دولي

بعد جريمة اغتيال هنيّة ، السنوار «كابوس الصهاينة» رئيسا لحركة حماس

الشعب نيوز / خليفة شوشان - يحبس الجميع الأنفاس اقليميا ودوليا في انتظار ردّ محور المقاومة وفي مقدمته ايران أين أقدم العدو الصهيوني على تنفيذ عملية اغتيال جبانة في حقّ الشهيد اسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في ايران، يأتي الردّ مزلزلا من غزّة باعلان حركة المقاومة الاسلاميّة «حماس» عن اختيار «أبو ابراهيم» يحيى السنوار «كابوس الصهاينة» ومهندس «طوفان الأقصى» بالاجماع رئيسا لمكتبها السياسي.

منذ الاعلان الرسمي عن تأسيسها في ديسمبر 1987 كانت حركة المقاومة الاسلاميّة «حماس» مثلها مثل أغلب فصائل المقاومة الفلسطينيّة على موعد مع الاغتيالات الصهيونية التي استهدفت اغلب قياداتها وخاصة من الصفّ الأولّ على امتداد  سنوات. لان كان ٱخر من ترجل رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنيّة وقبله نائبه الشهيد صالح العاروري، فقد سبقهما مؤسسها الشيخ أحمد ياسين وكلّ من القادة عبد العزيز الرنتيسي، سعيد صيام، ابراهيم المقادمة ونزار ريان وصلاح شحاتة والعشرات من القيادات العسكرية التي طالها الاغتيال وان تعددت الاساليب، كما كتبت النجاة لبعضهم مثل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل وعضو مكتبها السياسي محمود الزهار وقادة كثر ٱخرون. لطالما حاول العدوّ الصهيوني كسر ارادة الحركة باغتيال قادتها، ولكن التجربة أثبتت أن استشهاد قادة حركات المقاومة والتحرر الوطني لا يزيدها الا تجذرا وصلابة واصرارا على استكمال طريقها على درب التحرير ولا يزيد حاضنتها الشعبية الا تمسكا بها واحتضانا لكوادرها وانخراطا في صفوفها، فكلّما استشهد قائد الا وسارت على نهجه الاف القيادات الشابة المؤمنة بأن المقاومة والشهادة هي الطريق الوحيد لدحر الاحتلال وتحرير الأرض.

* مهندس «الطوفان»

يعتبر اسم «يحيى السنوار»  الأكثر تداولا في الأوساط السياسية والعسكرية والاستخباراتية فلسطينيا وعربيا ودوليا، ويعدّ بمثابة الكابوس المرعب للصهاينة بعدما اقترن اسمه بأعظم عمليات المقاومة الفلسطينية «طوفان الأقصى» باعتباره أحد أهمّ مهندسيه ومخططيه الأساسيين واحد أبرز القادة الميدانيين الذين نجحوا عسكريا في اجتراح ملحمة صمود أسطوريّة تستمرّ لأكثر من عشرة أشهر في وجه أعتى ترسانة عسكرية في المنطقة مدعومة بحلفائها الامريكان والاوروبيين وبتواطؤ وصمت أغلب الانظمة العربيّة. السنوار الذي يشيطنه العدو وحلفائه وأذنابه ويصنفونه على لوائح الارهابيين ويضعونه على رأس قائمة الاغتيالات، ورغم كل التشويه ستلهج باسمه الاجيال الفلسطينيّة والعربيّة باعتباره القائد الذي منحهم أملا في ظل حالة الهوان العربي والاسلامي والنفاق الدولي المفضوح ومرّغ أنف العدو الصهيوني في أرض غزّة وأذل جنوده بين أنفاقها، وحوّل دبابته ومزنجراته إلى هياكل خردة محترقة، وفضح حقيقته الاجرامية الفاشية أمام كل شرفاء العالم. 

* رجل شديد الذكاء

ينحدر «ابو ابراهيم» يحيى السنوار من عائلة أصيلة مدينة المجدل عسقلان بفلسطين المحتلة سنة 1948، قبل أن تلجأ عائلته الى مخيم خان يونس الذي وقع تحت الاحتلال سنة 1967، وهناك ترعرع وتلقى تعليمه وأنهى دراسته الثانوية، قبل ان يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي والحصول على درجة «البكالوريوس» في اللغة العربية. اعتقل سنة 1982 ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في «أنشطة تخريبية». قبل أن يحاكم سنة 1988 بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في سجون الاحتلال.

يعتبر السنوار من الأعضاء المؤسسين لحركة حماس، وقد ساهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد). ذاع صيته سياسيا عندما برز محاورا ناجحا في صفقة مفاوضات تبادل ألف من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الجندي «جلعاد شاليط» الذي أسرته الحركة. وكان من ضمن المعتقلين الألف المفرج عنهم في 2011. اثر خروجه من السجن أصبح قياديا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس. وفي سنة 2015 أدرجت الخارجية الأمريكية على لائحتها السوداء «للإرهابيين الدوليين». يؤكد أغلب الدارسين لشخصية السنوار أنه استفاد من معرفته الدقيقة بالسجون الإسرائيلية، خلال السنوات الطويلة التي قضاها معتقلا ومن العلاقات التي بناها مع أهمّ القيادات السياسية وخاصة العسكرية للحركة. وهو ما بوأه لينتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة سنة 2017. حيث كانت له عديد الأدوار في التقريب بين الحركة وبقية الفصائل بما في ذلك محاولة إصلاح العلاقات بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة، وحركة حماس في غزة من جهة أخرى، رغم فشل المحاولة. كما سعى الى مراجعة علاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر. يصفه أحد الضباط السابقين بجهاز الأمن الداخلي الصهيوني پانه «رجل شديد الذكاء ويؤمن بكل ما يأتيه من أفعال»، ويضيف حول امكانية هروبه الى مصر اثر طوفان الاقصى «لن يغادر غزة أبداً، وسيقاتل حتى يستشهد، فهو رجل ذو مبادئ، لن يستسلم ولن يهرب أبدا إلى مصر».

 

إجماع على السنوار ونهجه

ان الاجماع الذي ناله «أبو ابراهيم» السنوار من مجلس شورى حركة حماس بتكليفه برئاسة الحركة خلفا للشهيد اسماعيل هنية يؤكد أن الجرائم التي اقترفها العدو الصهيوني والابادة الجماعية في حق الفلسطينيين ردا على عملية طوفان الأقصى البطولية، لم يزد الحركة والفلسطينيين الا ايمانا بالمقاومة نهجا وبالجهاد سبيلا والشهادة شرفا. وما اختيار السنوار أهمّ مهندسي «الطوفان» لقيادة الحركة سياسيا وهو من يقود المنازلة ميدانيا الا استبطانا من الحركة لمتطلبات اللحظة التاريخية المفصلية التي يمرّ بها النضال الفلسطيني ولضرورة التطابق بين الجناحين العسكري الميداني والسياسي المفاوض بما يليق بملحمة «طوفان غزّة»، «ملحمة فيتنام العربية» كما يسميها بعض الخبراء العسكريين. 

* في انتظار ردّ الساحات

الردّ السياسي المزلزل الذي نفذته حماس باختيارها أحد قادتها الميدانيين في الداخل لتحمل شرف رئاستها، أثبت للعدو قبل الاخوة والاصدقاء، أن ارادة المقاومة لن تكسرها جرائم الابادة الجماعية ولا اغتيال القادة المؤسسين. بل لعلّ هذا الاختيار على رمزيته ووضوحه قلب ما اعتقده العدو انتصارا وانجازا الى حالة من الرعب والاحباط عكستها تصريحات قادته وتعليقات اعلامه. وكأنّ العدو انتظر من الحركة أن ترد على اغتيال هنيّة باختيار قيادة أكثر مرونة واستعدادا للتنازل ليجدوا أنفسهم يواجهون أكثر كوابيسهم رعبا «السنوار» الذي خبرهم وخبروه في سجون الاحتلال. كما اثبت هذا الردّ من حماس لأبناء الحركة وحدتها التي لا يمكن شقّها وللأخوة والرفاق في بقية الفصائل الفلسطينية المقاومة أن وحدة الميدان هي الفيصل تستدعي قائدا ميدانيا طالما كان صديق الجميع وحدويا ومجمّعا وقابضا على المشتركات الوطنية مجسرا ومتعاليا على كلّ الاختلافات.