ثقافي

يتواصل عرضه بالقاعات : فيلم" الى ابني "لظافر العابدين انتاج سعودي بكفاءات تونسية

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  * 112دقيقة واستحضار ل"رؤية السعودية 2030" 

 

في ثاني تجربة إخراجية له (بعد فيلم غدوة)، قدم الممثل وكاتب السيناريو النجم التونسي ظافر العابدين عمله السينمائي الجديد "إلى ابني" في عرض خاص احتضنته قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس العاصمة.

وفي تقديمه لهذا العمل قال ظافر العابدين "إنه فيلم سعودي بروح تونسية" مضيفا "إنها تجربة مختلفة استمتعت بها، من خلال هذا الفيلم الذي يروي قصة إنسانية يمكن لأي كان أن يجد نفسه فيها".

* رحلة شاب بين لندن والسعودية

 ويروي الفيلم قصة رجل شاب سعودي كان مقيما في لندن لمدة 12 سنة قبل أن يقرر وضع حد لإقامته في المهجر ويعود رفقة ابنه ذي السبع سنوات إلى مسقط رأسه مدينة أبها جنوب المملكة العربية السعودية، حاملا سرا لا يبوح به لأحد. وعلى مدى أكثر من ساعة يتابع المتفرج أحداث هذا الفيلم الذي يطرح في الأثناء جملة من القضايا منها حالة الغربة والاغتراب التي يعيشها المهاجر، والروابط الأسرية المتينة رغم وجود أب متسلط يرفض التحاور ويريد تقرير مستقبل أبنائه.

* كفاءات تقنية تونسية

 وإلى جانب ظافر العابدين، يشارك في بطولة هذا العمل كل من الفنانين السعوديين إبراهيم الحساوي، وسمر شيشة وإيدا القصي وخيرية نظمي وسارة اليافعي، إلى جانب الممثل الأردني آدم أبو سخا والممثلة البريطانية إميليا فوكس، والنجم الصاعد اللبناني السعودي المولد آدم زهر، فضلا عن مساهمة فريق تقني جله من الكفاءات التونسية.

 ولا يمكن لمن يشاهد هذا العمل الذي تم تصوير مشاهده بين لندن وجدة وأبها السعودية بتضاريسها وأسواقها ومتاحفها الجبلية، ألا يلحظ أن هذا الفيلم الذي أنتجته O3 Medya وDouble A Productions يصور كذلك جوانب من البنية التحتية للمملكة العربية السعودية والتطور الذي يشهده المجتمع على عدة مستويات خاصة على مستوى تحرر المرأة وانفتاحها سواء على مستوى قيادة السيارة أو في مجال العمل وقيادتها للمشاريع أو خروجها دون نقاب أو اختيارها الحر لدراستها ولشريك حياتها، وغيرها من المسائل، مما يجعل المتفرج يستحضر "رؤية السعودية 2030" وهو يتابع اللقطات التصويرية وسير أحداث الفيلم التي لم يكن اختيارها اعتباطيا بالمرة.

*مع صفاء المسعدي

 وأوضح ظافر العابدين في حوار مع الصحفيين إثر عرض الفيلم، أن سيناريو هذا العمل الذي كتبه بالاشتراك مع التونسية صفاء المسعدي، حرص من خلاله على نقل تجربة الهجرة والحالة النفسية التي يعيشها المهاجر أحيانا، وتمسكه بالعائلة وبالعودة إلى الجذور، مشيرا إلى وجود منطلق ذاتي في الكتابة عن هذا الجانب، خاصة وأنه كان يعيش في لندن في وقت ما. وأعرب عن سعادته بالعودة إلى لندن كمخرج لا كممثل، واصفا ذلك بالحلم الذي لطالما تمنى تحقيقه.

وكما حافظ على كتمان سر الأزمة الصحية التي يمر بها بطل الفيلم، حافظ على مضمون الوصية التي تركها لابنه حيث كان يكتب يومياته، شعرا ونثرا لاجئا للكتابة كمتنفس لما يعانيه، وهو اختيار موفق شد المتفرج وجعله متشوقا لفك شفرة الأحداث على امتداد أكثر من نصف توقيت هذا الفيلم الذي استغرق نحو 112 دقيقة. وإلى جانب التقنيات السينمائية المعتمدة، لا يمكن لمن يشاهد فيلم "إلى ابني" ألا تغالبه دمعة حارة وهو يتابع قصصا إنسانية تصور علاقة الأب بابنه والجد بحفيده والشاب بشقيقته، وسط أجواء مشحونة بالمحبة والتعاطف والخوف من الفراق المحتمل على أكثر من مستوى. وفي حديثه عن العروض السابقة لهذا العمل الجديد، اعتبر ظافر العابدين أن عرض هذا الفيلم في مهرجان البحر الأحمر في دورته الأخيرة كان تحديا كبيرا بالنسبة إليه، ومسؤولية جسيمة خاصة وأنه أمام جمهور السعودية، معربا عن ارتياحه بعد العرض لردود الفعل الإيجابية والصدى الذي لقيه، وأكد حرصه على أن يقع عرض هذا العمل بدعم من "إيزي للتوزيع" في مختلف المدن والجهات التونسية بقطع النظر عن المشاركات في التظاهرات السينمائية الكبرى وترشيحه لنيل جوائز مسابقاتها.