نقابيون يوجهون رسالة موحدة من القصرين : تهديدكم لن يرهبنا
الشعب نيوز/ الهادي رداوي: قال الأخ الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل عثمان الجلولي اليوم السبت 10 فيفري 2024 بمناسبة اشرافه على اجتماع عام بفضاء دار الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين إن إيقاف الأخ الصنكي أسودي هو إيقاف لم تكن الغاية منه استهدافه في شخصه بل هو استهداف للمنظمة ولكل النقابيين. وأضاف " نحن أبناء منظمة، منذ بعثها ومنذ تأسيسها على يد الزعيم فرحات حشاد، كان قدرنا النضال والكفاح ولا شيء غيرهما.
وتوجه الأخ عثمان بالتحية للأخ الصنكي أسودي والاخ أنيس الكعبي بالتحية مشيدا بتضحياتهما ودفعهما ضريبة استقلالية قرار الاتحاد العام التونسي للشغل مؤكدا ان سجنهما والتنكيل بهما وبكل النقابيين هو وسام شرف للجميع.
ودعا الأخ عثمان جلولي الحضور الى رباطة الجأش وان لا تبعث رسائل الحكومة، ومسارات ما بعد 25 جويلية، الخوف في قلوبهم، معربا عن استغرابه من سرعة إحالة القضايا المرفوعة ضد النقابيين على النيابة العمومية، في حين أن القضايا التي تم رفعها اتحاد الشغل مازالت بين الرفوف ولم يتم البت فيها.
وغصت قاعة الاجتماعات بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين بأبناء المنطقة وضيوف القصرين الذين حضروا من مختلف ولايات الجمهورية تعبيرا عن مساندتهم المطلقة للأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين.
حضور مكثف
والى جانب الأخ عثمان جلولي، حضر عن المكتب التنفيذي الوطني الأخ محسن اليوسفي والاخت سهام بوستة كما حضر الاخ صالح جلال عن الهيئة الوطنية للنظام الداخلي وتوافد عدد من ممثلي الجامعات العامة على غرار الفلاحة والمناجم وعملة التربية والقيميين إضافة الى عدد من الكتاب العامين للاتحادات الجهوية من صفاقس وقفصة وسيدي بوزيد والمهدية وتونس والقيروان وتوزر.
الأخ الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين محمد الصغير سائحي، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية للاجتماع، ذكّر بالمحطات التاريخية التي كان فيها الاتحاد مستهدفا من السلطة على غرار 78و85 وما بعد الثورة مشددا على انه كلما كان الاتحاد مدافعا عن حقوق العمال والحريات العامة الا واستهدفته السلطة الحاكمة، ولكن التاريخ يثبت ان ما من حكومة عرقلت عمل الاتحاد الا وكان الفشل من نصيبها على جميع الأصعدة.
وتوجه الأخ السائحي بالتحية الى الأخ الصنكي أسودي مؤكدا وقوف الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين هياكل وقواعد صفا واحدا معه الى حين استرداد كل حقوقه.
مفارقات حزينة
وكان للأخت سهام بوستة كلمة انطلقت فيها "من المفارقات الباعثة للحزن ان القصرين المهمشة والمفقرة التي قدمت الشهداء في الثورة ولعب النقابيون مع اهالينا في القصرين دورا فاعلا ووجدوا في دور الاتحاد حاضنة للتحركات منه تنطلق المسيرات واليه تعود لنأتي اليوم اليه وكاتبه العام في السجن بتهمة كيدية دون دليل وتبعث برسالة استعداء العمل النقابي والنقابيين."
ومما قالت:" لنتفق ودون مزايدات ان النقابيين ليسوا فوق القانون والمحاسبة ولكن لا لتوظيف القانون للترهيب والتسلط بتلفيق الاتهامات دون قرائن.
واردفت" اهالينا في القصرين وعمالها ومنهم عمال وعاملات معمل الحلفاء ليسوا في حاجة لخطاب للاستهلاك تحكمه غايات انتخابية بل الي برامج اصلاحية فعلية.
كما ان الأزمة الحقيقية تطرح في علاقة بالسلطة التي تعمل جاهدة للتغطية على فشلها بالتضييق على الحق النقابي وعرقلة التفاوض قطاعيا وجهويا ومركزيا والتنكيل بالنقابيين بالعزل والطرد وعرقلة عملهم النقابي اليومي والميداني بإنهاء التفرغ لعدد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية، الي جانب الضرب عرض الحائط بالاتفاقات المبرمة.
وخلصت الأخت سهام بوستة إلى ان هذا التواتر في مسلسل التضييقات منذ 2022 والذي تكثف في المدة الأخيرة، ليس استهدافا للأشخاص بل نعتبره استهدافا للمنظمة الشغيلة التي نختلف فيها لكن لا نختلف عليها وهي التي تدربت على الأزمات واستبسلت في الدفاع على استقلالية القرار النقابي.
