آخر ساعة

ازمة الاعلاف تفاقم ظاهرة الاحتكار وتؤرق المربين

الشعب نيوز / أبو إبراهيم - قالت وسائل اعلام دولية ان ديوان الحبوب قد طرح مناقصة دولية لشراء 100 ألف طن من شعير العلف.

 ويأتي توريد العلف اثر النقص الفادح في انتاج الاعلاف نتيجة التغيرات المناخية التي أدت الى ‏نقص التساقطات. وبلغ حجم الكميات المجمعة من الشعير الى حدود 21 جويلية 2024 حوالي 0.58 ملين ‏قنطار من الشعير.

ويمثل توفير العلف لفائدة مربي الماشية مهمة استراتيجية من مهام ديوان تربية ‏الماشية، كما تم مؤخرا احداث ديوان العلف الذي سيتكفل بمهمة تعديل السوق وتوفير الاعلاف.

*‏ جفاف وضعف انتاج

وكانت الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه قد أعلنت في ارساليات قليلة ان تونس بالسنة السابعة ‏على التوالي من فترة جفاف طويلة دعت المواطنين الى حسن استعمال الماء والاقتصاد فيه. واثرت ‏السنوات العجاف على مخزون المياه من في السدود من ناحية وفي مستوى التساقطات السنوية مما أدى ‏الى ضعف انتاج الحبوب والاعلاف بشكل عام. وقد أدت ارتفاع درجات الحراة فخلال شهري مارس ‏وافريل المنقضين الى تدني جودة الحبوب المنتجة وهو ما اثر لعلى الفلاحين الذين غامروا بزراعة ‏الحبوب رغم كل المعيقات.

وكان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قد دعا في بلاغ صادر يوم 05 ‏جويلية  2024 الجاري الى "الاسراع باتخاذ اجراءات استثنائية تقضي بإضفاء مرونة أكبر في تطبيق سلم تعيير ‏الحبوب بما يسمح بإقرار سعر يراعي جهود الفلاحين وتضحياتهم ويأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الظروف ‏الطبيعية القاهرة التي لا دخل للمنتجين فيها وهو ما سيسمح بالتخفيف من انعكاس تدني الجودة على ‏الاسعار‎.‎‏

" كما طالب الاتحاد في ذات البلاغ "‏‎ ‎العمل على جبر الاضرار التي لحقت بالفلاحين المجاحين ‏بتيسير الاجراءات والإسراع بصرف التعويضات قبل انطلاق الموسم مع مزيد الاحاطة بهم ودعمهم للحد ‏من خسائرهم المتفاقمة وحفزهم على مواصلة النشاط والبذل والحفاظ على حلقة الانتاج باعتبارها صمام ‏الأمان الحقيقي لأمننا الغذائي" ويؤكد البلاغ الصادر عن اتحاد الفلاحين ان ازمة المياه قد اثرت كثيرة في ‏الإنتاج الوطني من الحبوب كما وكيفا.

وقد أدت ازمة التساقطات الى خلق ازمة هيكلية للأعلاف.‏ مضاربة وغلاء الأسعار وأدى شح العرض الى تفاقم ظاهرة المضاربة في تجارة الاعلاف مما أدى الى ارتفاع أسعار الاعلاف ‏بشكل جنوني. وينعكس ارتفاع أسعار الاعلاف على استراتيجيات مربي المواشي الذين يضطرون اما ‏للحفاظ على القطيع والتضحية بقوت يومهم او بالتفويت فيه.

وذكر فلاحون تونسيون في ان سعر العلف قد ‏شهر في الأيام القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا ناتج عن المضاربة حيث قال بعض الفلاحين في مواقع ‏التواصل الاجتماعي ان سعر كلغ الڨرط بلغ 900 مليم وسعر كلغ من العلف المركب من 1100 مليم في ‏حين بلغ سعر كغ علف انسيلاج شتوي 900 مليم وكلغ انسيلاج صيفي 1200 مليم واستنتج الفلاحون ان ‏كلفة إنتاج لتر من الحليب من 1700 إلى 1،900 دينار.

هذا ولم يتسنى للشعب نيوز التثبت من صحة هذه ‏الأرقام. ‏ مخزون استراتيجي ويعمل الديوان الوطني للأعلاف على تكوين مخزون استراتيجي قد يضمن مليون بالة من الاعلاف ‏الخشنة أي ما 3.33 بالمائة من الإنتاج الوطني وفق تصريح إذاعي للسيد رضا الحسومي مدير عام ‏الديوان الوطني للأعلاف.

وبين السيد المدير العام ان الدولة لن تبقى مكتوفة الايدي امام تفاقم ظاهرة ‏المضاربة بل ستتحرك لوقفها مؤكدا في الوقت نفسه ان القضاء على ظاهرة المضاربة لن يكون بين ليلة ‏وضحاها. كما حث الفلاحين الى تكوين مخزونهم الاستراتيجي الخاص نظرا لوفرة الاعلاف في الفترة ‏الحالية بأسعار معقولة مشددا في الوقت نفسه رفض تشكيل مخزون بهدف المضارة وقال مدير عام ‏الديوان الوطني للأعلاف ان المضاربة أدت الى رفع أسعار الاعلاف في السنة المنقضية وقد بلغ سعر ‏بالة القرط ا بين 40 و45 دينار في حين بلغ سعر بالة التبن ما بين 20 و25 دينار.

اما في السنة الحالية ‏فان الأسعار في منتصف شهر جويلية قد بلغت نحو 20 الى 22 دينار للبالة قرط في الضيعة. ‏

ويرى ملاحظون ان الحل الجذري لمشكل نقص العلف يفترض إيجاد حل جذري للمشكل الهيكلي للمياه ‏وسيكون من المهم وضع استراتيجية وطنية لحوكمة استهلاك الماء ولتزويد الموارد عبر تحلية مياه البحر ‏والاستمطار وترشيد الزراعات.‏