دولي

إغلاقات وحواجز "إسرائيلية" تعقّد الحياة في الضفة الغربية المحتلة

الضفة الغربية / وكالات -  في الضفة الغربية المحتلة، يغلق الجيش الصهيوني منذ بدء الحرب في قطاع غزة، طرقا بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، ما يعرقل حركة التنقل بين المدن والقرى بالنسبة الى الفلسطينيين الذين يمضون ساعات لقطع مسافات قصيرة.

وكانت الطريق تستغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، فأصبحت تستغرق قرابة أربع ساعات. 

وكثّفت القوات الصهيونية  منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023 عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، مشيرة الى ملاحقة مشتبه بهم و"إرهابيين". وسقط في هذه العمليات التي تتخللها مواجهات مع فلسطينيين، أكثر من 380  شهيدا  بين الفلسطينيين. 

وأكد الجيش الصهيوني أنه نشر حواجز إضافية في الضفة الغربية "بعد تقييم الوضع من أجل توفير الأمن للسكان". 

و عقب هجوم السابع من أكتوبر مباشرة، أغلق الجيش الصهيوني مدخل بلدة حوارة من جهة مدينة نابلس بواسطة بوابة حديد، وأغلق المدخل الرئيسي المؤدي الى مدينة رام الله بالقرب من مستوطنة بيت إيل، كان القادمون من القدس يسلكونه. وبات عليهم الآن قطع مسافات طويلة للدخول الى رام الله من إحدى القرى الشمالية. 

و  أغلق الجيش الصهيوني غالبية قرى مدينة الخليل في شمال الضفة ببوابات حديد ويسلك السكان في المنطقة مخارج ترابية نحو قرى بعيدة للتنقل الى باقي المدن.

ويجد السكان في حي كفر عقب الذي يبعد قرابة 12 كيلومترا عن سور مدينة القدس صعوبة في عبور معبر قلنديا العسكري شبه المغلق، للوصول الى عملهم أو مصالحهم أو الى المستشفيات داخل مدينة القدس. 

وتقدّم سكان حي كفر عقب وعدد من الجمعيات منها "جمعية سانت إيف" والمركز الكاثوليكي لحقوق الإنسان وجمعيات عبرية  للدفاع عن حقوق الإنسان، بالتماس أمام القضاء الصهيوني  يطالب بفتح المعبر أمام المواطنين الفلسطينيين المقدسيين.

وشيّد الكيان الصهيوني  عام 2004 جدارا فاصلا شمال مدينة القدس الشرقية عند حاجز قلنديا، وفصلت أحياء كاملة عن قلب المدينة. وتقول إنها بنته "لأسباب أمنية".

وكان الجيش الصهيوني  تعهّد أمام المحكمة العليا لدى بناء الجدار، تسهيل الحركة للمواطنين المقدسيين عند معبر قلنديا. 

ويشير الالتماس المكوّن من 19 صفحة إلى أن الخروج من الحي غير ممكن حاليًا إلا بمركبة خاصة وحتى الساعة الخامسة مساءً فقط، والإغلاق محكم للغاية لدرجة أنه لا يُسمح لسيارات الإسعاف بدخول الحي بعد الساعة الخامسة مساءً، ولا تحصل أي استجابة للحالات الطارئة أو الطبية أو غيرها.

وجاء في الالتماس أن حي كفر عقب "تحوّل إلى سجن كبير". 

وبدأ الكيان المحتل  نشر حواجز عسكرية في الضفة الغربية بعد الانتفاضة الأولى في العام 1987، وشقت طرقا التفافية ليسلكها المستوطنون. وبعد اندلاع الانتفاضة الثانية في العام 2001، كثفت حواجزها وبواباتها أمام الفلسطينيين.

ويعيش في الضفة الغربية البالغة مساحتها حوالى ستة آلاف كيلومتر مربع، قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني، و490 ألف صهيوني  في مستوطنات لا يعترف بها المجتمع الدولي. إلا ان المستوطنين غير معنيين بالقيود المستجدة لأنهم يستخدمون طرقات التفافية خاصة بهم.

وبسبب صعوبة التنقّل بين مدن الضفة الغربية المختلفة، لجأت جامعات وأبرزها النجاح وأبو ديس وبيرزيت التي تعتبر من كبرى الجامعات الفلسطينية، الى اعتماد التعليم الإلكتروني عن بعد.