"مسرحية " ماركس في سوهو
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - مسرحية "ماركس في سوهو" لم يكتبها دراماتورچي بل المؤرخ الأمريكي الراديكالي الأشهر "هوارد زين" صاحب الكتاب العملاق تاريخ شعبي للولايات المتحدة وصاحب المواقف المعروفة ضد حرب ڤيتنام ومع الحقوق المدنية للسود وكذلك ضد الصهيونية .
المسرحية مكتوبة منذ حوالي عشرين عامآ عندما خرجت الصفحة الأولى من النيوزويك بعد إنهيار الإتحاد السوڤياتي بصورة لماركس العجوز بلحيته الغير مشذبة وبعنوان رئيسي"موت ماركس".
عودة ماركس تبادلها عدد كبير من الكتاب كالفيلسوف الأشهر "چاك دريدا" في مأثرته "أطياف ماركس" والفيلسوف الآخر" دانييل بن سعيد" بكتابه"ماركس المقاوم للزمن".
لكن أن يقوم مؤرخ كبير بكتابة عمل مسرحي ويتم إخراجه في الذكرى المئتين لرحيل مؤلف " رأس المال" (كارل أفندي ماركس )الذي يعود من العالم الآخر في سوهو نيويورك وليس سوهو لندن وهما مكانيين لتجارة الجنس التعبير الأكثر تكثيفآ عن الرأسمالية المعاصرة والمتجددة حتى الآن.
ماركس في الثلاثين يذهب ويجئ من" سوهو "إلى المكتبة في المتحف البريطاني.
"سوهو" حيث يسكن وتسكن بجواره العاهرات اللندنيات ويخوض في الزبالة والمجاري الطافحة ويدخل في مجادلات مع زوجته "چيني" الأرستقراطية حول أسلوب كتابته المعقد ومنظمته الصغيرة و خيانته الزوجية.
"إنجلز" رفيق "ماركس" يرسل له صندوق من الشراب الفاخر بمناسبة رأس العام بينما هو في حاجة لدفع فواتير الماء والغاز المقصوص.
فأنجلز وريث لمصنع للنسيج في مانشستر بينما ماركس لم يرث شيئآ عن والده المحامي سوى البروستانتينيه بعد تحوله من اليهودية.
وقام أنجلز بتبني طفلة غير شرعية أنجبتها خادمة عاشرها ماركس في دارهم .
علاقة ماركس ب"برودون" و"باكونين " الفوضويين والمناوئين له في جمعيته الغريبة فبينما يتم فصل برودون من جمعيةعالمية تضم اعداد قليلة من الهاربين من القمع في أوطانهم بعد كتاب برودون "بؤس الفلسفة" ورد ماركس القاسي" فلسفة البؤس".
علاقة ماركس ب"باكونين" الفوضوي الذي كان ينتقل من ثورة مهزومة لأخرى وتنتهى "بكومونة باريس"!يهبط "باكونين" على" ماركس"في الليل ودون أن يطرق الباب ويأكل الطعام على المائدة الفقيرة ويسكران معآ ويتعاركان بينما يخبره"ماركس"بأن ديكتاتورية البروليتاريا التى يدعوا لها هي مثيل لكومونة باريس !أى ديموقراطية أوسع بكتير من الديموقراطية الليبرالية.
علاقة اخرى هامة لماركس هى أبنته الأصغر " لورا" والتى كانت ناقدة له على الدوام وكانت تحمل على الدوام نجمة صفراء وصليب وتزوجت من مترجم رأس المال للفرنسية " بول لافارچ" وانتحرا فيما بعد بسبب ضيق العيش وهو مؤلف كتاب هام عن الكسل.
المسرحية التى مازالت معروضة هى منودراما لتاريخ شخصي وإجتماعي قامت بعمل كبير حيث أزالت مظاهر القدسية التى خلقها قطاع من الشيوعيين حول ماركس وهو رجل عاش تراچيديا عصره من ثورات مهزومة وحياة شخصية وعائلية حزينة وسعيدة من موت الأبناء والهجرة من مكان لمكان.
ماركس كشخص ليس عاديآ بل إستثنائي عاش ومات مغتربآ وأثر في تاريخ العالم اكثر من أي من مفكري القرن التاسع عشر خلال قرنين من الزمان وقال عن نفسه"من المؤكد أنني لست ماركسيآ".
المسرحية يمكن مشاهدتها على اليوتيوب كاملة بممثل واحد يحكي تناقضات حياة كارل ماركس الصعبة والإنسانية في ذات الوقت كشخص مثلنا وليس كأيقونة أيدلوچية خلقها المدعين لوراثته .
وكذلك تناقضات عالم القرن الماضي وهي مترجمة للعربية كما يتم تمثيلها في حي سوهو نيويورك الآن وكل يوم .