نبض.. معرض فوتوغرافي للفنان التشكيلي الدكتور معاذ بلعيد..الحوافر والحوافز
الشعب نيوز / الباحثة آية العبادي - ينظم الفنان التشكيلي الدكتور معاذ بلعيد معرضا فوتوغرافيا بفضاء المركب الثقافي الخاص "ماي واي كونسولتينغ" بمدينة سوسة من 20 جانفي إلى 28 فيفري 2024 تحت عنوان "نبض" الحوافر والحوافز : من تجليات المعرض الفوتوغرافي للمخرج معاذ بلعيد.
منذ أن تطأ قدمك الصالة التي احتضنت معرضا للصور الفوتوغرافية بالمركب الثقافي الخاص للسيدة كنزة الصحراوي بن يحي، بشارع الطاهر صفر بسوسة حتى تنحو العين إلى تلك الظلال المعلقة بين التقاطع والتوازي على بياض الجدران، أو بين الشموس المشعة على العتمة، او تلك الشخوص تشخص بحكاياها بينك وبينها ،تريدك أن تدلك أو تدلها على نسق في الذاكرة أو في الٱن.
لا مجانية في معرض " نبض" ،كل شيء يخفق كما لو أننا إزاء استعارات شعرية تتغاير أو تتعاير بمعايير مختلفة: الإضاءات ،زوايا الالتقاط، الجوانب والعوارض،...كثيرة هي الممرات السرية في تقليب العين ،عين المصورة وهي تشطب أو تخطئ أو تصيب ثم يدوّر معاذ عن اللقطة الأبدية ،عن الكادر يتسع للتأويل أيضا مبتدأ وخاتمة، عيون تشرد في جغرافيات منسية بين بحيرة أو جبل ،بين المسافة وعلاجها على الجوانب طيورا وأشجارا تتلاحق من الشمال إلى الجنوب ومن الساحل إلى الداخل،تونسنا تلك تغتسل بالصورة أو بعين هذا المخرج، يدخلنا المتاهة ،متاهة تواريخ وحكايات، يستنطق شيئا ما أو أشياء ملطخة بالذاكرة، قد تصف شغفه ،تلك تيمة أخرى ،أو زاوية أخرى في تعبيرية أدبية لهذه الصور الرسومات،أو العكس ،والمرايا تجاويف أودية ونذور.
كيف للشمس، للضوء، للمسالك الخفية من تلوينات باهتة أن ترتفع بالظلال، إلى ٱفاق أو إلى مردودية مخصوصة في إيقاع هذا النبض. العين لا تهفت أبدا ترى ما لا نراه من مسيرة كينونة تونسية صاخبة تستلهم الموضوع وهو غير مطروق فتغدو بذلك قيامة أخرى للمفاهيم وللتٱويل، من بساطة الهامش أو تعقيده، كله حسب طاقته في رد المعنى يفتح أقواسا ويتردد أو يتكاثر في العمق.
الصورة بهكذا مفهوم، هي خلق ٱخر،إمضاؤه الكشف،العزلة،التصوف،الصمت،
نبض بلعيد يتكرر في خفاياه، إذ يوثق ثناياه لا ينسى موسيقاته داخلها حيث يجول "الجاز" أو يجوز جواره في بعض الأضواء في انتماءاتنا الشتى عبر الجغرافيا والتاريخ.
صور أهلت احترافية قائمة قادمة على مهل.