دولي

"الجيش"الإسرائيلي" ينسحب من مجمع الشفاء مخلفاً "الجثث والدمار

غزة / وكالات -  انسحب الجيش الصهيوني  الإثنين 1 أفريل 2024  من مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي طوقه واقتحمه قبل أسبوعين مخلفاً في ما كان أكبر مجمع طبي في القطاع والأحياء المحيطة به الكثير من الدمار و"عشرات الجثث" وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. 

ومع دخول الحرب يومها الثامن والسبعين بعد المئة، أعلنت الوزارة أن القصف الصهيوني  أدى الى إستشهاد 60 شخصا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وحتى صباح الإثنين في القطاع المحاصر المهدد بالمجاعة. 

وأشار مكتب الإعلام الحكومي الى أن  الكيان الصهيوني شنّت عشرات الغارات الجوية التي ترافقت مع قصف مدفعي مكثف في أنحاء عدة من القطاع ولا سيما في خان يونس ودير البلح ورفح.

وأفاد شهود عيان عن وقوع اشتباكات بين الجيش الصهيوني وحركة حماس في وسط مدينة خان يونس (جنوب فلسطين )، وفي حيي الرمال وتل الهوى بمدينة غزة (شمال فلسطين ).

من جهتها، أعلنت الشرطة الصهيونية  الإثنين توقيف شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على خلفية تهم تتعلق بـ "الإرهاب".

وقالت لوكالة فرانس برس إن "صباح عبد السلام هنية (57 عاما) محتجزة في تل السبع وتخضع لتحقيق يشترك فيه جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)".

وفي 18 مارس 2024، بدأ الجيش الصهيوني عملية كانت الثانية له في مجمع الشفاء الطبي منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وبرّر الجيش عمليته الثانية بتوافر معلومات استخبارية عن وجود "مسؤولين كبار" من حماس والجهاد الإسلامي فيه.

وأفادت وزارة الصحة أن المجمع صار خارج الخدمة، متحدثة عن دمار "كبير جدا" فيه وفي الأحياء المحيطة به مثل الرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

وأكدت "انتشال عشرات جثث الشهداء بعضها متحلل من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه"، مشيرة الى أن "كافة المباني في مستشفى الشفاء تعرضت للحريق أو أصيبت بأضرار".

ورأى مراسل لوكالة فرانس وشهود في المكان الدبابات والمركبات العسكرية الصهيونية  تنسحب من المجمع. وقالوا إن عدة مبان تضررت وأن آثار الحريق بادية على عدد منها.

وأشار مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس الى أن الجيش شنّ غارات جوية وقصفا "للتغطية على تراجع دباباته وآلياته من مجمع الشفاء الطبي".

من جهته، أكد الجيش الصهيوني إنهاء عملياته داخل المجمع ومحيطه. وقال في بيان إن قواته "استكملت هذا الصباح العملية في منطقة مستشفى الشفاء وخرجت من منطقة المستشفى".

وكان الجيش أعلن في وقت سابق أنه قضى على "أكثر من 200" عنصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في منطقة مجمع الشفاء، متعهدا مواصلة العملية العسكرية حتى "القبض على آخر" مقاتل. 

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الأحد أن المستشفى لا يزال يضم 107 مرضى و50 عاملا في المجال الصحي.

وذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد بأن 21 مريضا توفوا في مجمع الشفاء منذ بدء العملية العسكرية الصهيونية، مضيفا أن المستشفى لا تتوافر فيه سوى زجاجة مياه واحدة لكل 15 شخصا.

ووفق أرقام نشرتها منظمة الصحة في أواخر مارس 2024، كان أقل من ثلث مستشفيات القطاع يعمل بشكل جزئي.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، شنّ الجيش الصهيوني عددا من العمليات التي طالت مستشفيات ومرافق طبية ومحيطها، متهّما حماس باستعمالها كستار لنشاطاتها لكن الحركة نفت بشدة استخدام مقاتليها الشفاء وغيره من المرافق الصحية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد إستشهاد  أربعة أشخاص وإصابة 17 آخرين في قصف صهيوني  على مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع.

وقال تيدروس عبر منصة إكس "كان فريق من منظمة الصحة العالمية في مهمة إنسانية في مستشفى الأقصى في غزة عندما تعرض مخيم داخل مجمع المستشفى لغارة جوية صهيونية اليوم. إستشهد أربعة أشخاص وأصيب 17 آخرون". 

ونقلت منظمة أطباء بلا حدود عن أحد منسّقيها قوله "عندما سمع فريقنا دوي انفجار قريب، أوقف (أفراده) ما كانوا يفعلونه واحتموا داخل المستشفى". 

