دولي

إسرائيل" تعلن تحرير رهينتين في عملية في رفح وسقوط مئة شهيد ليلا"

رفح / وكالات - أعلنت الأجهزة الأمنيّة الصهيونية  أنّها تمكّنت من الإفراج عن رهينتَين خلال عمليّة في رفح ليل الأحد الاثنين، كان مقاتلو حماس قد خطفوهما في 7 أكتوبر 2023، بينما أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس صباح الاثنين 12 فيفري 2024  أن العملية أدت إلى سقوط "نحو مئة شهيد".

في بيان أشارت الوزارة إلى سقوط "نحو مئة شهيد غالبيتهم اطفال ونساء" في الهجوم الليلي للقوات الصهيونية  على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.

وقالت الأجهزة الأمنيّة الصهيونية  في بيان إنّه "خلال عمليّة ليليّة في رفح نفّذها بشكل مشترك كلّ من الجيش والشين بيت (الأمن الداخلي) والشرطة الصهيونية ، تمّت استعادة الرهينتين الصهاينة فرناندو سيمون مارمان (60 عامًا) ولويس هار (70 عامًا) اللذين خطفتهما منظّمة حماس الإرهابيّة في 7 أكتوبر 2023 من كيبوتس نير يتسحاق".

وأضاف البيان "كلاهما في حال صحّية جيّدة، وقد نُقلا لإجراء فحص طبّي في مستشفى شيبا تل هشومير". 

ويحمل الرهينتان الجنسيتين الصهيونية  والأرجنتينية. وفي منشور على موقع أكس، أعرب مكتب الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي عن "امتنانه" للجيش الصهيوني لإطلاق سراح الرهائن. 

وحذّرت حماس الأحد من أنّ عمليّة عسكريّة صهيونية  في رفح في أقصى جنوب غزّة حيث لجأ مئات آلاف المدنيّين، ستُقوّض احتمال إطلاق الرهائن المُحتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر. 

وتُشكّل رفح، الواقعة عند حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين الفارّين من القصف الصهيوني  المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة في إطار حرب الكيان المحتل المستمرّ منذ أربعة أشهر ضدّ حماس. 

لكنّ الغارات الليليّة على رفح لا يبدو أنّها تُمثّل بداية الهجوم الذي أثار قلق المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني . 

وطالت الغارات الليليّة 14 منزلًا وثلاثة مساجد في مناطق مختلفة برفح، حسب حكومة حماس. وقال الجيش الصهيوني  في بيان إنّه "نفّذ سلسلة غارات ضدّ أهداف إرهابيّة في جنوب قطاع غزّة"، مضيفًا أنّ الغارات قد انتهت. 

وتسبّبت هذه الغارات التي كانت أكثر كثافة ممّا كانت عليه خلال الأيّام الأخيرة، في تصاعد سحب من الدخان، حسب صحافيّين في وكالة  "فرانس برس" الإخبارية  وشهود عيان. 

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو على عدم شنّ عمليّة عسكريّة برّية في رفح "من دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيّين، في حين تُحذّر دول عدّة من "كارثة إنسانيّة" إذا شُنّ الهجوم على المدينة المكتظّة. 

وتعهّد نتانياهو توفير "ممر آمن" للمدنيّين قبل شنّ عمليّة عسكريّة في رفح، وسط تحذيرات دوليّة من "كارثة إنسانيّة" في حال شنّ هجوم على المدينة. 

وحذّر مصدر قيادي في حماس الأحد الكيان الصهيوني  من أنّ أي عمليّة عسكريّة ستؤدّي إلى "نسف مفاوضات" تبادل الرهائن الصهاينة  والمعتقلين الفلسطينيّين.

ويحتشد 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان القطاع المحاصر، في رفح. وهم في غالبيّتهم العظمى فرّوا من العنف في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب قبل أكثر من أربعة أشهر. 

وبعدما أمر الجيش بالإعداد لهجوم على المدينة، قال نتانياهو في مقابلة مع قناة "إيه بي سي نيوز" إنّ "النصر في متناول اليَد. سنفعل ذلك. سنُسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابيّة، وعلى رفح، وهي المعقل الأخير" للحركة. 

وأضاف "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكّان المدنيّين حتّى يتمكّنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطّة مفصّلة لتحقيق ذلك"، متحدّثًا عن وجود مناطق في شمال رفح "طُهّرت ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيّين". 

ولدى تفقّده مساءً قاعدة عسكريّة في جنوب البلاد، قال نتانياهو إنّه يريد أن يكون قطاع غزّة "منزوع السلاح"، موضحًا "يقتضي هذا الأمر بسط سيطرتنا (...) على صعيد الأمن على كامل المنطقة الواقعة غربي الأردن، بما في ذلك قطاع غزّة". 

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّه "في ظلّ الظروف الحاليّة" فإنّ واشنطن "لا تستطيع دعم عمليّة عسكريّة في رفح بسبب الكثافة السكّانية". وأضاف أنّ السكّان المدنيّين "ليس لديهم مكان يذهبون إليه".

و اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب تل أبيب  أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس" تستند إلى أرقام رسميّة صهيونية.

كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة واقتيدوا إلى غزة.

وسمحت هدنة في نوفمبر 2023  بالافراج عن 105 رهائن في مقابل 240 أسيرا  فلسطينيا من السجون الصهيونية .

وقبل تحرير الرهينتين الأخيرتين، كان الصهاينة  يقولون  إنّ نحو 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتانياهو. 

وردّ الكيان المحتل  بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن إستشهاد  28176 شخصًا على الأقلّ، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس. 

وأثار التلويح بعمليّة عسكريّة وشيكة في رفح، قلق بعض الصهاينة  من تأثير ذلك على الرهائن المحتجزين في القطاع. 

وسط هذه التطوّرات، أعلنت الشرطة الصهيونية  الأحد أنّها قتلت مشتبهًا به كان يحمل سكّينًا في البلدة القديمة بالقدس، في حين قال الجيش الصهيوني إنّ جنوده قتلوا أيضًا مهاجمًا في الضفّة الغربيّة المحتلّة. ويأتي ذلك في ظلّ حال تأهّب قصوى للقوّات الأمنيّة في الكيان الصهيوني  عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 .

وقال متحدّث باسم الشرطة الصهيونية إنّ عناصر من الشرطة أوقفوا شخصًا لاستجوابه في الحيّ الإسلامي بالقدس الشرقيّة التي ضمّها الكيان الصهيوني .

وأضاف أنّ الرجل عندما اقترب من قوّة الشرطة حاول طعن أفرادها بسكّين، مشيرًا إلى أنّهم "ردّوا سريعًا وحيّدوا الإرهابي بإطلاق النار عليه". 

في الضفّة الغربيّة، قال الجيش الصهيوني إنّ جنوده أطلقوا النار على رجل حاول طعن جنديّ قرب بيت لحم.

وجاء في البيان أنّ "الجنود ردّوا بإطلاق النار على الإرهابي الذي تمّ تحييده".