دولي

قصف عنيف واشتباكات في غزة و"إسرائيل" سترسل وفدًا إلى واشنطن لبحث الهجوم على رفح

غزة / وكالات - يعيش قطاع غزة اليوم الخميس 28 مارس 2024 على وقع الغارات الجوية والقصف والمعارك الشرسة بين الجيش الصهيوني ومقاتلين فلسطينيين خلفت عشرات الشهداء خلال الليل بحسب حركة حماس، في وقت وافق الكيان الصهيوني  على إرسال وفد إلى واشنطن لبحث الهجوم البري الذي تعد له على رفح. 

انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية  رئيس الوزراء الصهيوني   بنيامين نتانياهو مع الارتفاع الهائل في أعداد الشهداء  المدنيين في غزة، والنقص الحاد في الماء والغذاء، فيما حذر قادة العالم من اجتياح رفح التي يتكدس فيها نحو 1,5 مليون شخص معظمهم نازحون على الحدود المغلقة مع مصر.

وأغضب صدور قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي يطالب "بوقف فوري لإطلاق النار" وإطلاق سراح الرهائن نتانياهو الذي ألغى زيارة مقررة لوفد صهيوني  إلى واشنطن. لكنه عاد ووافق على إرساله وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار التي قالت إن العمل جار لتحديد موعد. 

وتعتزم واشنطن عرض خطة بديلة للهجوم على رفح تركز على ضرب أهداف لحماس مع الحد من الخسائر في صفوف المدنيين. 

وفي ظل الأزمة الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحصار وتدمير البنية التحتية في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، تكرر الأمم المتحدة إن المجاعة "أقرب أن تكون حقيقة واقعة في شمال غزة"، محذرة من إن النظام الصحي ينهار "بسبب استمرار الأعمال العدائية والقيود المفروضة على الوصول" إلى مختلف المناطق.

وبموازاة ذلك، تحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مواجهات في بلدات عدة في الضفة الغربية المحتلة، فيما أصيب ثلاثة أشخاص في إطلاق نار على مركبات بينها حافلة مدرسية صهيونية  قرب أريحا. 

قالت وزارة الصحة التابعة لحماس أن 62  شهيدا  و91 جريحًا وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة حتى صباح الخميس جراء القصف والغارات المتواصلة في الشمال على مدينة غزة ومخيم جباليا وبيت لاهيا ومخيم البريج وحي الزيتون وفي الوسط في الزوايدة وفي الجنوب في خان يونس ورفح حيث تتعرض كذلك خيام النازحين للقصف. كما حصل مساء الأربعاء في مخيم الصلاح برفح حيث قُتل طفلان وامرأة ورجل وفق وزارة الصحة في غارة جوية ضربت خيمتين. والأربعاء كذلك، خلف القصف على المستشفى الكويتي بالمدينة شهداء وجرحى. 

وتحدث مسؤول في القطاع عن معارك محتدمة قرب مدينة غزة في الشمال وخان يونس في الجنوب. 

وقال الاعلام الحكومي التابع لحماس إن "الاحتلال يواصل عملية الاقتحام في مجمع ناصر الطبي ويحاصر مستشفى الأمل (وكلاهما في خان يونس) ويواصل عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي ومحيطه" حيث تم "تدمير 4 عمارات سكنية في حي الرمال" غرب مدينة غزة. 

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن آلاف المدنيين يحتمون في مجمع ناصر وهو الأكبر في جنوب القطاع. 

وأعلن الجيش الصهيوني  مواصلة عملياته في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به في مدينة غزة ومنطقة الأمل حيث صار مستشفى الأمل خارج الخدمة وفي منطقة القرارة في خان يونس. 

ويتهم الجيش حركة حماس "باستغلال المستشفيات بشكل منهجي لأغراض عسكرية، مستخدمة السكان المدنيين كدروع بشرية" ويقول إن عملياته تستهدف "البنية التحتية للإرهاب" 

مساء الأربعاء قال شاهد عيان لفرانس برس إن "النيران تشتعل في مبنى الطوارئء في الدور العلوي في مستشفى الشفاء بعد تعرضه للقصف بعدة صواريخ من الطيران الحربي". 

وتعقيبًا على ذلك قال متحدث باسم الجيش إن قواته تعرضت في الأيام الماضية لإطلاق نار "من داخل وخارج مبنى الطوارئ في مستشفى الشفاء ... ومساء (الأربعاء) قصفت طائرة حربية مبنى الطوارئ بدقة مع تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين". 