من جهته، قال الجيش الصهيوني  إن طائرة تابعة لسلاح الجو "قصفت مركز قيادة عملياتيا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي وإرهابيين متمركزين في باحة مستشفى الأقصى في منطقة دير البلح". 

وأضاف "بعد هذه الضربة الدقيقة، لم يتضرر مبنى مستشفى الأقصى ولم تتأثر وظيفته" .

وتوازيا مع العملية في الشفاء، أفادت حماس بأنّ القوات الصهيونية  تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل، وكلاهما في مدينة خان يونس. 

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب  تل أبيب  أسفر عن مقتل 1160 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس" استناداً إلى أرقام رسمية عبرية .

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية  صهيونية.

وتعهّد الكيان الصهيوني  "القضاء" على حماس وهي تشنّ منذ ذلك الحين قصفا مكثّفا، وبدأت هجوما بريا في 27 أكتوبر 2023، ما أدى الى إستشهاد  32782 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

والاثنين، أعلن الجيش الصهيوني أن 600 من جنوده إستشهدوا منذ اندلاع الحرب، من بينهم 256 على الأقل داخل القطاع منذ بدء العمليات البرية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية.

كذلك، قضى أكثر من نصف الجنود الشهداء  أثناء هجوم حماس، في حين سقط آخرون في الضفة الغربية المحتلة حيث تصاعد التوتر منذ اندلاع الحرب في غزة، أو في شمال تل أبيب  حيث يسجّل تبادل يومي للقصف عبر الحدود مع حزب الله اللبناني. 

وليل الأحد، أعلن جهاز الطوارئ الصهيوني  أن رجلا طعن ثلاثة أشخاص وأصابهم بجروح في مركز تجاري بالقرب من مدينة أسدود في جنوب  تل أبيب . 

ميدانيا، يلوّح الكيان  الصهيوني منذ أسابيع بشنّ عملية برية في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع عند الحدود المغلقة مع مصر، والتي باتت الملاذ الأكثر لأكثر من 1,5 مليون فلسطيني غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.

ويشدد رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو على أن هجوم رفح ضروري لتحقيق هدف "القضاء" على حماس.

الا أن هذه العملية المحتملة تثير مخاوف دولية واسعة خشية على مصير المدنيين.

وأبدت واشنطن الحليفة للكيان المحتل ، تحفظات على العملية المحتملة، مؤكدة ضرورة أن تسبقها خطط لإجلاء المدنيين وتأمين سلامتهم. 

وأكد مصدر عبري  إن اجتماعا عبر الفيديو سيُعقد الإثنين لبحث الخطة الصهيونية  لمهاجمة المدينة مع امكان "عقد اجتماع حضوري في وقت لاحق من هذا الأسبوع"، بعد نحو أسبوع على إلغاء زيارة وفد الى واشنطن للغرض نفسه.

وفي ليلة ثانية من الاحتجاجات، تظاهر آلاف الصهاينة  مساء الأحد في القدس للمطالبة باستقالة نتانياهو وتأمين الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في وقت يبدو أن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل قد وصلت إلى طريق مسدود.

وأغلق المتظاهرون طريقا سريعا رئيسيا في المدينة بعدما تجمعوا في وقت سابق أمام مقر الكنيست ملوحين بالأعلام الصهيونية  واستخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المتظاهرين لابعادهم إلى الخلف بينما كانوا يهتفون بأن نتانياهو "يجب أن يرحل". 

لكن التوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن لا يزال بعيد المنال، رغم النداءات الصادرة عن المنظمات الدولية التي تحذر من خطر المجاعة على غالبية سكان قطاع غزة المحاصر البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وقال مسؤول في حماس لوكالة "فرانس برس" الأحد إن الحركة لم تتخذ قرارا بعد بشأن إرسال وفد إلى جولة تفاوض جديدة في الدوحة أو القاهرة، مؤكدا أن المواقف بين حماس و الكيان الصهيوني  لا تزال "متباعدة"، قائلا إن الحركة "أبدت مرونة واستعدادا للتوصل لاتفاق".

لكن نتانياهو اتهم حماس بأنها "شددت" مواقفها. وقال الأحد "في حين أظهر  الكيان الصهيوني  مرونة في مواقفها خلال المفاوضات، قامت حماس بتشديد مواقفها".

منذ بداية الحرب، تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع واحد فقط في نهاية نوفمبر، أتاحت الإفراج عن حوالى مئة رهينة في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.