التلفزة التونسية تفرض الحجب على مقدمات ومقدمي النشرة الجوية ؟
خلافا لكل تلفزات العالم، جنحت التلفزة الوطنية الى ظلام غريب فرضته علينا في حصة يتابعها الناس بمئات الالاف بالنظر الى ما يرجونها منها من أخبار سارة.
انها النشرة الجوية التي باتت منذ أسابيع عديدة تبث على الوطنية الأولى بشكل إذاعي، حيث يسمع المشاهد المتلهف أخبارا لا يرى من يقدمها امرأة كانت او رجلا حيث فرض عليهم ان يستتروا ويختفوا تحت الحجب ويحرموا من حقهم/هن في الظهور للعلن ما داموا قد دعوا لانجاز ذلك العمل.
في تلفزة تونس، لم نخترع عجلة ظهور رجال ونساء يقدمون النشرة الجوية ولكننا جعلناها ركنا يوميا ثابتا على غرار ما فعل غيرنا. والحقيقة اننا لم نتقدم كثيرا في الموضوع ولم نحدث تطويرا لافتا رغم تعدد التلفزات، الا ان ذلك لم يمنعنا، كبارا وصغارا، عمال وفلاحين، مصلين ومشاغبين، مسافرين وقاعدين من ان نتابع تلك النشرة، في الفصول الأربعة.
فمنذ انتشار خبر حادثة معينة حصلت صلب فريق المقدمين والمقدمات، اتخذت السلطة المخولة قرار منع هؤلاء جميعا من الظهور وتقديم المعلومات الخاصة بالحالة الجوية صورة وصوتا وحركات تكاد تكون بهلوانية. فرغم انها تعاد وتتكرر كل يوم، الا ان المشاهدين يتعلقون بها ويتابعونها بكل شغف وذلك بالنظر الى ما تحويه النشرة الجوية من معلومات تتعلق بالحياة اليومية.
ما هذا يا جماعة؟ ألم يكن من الاجدر معالجة أسباب تلك الحادثة المعينة والقضاء عليها والعمل على تجنب تكرارها والبحث مقابل ذلك في تطوير طريقة التقديم واسلوبه؟ ما رأيكم لو يقع تقديمها كل يوم من مدينة، من ضفاف شاطئ، من فوق كثبان رمل في الصحراء، من أعلى نخلة عند جني التمور، ومن اعلى زيتونة عند موسم الزيتون، ومن اعلى سد نقص فيه الماء او زاد، من فوق السحاب وعند نزول المطر؟
أملي كبير في تدارككم السريع.
أحمد بيوب.(منقول)