الكرة الطائرة: بعد التتويج بـ«الكان»: المنتخب يرفّع في أسهمه وتعتبر البطولة العربية الرهان القادم
أضاف المنتخب الوطني للأكابر البطولة الافريقية للأمم الـ 11 في تاريخه وحافظ على التاج القاري للمرة الثالثة على التوالي بعد فوزه الثلاثاء الفارط في نهائي النسخة الـ 23 التي استضافت رواندا منافساتها على الكامرون بثلاثة أشواط لشوط كانت تفاصيلها (16 – 25) و(25 – 21) و(25 – 21) و(25 – 16)، وقد توج منتخبنا باللقب ومعه ضمن التأهل الى مونديال روسيا 2022 صحبة الكامرون بينما عادت البرونزية الى المنتخب المصري الذي فاز في اللقاء الترتيبي على نظيره المغربي بثلاثة أشواط لشوط.
هو المنتخب الأكثر تتويجا في الرياضات الجماعية على المستوى القاري والأكثر مشاركة في الألعاب الأولمبية وهو صاحب المركز الـ 16 عالميا خطوات ثلاث باتت في رصيد منتخب الكرة الطائرة للرجال الذي رفع مجددا في أسهمه بعد الظفر بلقب النسخة الـ 23 من بطولة افريقيا للأمم التي اختتمت منافساتها منذ يومين في رواندا عن جدارة واستحقاق وبعد أن تجاوز كافة منافسيه دون هزيمة وفاز بست مباريات فرط خلالها في شوطين فقط كانا أمام مصر والكامرون منافسا العادة.
بات منتخب الكرة الطائرة الأفضل وطنيا وقاريا وأكد مجددا ان الحصيلة الايجابية التي هي بحوزته اليوم لم تأت من فراغ وإنما كانت نتاجا لجهود بذلت مسبقا من كل الأطراف المحيطة به ومن اللاعبين ذاتهم الذين امنوا بحظوظهم ووضعوا التتويج هدفا لا يمكن الحياد عنه مهما كان المنافس في الطرف المقابل، منتخبنا تربع مجددا على عرش افريقيا وأضاف اللقب 11 في تاريخه وعزز رقمه القياسي بنجمة اضافية انتظرها جمهوره بشغف واستحقها لاعبوه جميعهم دون استثناء واليوم هم يتطلعون بالمنتخب نحو الأفضل خلال بطولة العالم التي تنتظرهم في روسيا في 2022 من أجل التأكيد وتقديم أداء يليق بهم مثل ما فعلوا في اولمبياد طوكيو الأخيرة التي تركوا فيها طيب الأثر رغم صعوبة المهمة وقيمة المنتخبات التي التقوها في دورها الأول.
* سيطرة قارية مطلقة
تمكنت الكرة الطائرة من فرض سيطرة قارية مطلقة على جميع تتويجاتها ففي الفرق سيكون الترجي الرياضي ونسائي قرطاج ممثلان لإفريقيا في بطولة العالم للأندية التي سيشاركان فيها في الصين بداية من 15 ديسمبر المقبل بعد أن استعادا تاجي بطولة افريقيا للأندية البطلة عن جدارة واستحقاق ثم أضاف المنتخب خطوة ثالثة في «الكان» وهذه مؤشرات ايجابية تؤكد مجددا أن «الطائرة» التونسية سائرة في الطريق الصحيح، الحصيلة كانت ستكون أوفر لو تمكنت منتخبات الشبان من المشاركة في النهائيات القارية التي تخلفت عنها بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد.
تبقى هذه الحصيلة الايجابية هامة ولا بد من استثمارها كما يجب للمستقبل حفاظا على نتائج الفرق والمنتخبات على حد السواء فخطوة الى الوراء تبقى مرفوضة والأكيد أن عمل كبير ينتظر كافة الأطراف حتى تظل «الطائرة» التونسية في الريادة وتحافظ على بقائها في المقدمة.