وقال إن الجيش يعمل على "منع إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والفرق والمعدات الطبية" في الشفاء وإنه أخرج المدنيين والمرضى والطاقم الطبي ونقلهم إلى "مرافق طبية بديلة". 

وتحدثت الأمم المتحدة عن "تبادل مكثف لإطلاق النار بين الجيش الصهيوني  والمقاتلين الفلسطينيين". ونقلت عن وزارة الصحة أن الجيش وضع الطاقم الطبي والمرضى في الشفاء في مبنى واحد ولا يسمح لهم بالمغادرة. 

ولا تُعرف حصيلة القصف والمعارك في الشفاء والأحياء المحيطة حيث ذكر شهود عيان أن الجيش اعتقل المئات من الرجال والشباب وحتى أطفال وقصف عشرات المنازل ودمرها وأرغم السكان على النزوح باتجاه الجنوب. 

وأكد الجيش أنه اشتبك مع مقاتلين وقتل 200 منهم منذ توغلت دباباته في الأحياء المحيطة بمجمع الشفاء الذي اقتحمه فجر 18 مارس 2024 للمرة الثانية منذ نوفمبر 2023 كما قتل "عشرات" آخرين في منطقة مستشفى الأمل الذي أجلى كل من فيه وأغلقه في ثاني عملية تستهدفه وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. 

وقالت الجمعية في بيان الخميس "أفرجت قوات الاحتلال عن سبعة من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني الذين تم اعتقالهم خلال اقتحام مستشفى الأمل في 9 فيفري 2024  وبعد قضاء 47 يوما في سجون الاحتلال، من بينهم مدير الاسعاف والطوارىء في قطاع غزة ، محمد أبو مصبح". 

وأضافت "يواصل الاحتلال اعتقال ثمانية من طواقم الجمعية لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة". 

اندلعت الحرب إثر هجوم شنّته حماس على جنوب تل أبيب  في 7 أكتوبر 2023  وأوقع وفق الأرقام العبرية أكثر من 1160 قتيلًا معظمهم مدنيون كذلك خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم.

وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهد الكيان الصهيوني "القضاء" على حماس وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت وفق وزارة الصحة التابعة لحماس عن إستشهاد 32552 شخصا وإصابة 74980 بجروح معظمهم من الأطفال والنساء. 

وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إنها تلقت "تهديدات" بعدما أكدت في تقرير أن "ثمة أسبابا منطقية" تدفع إلى القول إن الكيان الصهيوني ارتكب "أعمال إبادة" في حالات كثيرة.

وعبرت دول عدة غالبيتها عربية ومسلمة وأميركية لاتينية عن دعمها للمقررة الخاصة التي قال مراقبون أنها تدلي أحيانا بتصريحات قوية جدا. 

منذ نحو ستة أشهر يعيش أهل غزة أهوال الحرب والحصار اللذين أسفرا عن تدمير البنية التحتية وحرمانهم من الغذاء والماء والوقود والكهرباء. 

وجراء ذلك، صار من الصعب تلافي المجاعة بين السكان الذين دُمرت منازلهم وتحول معظمهم إلى نازحين دون أن يسلموا من القصف. 

ومنذ اندلاع الحرب لا يسمح الكيان المحتل  الذي يسيطر على المعابر سوى بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدة وتخضعها لعمليات تفتيش مطولة.

وبهدف تخفيف المعاناة لا سيما عن سكان الشمال الأكثر حرماناً، لجأت بعض الدول إلى إلقاء الأغذية من الجو. 

وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر "المساعدات الغذائية تُنزل عادة بالمظلات عندما يكون الناس معزولين، على مسافة مئات الكيلومترات. ولكن هنا، المساعدة التي نحتاج إليها لا تكاد تبعد بضعة كيلومترات. لذلك علينا استخدام الطرق البرية!". 

ودعت حماس إلى وقف عمليات الإنزال بعد مقتل 12 شخصا غرقا وستة جراء التدافع للحصول على الطعام. 

بموازاة ذلك، لم يُسجل تقدم في المفاوضات التي تتوسط فيها قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية  للتوصل إلى هدنة تترافق مع الإفراج عن رهائن صهاينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الصهيونية.