محادثات الهدنة في غزة تحرز تقدما ملحوظا
القاهرة / وكالات - أحرزت المفاوضات التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة سعيا للتوصل إلى هدنة بين الكيان الصهيوني و حركة حماس في قطاع غزة "تقدما ملحوظا"، حسبما ذكرت وسائل إعلام قريبة من السلطات المصرية فجر الإثنين 8 أفريل 2024 بعد أكثر من نصف عام على الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وواصل الكيان المحتل الضغط محذرا من أنه على استعداد لعمليات عسكرية مستقبلية ضد حماس في رفح أقصى جنوب القطاع، والتي نجت حتى الآن من هجوم بري.
وسحب الكيان الصهيوني الأحد قواته من جنوب قطاع غزة ومدينة خان يونس ما سمح لأعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى المنطقة المدمرة.
غير أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إن القوات غادرت خان يونس "استعدادا لمواصلة مهامها ... في منطقة رفح".
وفي خطاب أمام الحكومة بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر".
لكن مع استئناف محادثات الهدنة أعلن نتانياهو أمام حكومته أن " الكيان الصهيوني مستعد لاتفاق" مضيفا "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون عودة الرهائن. هذا لن يحدث".
وتصاعدت الضغوط الدولية على كيان الإحتلال لوضع حد للحرب، التي تسببت بخسائر بشرية هائلة ودمارا في مساحات واسعة من القطاع الفلسطيني الساحلي.
وطالبت الولايات المتحدة الامريكية ، الحليفة التاريخية للكيان الصهيوني ، الاسبوع الماضي بهدنة واتفاق لإطلاق سراح الرهائن وتكثيف إمدادات المساعدات.
وصعّد الرئيس الأميركي نبرته بعد تعبيره عن "الغضب" بشأن ضربة صهيونية اودت بسبعة عمال إغاثة من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية ومقرها في الولايات المتحدة الامريكية .
وبينما أبقى الكيان الصهيوني و حركة حماس على لهجتهما التصعيدية اوفدا ممثلين إلى القاهرة انضم لهم وسطاء من الولايات المتحدة الامريكية ومصر وقطر.
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من السلطات المصرية فجر الإثنين أنّ المفاوضات التي استضافتها العاصمة المصرية سعياً للتوصل إلى هدنة بين الكيان الغاصب وحركة حماس في قطاع غزة أحرزت "تقدماً ملحوظاً".
ونقلت القناة عن "مصدر مصري رفيع المستوى" لم تسمّه أنّ "مصر تؤكّد استمرار جهود الوصول لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدّم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية".
ونقلت القناة المصرية عن المصدر أنّ الوفدين الأميركي والصهيوني سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر المشاورات خلال الـ48 ساعة المقبلة.
وبحسب المصدر نفسه فإنّ وفدي قطر وحماس غادرا بدورهما القاهرة على أن يعودا إليها "خلال يومين للتوافق على بنود الاتّفاق النهائي".
وانسحبت فرقة الكوماندوس 98 في الجيش الصهيوني من خان يونس وغادرت غزة "للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية"، على ما قال الجيش لفرانس برس.
وعلى الأرض، عاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد الانسحاب الصهيوني الذي سبقته غارات على المدينتين، بحسب صور لوكالة "فرانس برس" الاخبارية.
سيرا على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها الحمير، أظهرت صور وكالة فرانس برس رجالا ونساء يسيرون في مدينة أصبحت حقلا من الخراب.
وفي القدس احتشد الآلاف الأحد أمام مقر الكنيست للمطالبة بإعادة الرهائن.
و اتهمت جمعيات خيرية الكيان الصهيوني بعرقلة المساعدات، لكن الكيان المحتل دافع عن جهوده وألقى باللوم في نقص المساعدات على عدم قدرة منظمات الإغاثة على التوزيع بعد دخولها.
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وتقدر قيمة الأضرار بنحو 18,5 مليار دولار في البنى التحتية الحيوية معظمها في قطاع الإسكان، وفق تقرير للبنك الدولي.
ودخلت شاحنات مساعدات غزة عن طريق معبر رفح مع مصر الأحد فيما تم تسليم إمدادات طبية للمرة الأولى عبر معبر إيريز الصهيوني على الحدود مع شمال غزة، على ما أظهرت لقطات فيديو لفرانس برس.
مع احتدام الحرب في غزة، يشهد الشرق الأوسط أيضا تصاعدا في أعمال العنف تشارك فيها جماعات مسلحة مدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
وحذّر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني من أن سفارات الكيان الصهيوني "لم تعد آمنة" بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق ونُسبت إلى الدولة العبرية.
وأعلن وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت الأحد أن الجيش "استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران".
و أعلن الجيش الصهيوني الأحد أنه استكمل "مرحلة أخرى" في إطار استعداداته "للحرب" عند الحدود مع لبنان حيث يتكثف القصف المتبادل مع حزب الله.
وقصفت طائرات مقاتلة صهيونية مجمعا لقوات الرضوان التابعة لحزب الله "في منطقة الخيام" بالقرب من هضبة الجولان الذي يحتلها الكيان الصهيوني ، ومركز قيادة قرب طورا شمال شرق مدينة صور الساحلية، على ما أعلن الجيش الصهيوني.
كما أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الأحد "استهداف سفينتين صهيونيتين وأخرى بريطانية"، بعدما أفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري بثلاث عمليات استهداف قبالة سواحل اليمن خلال أقل من 24 ساعة.
ومنذ نوفمبر 2023 ، شنّ المتمردون الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن. ويقول المتمردون إنّ هذه الهجمات تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وأشاد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بـ"الدعم الشجاع الذي يقدمه الشعب اليمني للشعب الفلسطيني المضطهد" وذلك في مستهل جولة إقليمية في مسقط الأحد.