دولي

السعودية ترفض تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية

الرياض / وكالات - أكدت المملكة العربية السعودية أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني  ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ووقف "العدوان الصهيوني " على غزة.

وفكرة تطبيع العلاقات رسميا بين الكيان المحتل  والسعودية محل بحث منذ أن أعطى السعوديون موافقتهم الهادئة على إقامة الإمارات والبحرين علاقات مع الصهاينة في عام 2020.

وفي ذات السياق، انتقدت الرياض فجر الأربعاء تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات "إيجابية" بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية و الكيان الصهيوني على الرّغم من الحرب الدائرة بين الصهاينة  وحركة حماس في قطاع غزة.

وتضمن بيان لوزارة الخارجية السعودية أن "المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأمريكية بأنّه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع الصهاينة ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة".

  وتابع البيان أنه "في ما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مسار السلام العربي - الصهيوني وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة". 

  ولفتت الوزارة في بيانها إلى أن "المملكة تؤكد دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقّق السلام الشامل والعادل للجميع". 

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحافيين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن تلقت ردا إيجابيا يفيد باستعداد السعودية وإسرائيل لمواصلة المناقشات الخاصة بتطبيع العلاقات بينهما. 

وذكرت الخارجية السعودية أنها أصدرت بيانها في ضوء ما ورد على لسان كيربي، للتأكيد على أن "موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتا تجاه القضية الفلسطينية". 

وفكرة تطبيع العلاقات رسميا بين الكيان الصهيوني والسعودية محل بحث منذ أن أعطى السعوديون موافقتهم الهادئة على إقامة الإمارات والبحرين علاقات مع الصهاينة  في عام 2020. 

   وردا على سؤال عن فرص تطبيع العلاقات بين السعودية و الكيان المحتل  في ظل الحرب المستعرة بين الدولة العبرية وحركة حماس، قال كيربي "كنا، قبل 7 أكتوبر، وما زلنا، نجري مناقشات مع شركائنا في المنطقة - الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية، الشريكين الرئيسيين - في محاولة للمضي قدماً في اتفاق لتطبيع العلاقات بين الطرفين.

هذه المناقشات تسير على ما يرام. لقد تلقّينا ردود فعل إيجابية من الجانبين". 

 وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال الثلاثاء إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد له أن الرياض مهتمّة بإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني لكنّها تريد وضع حدّ للحرب في غزة ورسم مسار يقود إلى ولادة دولة فلسطينية. 

 وقال بلينكن للصحافيين في الدوحة غداة اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان في الرياض إنه "في ما يتعلق تحديدا بالتطبيع، كرر ولي العهد اهتمام السعودية البالغ في السعي نحو تحقيق ذلك". 

   وأضاف "لكنه أوضح أيضاً ما قاله لي من قبل، وهو أنه من أجل القيام بذلك، لا بد من أمرين: إنهاء النزاع في غزة ومسار واضح وموثوق به ومحدد زمنياً لإقامة دولة فلسطينية". 

   ولا تعترف السعودية بالكيان الصهيوني  ولم تنضمّ إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي طبعت بموجبها البحرين والإمارات والمغرب علاقاتها معه . 

  وبذلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهوداً حثيثة لإقناع السعودية بتطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية.

وتضع السعودية شروطاً عدة للتطبيع، من بينها حصولها على ضمانات أمنية من واشنطن ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني. 

 لكن الزخم على هذا الصعيد تلاشى إثر شن حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب الكيان المحتل  في 7 أكتوبر 2023، ما أشعل فتيل الحرب الراهنة بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية الإسلامية. 

ويرد الصهاينة على الهجوم بحملة قصف مركز أتبعت بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن إستشهاد أكثر من 27 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة.