تحرّي

بين التضليل والحقيقة: أجر الطبوبي جراية تقاعد ومنحة تغطية مصاريف حددت منذ نصف السبعينات

الخبر المضلِّل:

نشرت منذ مدّة عديد المواقع التابعة لحركة النهضة وحزب المؤتمر ثمّ بعض مواقع التيارات الدينية التابعة لهما خبرا مفاده أنّ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشّغل (حسين العبّاسي وقتها، ثمّ نورالدّين الطبّوبي الآن) يتقاضى أجرا شهريا قوامه 35 الف دينار إلى جانب امتيازات أخرى..! وأنّ بقية أعضاء المكتب التنفيذي الوطني، فيتقاضى كلّ منهم أجرا شهريا قدره 17 ألف دينار...!

وقد استعاد بعض أنصار السلطة القائمة اليوم نفس الخبر المضلّل ونشروه في صفحاتهم ومواقعهم الدعائيّة.

الحقيقة:

1.ليس واردا في القانون الأساسي ولا في النظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه أن يتقاضى الشخص الذي يُنتخب لتحمّل المسؤولية صلب هياكل الاتحاد على اختلاف مستوياتها أجرا مقابل تلك المسؤولية، ذلك أنّ العمل النقابي يقوم على أساس التطوع والتضحية.

 بأي موارد يعيش السؤول النقابي؟

2.يعيش المسؤول النقابي، وهو في العادة إمّا عامل أو موظَّف في أي من القطاعات، بواسطة الأجر الذي يتقاضاه من المؤسّسة التي يعمل بها.  

3. يباشر مسؤوليته النقابية، [في المصنع، في الإدارة، في الشركة، في المدرسة، في المعهد، في الكلية، في المستوصف، في المستشفى، في المستودع، في المحطة، في الجريدة، في الإذاعة، في البلدية، في المنجم، على القطار أو الحافلة، في التلفزة، في المطار، في الوزارة الخ] أثناء أوقات الفراغ وفي الأوقات القانونية المسموح له بها طبقا لمجلّة الشغل وغيرها من القوانين التي تستند بدورها إلى المعاهدات الدولية لمنظمّة العمل الدولية وكذلك طبقا لاتّفاقات خصوصية قد تتمّ بين النقابة والإدارة.  

4. في صورة واصل تحمّل المسؤولية النقابية وهو متقاعد، فإنّه يعيش من جراية التقاعد التي يحصل عليها.

امتيازات عضو المكتب التنفيذي

5. إذا انتخب المسؤول النقابي عضوا في المكتب التنفيذي الوطني أو الجهوي أو القطاعي، فإنّه يعيش، أيضا، بواسطة أجره إذا كان مباشرا وبجرايته إذا كان متقاعدا. تضاف الى احداهما منحة لتغطية المصاريف كتعويض عن بعض عناصر الأجر التي تُحذف عند الوضع على الذمّة مثلا وعند الانتقال بالسكن من مدينة إلى أخرى.

6. وحيث تضطرّه ممارسة النشاط النقابي (اجتماعات ومؤتمرات وجلسات تفاوض وندوات..) إلى التنقّل بحكم مسؤوليته إلى عدّة ولايات أو معتمديات وداخل كلّ منها إلى عدّة مؤسّسات، فإنّه يتقاضى تعويضا عن المصاريف التي ينفقها (كالنقل والإعاشة والمبيت عند التنقّل) طبقا للمنشور المالي المضمّن في كتيب والمصادق عليه من قبل الهيئة الإدارية الوطنية. كما يمكن أحيانا أن توضع على ذمّته سيّارة إدارية لتسهيل تنقّله.

هذا أجر الطبوبي ورفاقه:

 7. يتقاضى الأمين العام نورالدين الطبوبي، اليوم، جراية التقاعد التي يتمتّع بها (ويمكن التوصّل الى معرفة مقدارها قياسا على نظرائه من متقاعدي احدى مؤسّسات القطاع العام التابعة لوزارة الفلاحة) تضاف إليها منحة تعويضية شهرية (تمّ ضبها منذ منتصف السبعينات ولم تتغيّر إلى اليوم) يسندها له الاتحاد وهي مساوية لنصف مقدار الأجر الأدنى المضمون، كما تضاف إليها السيّارة الإدارية.

8. كذلك الشأن بالنسبة لبقية أعضاء المكتب التنفيذي الوطني. فيما تُسند إلى الكتاب العامّين للاتحادات الجهوية والجامعات القطاعية منحة شهرية تمثّل تقريبا ثلث الأجر الأدنى المضمون.

في الخلاصة

لا تخفى على أحد خفايا هذا التضليل والتي تهدف الى زعزعة ثقة العمّال بالقيادات النقابية وإحداث شرخ بينهم وبين النقابيين وتشويه صورتهم وتقديم العمل النقابي على أنّه مجرّد مواقع وامتيازات وانتفاع، وليس تضحية وتطوّعا.