دولي

خوف وقلق بين النازحين في رفح من هجوم "اسرائيلي" وشيك

رفح / وكالات -  يخشى مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا الى رفح في أقصى جنوب قطاع غزة وقوع "مجازر" بحال نفذّ الكيان الصهيوني  تهديداته بشنّ عملية عسكرية في المدينة في إطار حربه مع حماس، مع انعدام الخيارات المتبقية أمامهم.

وأعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو الأربعاء أنه أمر الجيش بـ"التحضير" لهجوم على رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي باتت تستضيف أكثر من مليون شخص في ظل الدمار الواسع والمعارك في شمال القطاع ووسطه منذ اندلاع الحرب بين  الكيان المحتل  وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر 2023.

وتكتظ المناطق الغربية لرفح بالنازحين الذين نصبوا الخيم وهياكل من أنابيب معدنية أو عصي وأغصان. ونصبت بعض الخيم على أعمدة صغيرة من الخشب غطيت بالنايلون أو القماش. 

وآثر العديد من النازحين البقاء في غرب المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع تل ابيب . 

ويوضح موظف في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) طلب عدم كشف اسمه "لاحظنا في الأيام الأخيرة أن النازحين يفضلون النزوح من المناطق الشرقية الجنوبية في رفح باتجاه المناطق الغربية... يعتقدون أن أي اجتياح سيبدأ من شرق رفح".

وتدرجت العمليات العسكرية الصهيونية بداية من شمال القطاع ومدينة غزة، وصولا الى المناطق الوسطى خصوصا مخيمات اللاجئين، وبعدها خان يونس كبرى مدن الجنوب والتي تشهد منذ أسابيع قصفا مكثفا ومعارك ضارية.

وتزداد المخاوف منذ أيام من هجوم صهيوني على مدينة رفح التي تغصّ حاليا بأكثر من 1,3 مليون نازح، وفق أرقام الأمم المتحدة، يشكّلون أكثر من نصف سكان القطاع البالغ 2,4 مليونا يعانون أوضاعا انسانية كارثية.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من "تداعيات إقليمية لا تحصى" للهجوم على رفح. ورأى أن "عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني". 

وأكد أن حدة القصف على رفح ارتفعت بعد التصريحات الأخيرة لنتانياهو.

وكان رئيس الوزراء الصهيوني  قال الأربعاء إنه أمر الجيش "بتحضير عملية في رفح، وكذلك في مخيمين (للنازحين)، آخر المعاقل المتبقية لحماس"، مشددا على أن "الرضوخ" لمطالب الحركة سيؤدي "الى مجزرة أخرى والى كارثة بالنسبة الى دولة اسرائيل لن يقبل بها أي من مواطنيها".

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب الكيان المحتل  في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة " فرانس برس" الاخبارية  استنادا الى أرقام رسمية  صهيونية.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة يقول الصهاينة  إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني.

وتوعد الكيان الصهيوني  حركة حماس "القضاء" عليها، وشن عمليات قصف مكثفة وأطلق هجوما بريا، ما أسفر عن إستشهاد  ما لا يقل عن 27947 شخصا معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة للحركة.

ويأتي التلويح الصهيوني بشنّ عملية في رفح في وقت تكثّف الولايات المتحدة الامريكية  وقطر ومصر جهودها لدفع طرفي الحرب الى هدنة جديدة طويلة تتيح الافراج عن مزيد من الرهائن الصهاينة  وإطلاق سراح  أسرى  فلسطينيين، وإيصال مزيد من المساعدات الانسانية لسكان القطاع.

وبدأت في القاهرة الخميس جولة جديدة من المفاوضات برعاية مصرية-قطرية من أجل "تهدئة" الأوضاع في قطاع غزة .

و أكد مسؤول مقرب من حماس أن الحركة ما زالت ترغب في مناقشة وقف إطلاق النار بعد رفض الكيان الصهيوني  مقترحاتها الأولية. 

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد الأربعاء وجود "مكان لاتفاق" بين حماس و الكيان الصهيوني ، داعيا الأخيرة لحماية المدنيين في حال شنّها أي هجوم جديد في رفح. 

وبين المسارين الدبلوماسي والعسكري، يبقى الترقب سيد الموقف في رفح.