وختمت قائلة: " نحن مدعوون في هذا السياق الضبابي والشعبوي الي مزيد من رص الصفوف والتضامن والانضباط حتي تتمكن المنظمة الشغيلة من الاضطلاع بدورها التاريخي الوطني والاجتماعي"
الحرية للأخ الصنكي
وأضافت: "موعدنا التجمع يوم 2 مارس دفاعا عن الحق النقابي وحق التفاوض والحوار الاجتماعي الذي يظل الآلية الوحيدة لإدارة الملفات."
وتداول على الكلمة تباعا عدد من ممثلي الجامعات العامة والكتاب العامين للاتحادات الجهوية والذين اكدوا على الوقوف موحدين ضد كل من يعمل على محاولة تركيع الاتحاد والتدخل دون وجه حق. من ذلك ما قاله الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية " يستهدف الاتحاد لأنه كان الصوت العالي المدافع عن الحقوق والحريات وان بنات وأبناء الاتحاد، أحفاد حشاد لا يرضون لأنفسهم الا أن يكونوا حصنا لهذا الوطن متضامنين من أجل دولة المواطنة"
بدوره، أكد الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان على ان إيقاف الأخ الصنكي محاولة للتغطية على الفشل الحكومي في سنة انتخابية، وهو ما أكد عليه الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد مؤكدا أن الاتحاد مستهدف وكل الحكومات المتعاقبة تعمل على إضعافه وهو الموقف الذي يؤيده الأخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس مشيرا ان قيس سعيد في سنة 2019 جاء الى القصرين بوعود انتخابية حملها لهم اليوم أيضا وهو رئيس في سنة انتخابية، حيث ردد نفس الخطاب.
نفس الوعود
الأخ محمد الصغير ميراوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة قال في تدخله امام الحضور "حين بلغنا نبأ إيقاف الأخ أسودي اعتقدنا ان الأخير قام بعمل خطير يهدد الامن القومي وان في الامر ريبة أو ان الأخ الصنكي كان حجرة عثرة امام قطار التنمية أوانه هو الذي كان متسببا في فقر هذه الجهة، واعتقدنا ان اعلى هرم السلطة، حين زار القصرين، كان سيحمل حلولا عاجلة لبطالة أبناء القصرين ولكن تبعتها عملية استعراضية تمثلت في إيقاف الأخ أسودي بطريقة مهينة، طريقة لا يراد منها إهانة للرجل شخصه ولكن هو استهداف للمنظمة وتطاول على الاتحاد وقيادته ونقول لكل من يتطاول على الاتحاد مهما كان موقعه ان يعود لقراءة التاريخ لان الاتحاد كان المساهم الأول في استقلال الوطن."
ودعا الأخ ميراوي الحضور الى الصمود والثبات وان لا تبعث في نفوسهم هذه المحاولات المتكررة من السلطة الخوف، هي موجة وسيعود بعدها الاتحاد أقوى من قبل.
اجتماع تضامني أكد خلاله الحضور على وحدة المنظمة، وعلى رباطة جأش أبناء الاتحاد هياكل وقواعد من اجل ان تبقى قلعة الاتحاد حصينة ومنيعة امام كل من يعمل على ضربها والوقوف امام من يمنعها من القيام بدورها الوطني.
وفي تدخل الاخ جبران بوراوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتونس عبر عن دعم الاتحاد الجهوي للشغل بتونس ومساندته للاخ الصنكي أسودي معتبرا ان استهدافه كما استهدف الاخ يوسف العوادني والأخ عبد الحميد الشريف هو استهداف للاتحاد العام التونسي للشغل ومن له اطلاع على تاريخ المنظمة يدرك ان هذه الوضعية استنساخ لوضعيات مر بها الاتحاد سنة 1978/1985.
اذ كلما اصدح الاتحاد بصوته عاليا دفاعا عن منظوريه ضد غلاء المعيشة ووقف الانتدابات منذ 8سنوات مما دفع بالشباب إلى قوارب الموت الي جانب عجز الدولة على تغطية ثلثي الميزانية في قانون المالية 2024 عملت السلطة على استهدافه ليس صدفة ان يأتي رئيس دولة في مفتتح سنة 2024 ويطرح نفس المواضيع والوعود التي قدمها سنة 2019 دون تقديم الحلول لان في المناسبتين كانت الغاية انتخابية.
سلطة تنفيذية تتجاهل المشاكل الحقيقية للجهة وتقف عند تهم واهية "رئيس مصلحة بشهادة ابتدائية" متناسين ان وزراء حملوا حقائب وزارية بنفس المستوي. ودعا الى ضرورة الوحدة والتضامن وقال :"لن تفلح السلطة في استعدائها للمنظمة ..سيبقى الاتحاد ويرحلون"
صور أخرى من الحدث تجدونها في : https://www.facebook.com/UgttPressGroup/