* «بن طارة» يؤكد مجددا و»بن» سليمان يتألق
لفت وسيم بن طارة اليه الأنظار في اولمبياد طوكيو وساهم بشكل كبير في ما قدمه المنتخب وتمكن من تأكيد ذلك أيضا في بطولة افريقيا للأمم فهو كان سببا في عودة عناصرنا الوطنية أمام الكامرون وتتويجها باللقب وكان وراء كل النقاط الحاسمة، بن طارة كان الأكثر حضورا في كل المباريات وخاصة في النهائي وهذا مكنه من الظفر بلقب أفضل مهاجم في «الكان» ولولاه ربما لكانت النتائج مغايرة خاصة أن حمزة نقة لم يقدم اداءه المعتاد.
تألقت جميع عناصر المنتخب دون استثناء في «الكان» وفي مقدمتهم كان هناك خالد بن سليمان الذي نال لقب أفضل موزع، تتويج فردي مستحق لبن سليمان مستقبل المنتخب بعد مهدي بن الشيخ الذي نال فرصة المشاركة في «الكان» وإنهاء مشاركاته القارية كأفضل ما يكون.. في المنتخب توجد مجموعة متكاملة ستكون قادرة على التألق في كل مسابقة تدخلها ما دامت تحظى بالدعم الكامل من الجامعة التي وفرت لها كل الظروف التي تساعد على التألق بعد أن وضعتها أولوية مطلقة في قرار كان صائبا وما دامت تحت قيادة مدرب محنك في قيمة «أنطونيو جاكوب» له من الخبرة ما يكفي لتحقيق كل هدف يرسمه.
* البطولة العربية الهدف القادم للمنتخب
حافظ المنتخب على تاج بطولة افريقيا للأمم للنسخة الثالثة على التوالي وكسب ثقة جمهوره مجددا وعناصرنا الوطنية ستكون خلال الفترة القادمة على موعد مع تحد جديد وهو البطولة العربية للأمم التي ستقام في بلادنا خلال العام 2022، منتخبنا رفع في 2012 اللقب العربي ومنذ تلك النسخة لم يتمكن من المشاركة وخلال العام الجديد سيكون المنظم وسيسعى الى التألق والمراهنة على لقب جديد يضيفه الى رصيده الثري.
سيعد المنتخب العدة كما يجب للبطولة العربية المنتظرة وسيكون قادرا على التتويج خاصة في ظل الروح الانتصارية العالية الموجودة في المجموعة والأجواء الطيبة داخله، الجامعة ينتظر أن تضع التحضيرات اللازمة للمنتخب مثل ما كان الشأن في الاستحقاقات السابقة حتى يظل على مستوى الثقة التي وضعها فيه الجمهور.
- القناة الوطنية تركت جمهور المنتخب في التسلل
تمكن البعض من جمهور المنتخب من متابعة مبارياته التي قامت ببثها القناة الرواندية والموقع الرسمي للاتحاد الافريقي على موقع التواصل الاجتماعي «الفايس بوك» بينما لم يتمكن عدد كبير منهم في المقابل من مشاركة عناصرنا الوطنية انتصاراتها وفرحتها بالتتويج القاري بما أن القناة الوطنية أخلت بواجبها مجددا وكررت الفعلة ذاتها فهي سبق لها ان غيبت مشاركة منتخب السلة في «كان» رواندا الأخيرة ومباراتي منتخب كرة القدم في التصفيات المؤهلة الى مونديال قطر 2022، رهانات كبيرة كان يتوجب على القناة الوطنية تغطيتها بما أنه واجب وليس اختيار وملف البث التلفزي لا بد من الحسم فيه مستقبلا من اعلى سلطة بخصوص المنتخبات الوطنية خاصة فدورها لا يقتصر على برامج حوارية وإعادة بث مسلسلات مرت عليها أعوام وإنما تغطية كل مشاركة لعناصرنا الوطنية مثل ما كان الحال سابقا أو تتخلى عن دورها فهناك أكثر من قناة خاصة قادرة على القيام به.