونس ورفح في غزة، بحسب شهود عيان. 

ومنذ بداية الحرب، دمرت أحياء بالكامل بسبب القصف الصهيوني  وهجّر 1,7 مليون شخص من بين حوالى 2,4 مليون نسمة يعيشون في القطاع. 

ويتكدس أكثر من 1,3 ملايين نازح في رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، أي خمسة أضعاف عدد سكانها الاصليين، من أصل عدد سكان غزة وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة. 

لكن هذه المدينة قد تكون الهدف التالي للصهاينة. فقد حذّر وزير الدفاع الصهيوني  يوآف غالانت مساء الإثنين من أنّ الجيش "سيصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد (...) حتى آخر معقل لحماس، أي رفح". 

وأجلي حوالى 8 آلاف نازح من مستشفى الأمل المحاصر في خان يونس كانوا قد لجأوا إليه، بعد أسابيع من القصف العنيف والقتال في محيطه، وفقا للصليب الأحمر. 

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 100 شخص على الأقل إستشهدوا ليل الثلاثاء الأربعاء. 

وأشار الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إلى أن "تصعيدا للقتال في رفح قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك". 

أتاحت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر 2023  إدخال مساعدات إلى القطاع وإطلاق سراح 105 رهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. 

وفي الدوحة قال بلينكن "لا يزال هناك عمل كثير يتعيّن القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه".

واعتبر أن المقترح الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع في باريس نهاية جانفي 2024  يفتح الأفق أمام "تهدئة طويلة الأمد" وأمام "الإفراج عن رهائن وزيادة المساعدات" إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية "كارثية" وفق الأمم المتحدة، وقد شدد على أن هذا الأمر "سيكون مفيدا للجميع". 

إلا أن حركة حماس تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة، فيما يشدّد الكيان الصهيوني  على أنه لن يوقف نهائيا حربه على غزة إلا بعد "القضاء" على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها. 

والثلاثاء نقل بيان لمكتب رئيس الوزراء الصهيوني  عن نتانياهو قوله "نحن على مسار النصر الكامل ولن نتوقف. إنه موقف الغالبية الساحقة من الشعب". 

وخارج غزة، ما زالت التوترات تتصاعد في المنطقة بين الكيان الصهيوني  وحلفائه من جهة ومن جهة أخرى إيران و"محور المقاومة" الذي يضم، بالإضافة إلى حماس، حزب الله اللبناني ومجموعات مسلّحة في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن. 

ومساء الثلاثاء، قال الجيش الصهيوني إنه حصل على وثائق "تثبت" تحويلات بقيمة 154 مليون دولار من إيران لحماس في الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020. 

وخلال الليل، إستشهد  ثمانية أشخاص على الأقل بينهم مدنيون في قصف جوي صهيوني استهدف منطقة حمص في وسط سوريا بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.