آراء حرة

التفوق التقني والعلمي احدث الفارق: قطع الاتصالات لفصل القيادة عن القوات واجبارالجميع على الاجتماع جسديا و قصفهم

كتب الصديق ماهر العباسي: 

حسب رأيي المتواضع ، ان ما حصل للمقاومة هو فصل القيادة عن قوات النخبة التي تتمثل مهمتها في الرّدع الاستراتيجي. فمن خلال خطب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ننتبه الى ان هناك مستويين اثنين في التشكيل العسكري:

- مستوى الرد الميداني : يقول دائما " الاخوة في الميدان لا يستحقون تعليمات، يعولون على انفسهم ويعملون"، ويبدولي هنا ان الامر يتعلق هنا يقذائف الكاتيوشا والضربات بالصواريخ غير الدقيقة التي شغلت الجبهة منذ 08 أكتوبر

- مستوى الرد الاستراتيجي : قوات النخبة التي تمتلك الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى و التي تحتكم خاصة على الفرق الهجومية التي ستجتاز الحدود في هجوم مضاد و والتي يمكن ان تلحق كارثة بالعدو. لكن هذه القوة لا تتحرّك الا بأوامر القيادة العليا .

فماذا حصل اذن ؟

مرّة أخرى حسب رأيي المتواضع، ان ما حصل منذ حرب تموز 2006 هو تطوير قدرات كل طرف من أطراف الحرب :

- العدوّ طوّر ثلاث قدرات بطريقة ممتازة وهي:

* أولا القبة الحديدية التي حمت تقريبا سماء العدو بامتياز ضد أغلب الضربات و شلت القدرة الصاروخية للمقاومة الي كانت هي سلاح الردع في 2006

* ثانيا سلاح الجو بطائرات f35 و خاصة الصواريخ الخارقة للتحصينات و التي تدمر الملاجئ الي تحت الارض.  

* ثالثا و هو الاهم تطوّر تكنولوجي رهيب و مرعب على مستوى الاستخبارات و الاختراق .

خطة ال KO

أتصوّر أن خطّة الاجهاز على المقاومة مكتوبة و حاضرة منذ مدّة و لكن بقيت تنتظر توفر الظروف الملائمة. هذه الظروف الملائمة توفرت ب 07 اكتوبر وهي التي اعطت الضوء الاخضر للعدو حتى يهجم على غزّة وابادتها و تسويتها بالارض، الشيء الذي استدرج المقاومة لاشعال جبهة الشمال ، ومقابلها استعمل العدو سياسة ضبط النفس لانه لا يستطيع ان يفتح على نفسه جبهتين في نفس الوقت .

والملاحظ هنا انه ما انتهت تقريبا حرب تدمير غزة حتى انطلقت حرب لبنان .

التنفيذ :

مرة اخرى وحسب رأيي المتواضع حدد العدو عند التنفيذ هدفا أساسيا واضحا : قطع الاتصالات لإجبار القادة على الاجتماع جسديا ومن ثمة قصفهم . نفذت هذه الخطة مرتين الاولى بقصف جميع قادة قوة الرضوان و الثانية بقصف اجتماع لأبرز قادة المقاومة .

قطع الاتصالات صار من خلال تفجير أجهزة البيجر وانا لا اتصوران  الهدف منه كان القتل و لكن وقع قطع الاتصالات لفصل القيادة عن القوات و فصل افراد القيادة عن بعضهم البعض وادخال الشك و الريبة في اي وسيلة تواصل و اجبارالجميع على الاجتماع جسديا و قصفهم .

أتصور- للأسف الشديد -نتصور ان الهجوم الاخير ليوم الجمعة 27 سبتمبر قضى على كامل قيادة المقاومة بعد ما قضى الهجوم الذي سبقه على كامل قيادة قوة الرضوان من ثم اصبحت المقاومة بدون رأس و هو ما يفسر غياب الرد الاستراتيجي .

المستقبل :

كما يحدث في مقابلات الملاكمة،عندما تسدد لكمات صائبة لخصمك فيسقط أو يترنح، فانك ملزم بان تنطلق في سلسلة هجمات متتالية و لكمات سريعة بدون إضاعة الوقت، وقياسا عليه، أتصوران العدو سيكثف من هجماتو بصفة مرعبة و سينطلق في عملية بريّة خاطفة يكون الهدف منها الوصول لقوة الرضوان و تدميرها افرادا و عتادا .

والخلاصة  اننا نعيش حلقة اخرى من حلقات سلسلة الهزائم من 48 الى 67 الى 73 الى 82 الى 91 الى 2003 ولكل هذه الهزائم تفسير واحد فقط : التفوق التكنولوجي و العلمي الرهيب المتوفرعند العدو و الذي اصبح بين 2006 و 2024 مرعبا .

رحم الله الشهداء ، و خلّص هاته الامة من الديكتاتوريات الغبية التي تستثمر في الجهل حتى تستمر في الكرسي عوض أن تستثمر في الذكاء لتصبح كل يوم أقوى ….