آراء حرة

رغم الاسبقية التي سجلها: الكيان لن يوقف الجبهة اللبنانية ولن يمنع جزب الله من الذهاب الى مرحلة جديدة

الشعب نيوز/ وسائط - من خلال متابعتنا لحوادث تفخيخ وتفجير اجهزة البيجر ( ونسميه في تونس بيبر beeper وكان رائج الاستعمال في الاوساط الطبية) في اليوم الاول واجهزة اللاسلكي (نسميه هنا في تونس ولكي تولكي) في اليوم الثاني، استوقفنا هذا المقال الذي يتعرض فيه كاتبه الى تفاصيل دقيقة عن العمليتين وكذلك عن موقف جزب الله منها وسيناريوهات رده عليها.

[ عن عملية يوم البايجر. (تحليل ومعطيات)

الوارد أدناه يقرأ بعد التحية والقبلات لكل الجرحى والسعداء.

من المؤكد ان الحزب (حزب الله) أصبح لديه صورة مكتملة لما حصل.

لكن لنعد إلى الأصل.

لماذا لعب الكيان هذه الورقة؟

بالتأكيد انه ارادها ضربة "شلل" للحزب لا سيما على مستوى: - قيادة الح//ب - الجهوزية - القيادة والسيطرة- والاتصالات.

قبل ايام منها، مهّد المسرح سياسياً واعلامياً بأنّه سينتقل للتعامل مع "تهديد الشمال". هذا التهديد ترافق مع سلسلة اجراءات ميدانية كانت ذروتها ظهيرة يوم الثلاثاء بعملية تسليط واطباق واسع من المسيّرات فوق الضاحية ( الجنوبية لمدينة بيروت).

بمعزل عن كيفية حصول العملية تقنياً (شخصيا مقتنع بأن معظم ما قيل غير دقيق عن عمد من الكيان لحماية الأسلوب والنفوذ) ولكن ما هو ثابت وقاطع ان الأميركي شريك فعليّ اما عبر المعلومة او عبر التنسيق او حتى عبر التكامل.

* ماذا تحقق؟ (ارجو تفهم الكلام بعيدا عن العاطفة والصدمة).

- أراد انزال عدد كبير جداً من الضحايا وليس الجرحى، هذا ما يسميه التحييد وكان بالنسبة اليه ضروري ان يكون الصف الأول لا سيما من يدير الح//رب. وبحسب المعطيات فإن هذه الخطوة لم تنجح (كل المصابين بمقام واحد عندي ولكن اتكلم هنا عن أهداف العمل). فضلا عن ان الأصابات هي ليست محصورة فقط بالجسم العس//كري للحزب بل في مختلف الوحدات (صحية/ اعلامية/ فنية...).

- أراد تسديد ضربة كبيرة للجهوزية الميدانية ورغم العدد الكبير من الجرحى فإن ذلك لم يحصل.

بعد ٣ ساعات تواصلت قيادة الميدان مع القيادة العليا في الحزب تطلب الاذن بتفعيل عمليات ردود كثيفة. وهي الآن بدرجة جهوزية تمكّنها من التعامل مع كل السيناريوهات.

- أراد تسديد ضربة قاضية لمنظومة القيادة والسيطرة والاتصالات وهنا لا بد من القول وربما بجرأة:

الحزب قبل هذه المواجهة ولسنوات طويلة اعدّ بنيته ليوم تتلقى فيه ما يسمى "الضربة الأولى القاضية" وهي ما تبني عليه إسرائيل خطتها الهجومية.

يعني ضربة نوعية عسك//رية او أمنية تصيب جسمه وتحدث صدمة نفسية مجتمعية كبيرة تمنعه من التأقلم او النهوض.

كما تقوم بتقطيع اوصاله وتمنعه من التواصل (احد اهم دروس فينوغراد وتموز). ولذلك يمكن فهم حجم اختراق الاتصالات في لبنان وحجم الاختراق التكنولوجي لسنوات ووضع شبكة الاتصالات الداخلية للحزب في سلم أولوياته.

هذا الاعداد لا يعني ان الحزب توقع ان تكون الضربة النوعية بهذه الطريقة، وهو انجاز محسوب للكيان ونقطة تفوق كبرى، ولكنه رغم كل ذلك لا يعطّل الحزب ولا يصيبه "شلل عملاني" ولديه ما يمكّنه من التواصل وعدم الانقطاع وهو استعدّ جيدا لذلك او للتأقلم مع ذلك.

ما التالي؟

من المرجح ان الاحتلال لن يتوقف عن هذا النمط. اصلا هذا نوع من أعمال الح//رب. ويجب التعامل بجدية بالغة وحذر. لا يجب أن ننسى انه استطاع الاغتيال على مستوى قائد الحرب (السيد فؤاد وقبله ابو طالب وابو نعمة).  

ولكن مع ذلك فإنه من الصعب جدا عليه تحقيق الهدف الأساسي وهو ايقاف الجبهة او منع الحزب من الذهاب إلى مرحلة جديدة.

لذلك اكبر انجاز قد يكون هنا هو على المستوى النفسي والادراكي.

الحزب بدوره أصبح معنياً بتعديل الأسلوب، صحيح هو استطاع بسرعة سد فراغ الاغتيالات ولديه القدرة على الامتصاص وما ساعده في ذلك هو بيئته (مشهد الالتفاف هو كاسر للتوازن حرفياً). في الوقت نفسه يجد الحزب نفسه بين مسارين:

- الاول تعديل مشهد جبهة الاسناد مع استمرارها (قد نشهد فعلاً العمل تجاه شمال حيفا وادخالها في الدائرة اليومية من الاسناد) وزيادة جرعات التهجير.

- الثاني الرد على عملية البايجر واللاسلكي وربما هنا هو غير ملزم بجغرافيا ولا بمستوى لا سيما ان العدوان كان على امتداد لبنان وسوريا، وهذه عملية لا أعتقد انها بسيطة بل هي بأبعاد عدة: وقائي - امني - عسكري... ومفاجآت!]

الكاتب: عباس فنيش صحفي لبناني

* العنوان من وضع التحرير