ثقافي

" بين 12و 16 اكتوبر بالحمامات: "بعيونهن" –مهرجان يسلط الكاميرا على "سينمائيات احتللن الهامش

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  تنتظم بين 12 اكتوبر  و 16 من الشهر ذاته تظاهرة "بعيونهن "بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات بالتعاون بين الجامعة التونسية لنوادي السينما ودعم من وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة والمركز الثقافي الاسباني بتونس حيث سيتم عرض عدة افلام ذات المنحى الحقوقي والنسوي .

*  نساء في صناعة السينما

 كانت النساء دائمًا على هامش صناعة السينما.. تعيش في ظلال التاريخ السينمائي الذي هيمن عليه الرجال ومع ذلك، لا يمكن إنكار الدور الحيوي الذي لعبته النساء في تشكيل هذه الصناعة، برؤاهن الفريدة وأصواتهن الصادقة التي تنبض بالحياة.

إنهن الراويات الصامتات خلف الكاميرا، اللواتي قدمن عوالم ذات خصوصية لم تُرَ ولم تُسمَع إلا من خلال عدساتهن.هكذا تؤكد منال السويسي رئيسة المهرجان الدولي لفيلم المراة "بعيونهن" وتضيف اليس غي-بلاشيه، على سبيل المثال، كانت رائدة في استخدام السرد القصصي في السينما في وقت كانت الأفلام تعتبر مجرد تسجيلات قصيرة لأحداث يومية، أخرجت فيلمها الأول "La Fée aux Choux" (الجنية في الملفوفة) وهو فيلم صامت قصير يُعد من أوائل الأفلام الروائية.

ورغم دورها الريادي، عرفت النسيان والإهمال مثلما حدث مع لويز ويبر، إيدالوبينو، مايا ديرين، جيرميندولاك، سافيتري، عطيات الأبنودي، ونبيهة لطفي وغيرهن.

* نقص التمويل

 رغم إبداعهن وتميزهن، كانت التحديات هائلة. واجهت النساء في السينما نقص التمويل والإنتاج المحدود وصعوبات التوزيع ما وضعهن في صراع دائم مع نظام يحرمهن من الفرص الكافية للتعبير عن مواهبهن، لكن تلك العقبات لم تكن حاجزًا ونهاية، بل دافعًا لاحتلال الهامش وتحويله إلى مساحة ملهمة مليئة بالتجارب الإنسانية العميقة.

في هذا السياق، استطاعت السينمائيات حفر أسمائهن وسط الصعاب، ليقدمن لنا قصصًا مدهشة تحمل في طياتها جرأة وصدقًا استثنائيًا.

لقد تحدين القواعد التي فرضتها الصناعة عليهن، واخترن الطريق الأصعب – طريق الاستقلالية، والتميز، والحفاظ على صوت المرأة السينمائي حرًا.

في مهرجان "بعيونهن"، نحتفل بهته النساء اللواتي لم يكتفين بالبقاء على الهامش، بل أخذن هذا الهامش وجعلنه ملكًا لهن.

وبفضل إصرارهن، أصبحت قصصهن جزءًا لا يتجزأ من النسيج السينمائي العالمي، تقدم لنا رؤى تعكس جوانب من الحياة لم نكن لنفهمها إلا عبر عيونهن السينمائية.

فلنحتفل بسينمائيات احتللن الهامش، وبأفلامهن التي لا تشبه غيرها، وبقدرتهن الفريدة على تحويل الهامش إلى مركز ينبض بالحياة والتجديد. من أجل أن تحتل هزار وآمنة وليلى ومي وسالمة وحياة وعبير وإيمان وهويدة ومريم وتيسير وجميلة وماريان وسلمى ودليلة وبسمة وآية وكلّ ضيفات المهرجان ومخرجاته الهامش احتلالا جميلا ومبدعا.