وطني

سهرة "الكتيبة " تطرح اشكالية حارقة: النظام الإعلامي التونسي، هل يعيش ازمة خانقة أم حالة انهيار؟

الشعب نيوز / تونس/ تحيين - في بادرة غير مسبوقة، وبحضور لافت، نظم موقع "الكتيبة " الرقمي المستقل الذي تديره "جمعية تكلم من أجل حرية التعبير والابداع " ليل الخميس 21 مارس 2024 بمدينة الثقافة سهرة ناقش خلالها رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبار من جهة والأستاذ الجامعي الصادق الهمامي من جهة أخرى،اشكالية "النظام الإعلامي في تونس: انهيار أم أزمة خانقة؟".

وتهدف السهرة، حسب منظميها،  إلى جمع تجارب ووجهات نظر متعددة لاستكشاف آفاق تفكير جديدة حول إصلاح قطاع الإعلام وتصميم حلول مبتكرة من شأنها تشكيل مستقبل جديد للنظام الإعلامي في تونس.

فقد قدم نقيب الصحفيين عرضا حول الوضع السائد في القطاع و أقر بوجود ازمة وعدد اسبابها ومنها تداخل السياسي والاعلامي وفوضى الاشهار. واضاف ان هناك فراغ تشريعيا ومؤسساتيا انتهجته السلطة القائمة كما فعلت السلطات السابقة .

  

من جهة اخرى، أشار الى خطورة المرسوم 54 الذي فرض على الصحفيين كما كبيرا من الخوف والرقابة الذاتية وقال انه لا وجود لسياسة عمومية واضحة كما لا وجود لرؤية دقيقة. وقال أيضا ان الانتقال الرقمي اصبح ضرورة ملحة وبدون الانخراط فيه، سيندثر الاعلام التونسي.

  

من جهته، قدم الأستاذ الصادق الحمامي مداخلة شاملة تطرق فيها الى الصعوبات الاقتصادية للمؤسسات والتراجع الكبير للهيئات الصحفية والسلعنة المتعاظمة للاعلام الخاص والعطالة الكاملة للاعلام العمومي واحتضار الصحافة المكتوبة وتحويل الصحافة الى حلقة وصل.

وبين الحمامي ان مصادر الانهيار تعود الى الولادة المشوهة سنة 2011 ونموذج اقتصادي قاصر وسوق اشهارية غير شفافة وسياسة عمومية واضحة المعالم ومن نتائج هذا الوضع ان الاعلام اصبح يغذي الاضطراب الشامل للمجتمع وارساء نموذج من الاتصال الهرمي وحجب المجتمع عن نفسه.

تبعت العرضين مداخلات لعدد من الحاضرين الذين غصت بهم قاعة المبدعين الشبان في مدينة الثقافة تناولت عدة ابعاد من ابرزها الوضع العام القائم في البلاد وتدهورحال جل القطاعات وانكماش الاستثمار في الاعلام والاشهار وتكوين الصحفيين وغيرها من المسائل الحارقة في قطاع يقول طرف انه يعيش ازمة ويقول آخر انه يشهد انهيارا دون ان يتوفر الوقت اللازم لمختلف الاطراف لتقديم الحلول الممكنة في الحالتين.

المهم انه تم طرح الاشكاليات المحيطة بالموضوع والممهدة لحوارات لاحقة في سهرة انتهت، كما انطلقت، بعرض غنائي قدمه الفنان الملتزم ياسر الجرادي من خلال عدة اغنيات هادفة تناولت العديد من المواضيع الانية.