دولي

"إسرائيل" ماضية في خطة شن هجوم على رفح رغم التحذيرات من "كارثة"

رفح / وكالات - لا يزال الكيان الصهيوني ماض  في خطته  لشن هجوم على مدينة رفح المكتظة بحوالى 1,5 مليون فلسطيني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة والمفاوضات الجارية سعيا للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وعلى جبهة أخرى، نفذ الكيان المحتل ، أمس الأربعاء 14 فيفري 2024 ، غارات جوية على جنوب لبنان أوقعت تسعة قتلى على الأقل وفق مصادر لبنانية، بعد مقتل جندية في شمال الدولة العبرية جراء صاروخ أطلق من الجانب الآخر من الحدود، وسط دعوات دولية لتفادي اتساع رقعة الحرب.

وقال رئيس أركان الجيش الصهيوني  هرتسي هاليفي بعد لقائه قادة عسكريين قرب الحدود اللبنانية إن "الحملة المقبلة  للكيان المحتل  ستكون هجومية للغاية"، بعد أربعة أشهر من القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين الجيش الصهيوني وحزب الله المدعوم من إيران وحليف حركة حماس. 

وكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو على حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر 2023  بين دولة الإحتلال  وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يتركز القصف حاليا على المناطق الجنوبية، وخصوصا مدينتي خان يونس حث لجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر الذي يحاصره الجيش الصهيوني، ورفح على الحدود المصرية المغلقة.

ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الصهيوني حتى الآن على اجتياحها بريا. 

وبعد أن أبدت الولايات المتحدة الامريكية ، حليف الكيان الصهيوني  الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون "ضمانات" بشأن أمن المدنيين، حذّرت استراليا وكندا ونيوزيلندا، اليوم الخميس 15 فيفري 2024 ،  الكيان الصهيوني  من النتائج "الكارثية" لمثل هذا الهجوم. 

وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة نتانياهو "على عدم سلوك هذا المسار"، مؤكدة أن "نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة (...) ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه".

وأفادت وزارة الصحة في حكومة حماس ، اليوم الخميس 15 فيفري 2024 عن سقوط 107 شهداء معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف الليلي على قطاع غزة.

وذكرت الوزارة سقوط شهيد  وعدد من الجرحى جراء قصف طال قسم العظام في مجمع ناصر الطبي في خان يونس. 

في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية سعيا للتوصل إلى هدنة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس تشمل إطلاق سراح رهائن جدد. 

وبعد اجتماع الثلاثاء في القاهرة شارك فيه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولون مصريون، تتواصل المفاوضات حتى الجمعة. 

وكان من المتوقع أن يلتقي وفد من حماس برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية الأربعاء مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وكالة "فرانس برس". 

لكن نتانياهو قال الأربعاء في بيان "أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدما"، من دون كشف المزيد من التفاصيل.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء  حماس إلى أن تنجز "بسرعة" صفقة تبادل "لتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا".

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب تل أبيب أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس" استنادا إلى أرقام رسميّة صهيونية.

وردّ الكيان الصهيوني  بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن إستشهاد 28576 شخصا في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. 

و يقول  الكيان المحتل  إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من أصل حوالي 250 شخصا خُطفوا في 7 أكتوبر 2023. وسمحت هدنة مدتها أسبوع في نهاية نوفمبر 2023  بإطلاق سراح 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا من النساء والقصّر. 

إلى ذلك، دقت منظمة الصحة العالمية مجددا ناقوس الخطر الأربعاء بشأن الوضع في مستشفيات غزة "المكتظة بالكامل والتي تعمل فوق طاقتها وتفتقر للإمدادات الكافية". 

ويضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر بسبب نقص الوسائل اللازمة لعلاج المرضى، حسب ما أفاد الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ريك بيبيركورن من غزة، متهما إسرائيل بمواصلة "عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية" إلى القطاع.

ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، ويخضع مرور المساعدات لموافقة الكيان المحتل  وهي غير كافية لتلبية احتياجات السكان المهددين في خضم الشتاء بالمجاعة والأوبئة.