ثقافي

قصة من خمس 3/5 كتبها خالد الحمروني: روايات حول أغنية "البسيسة " النافذة الى وجدان الشعب والسلطة

الشعب نيوز/ وسائط - يطلعنا الصديق خالد الحمروني - ابو شادي - في القصة الثالثة من روايته عن أغنية "البسيسة " على تفاصيل حفل بدأته المجموعة بهذه الاغنية استجابة لطلب من ممثل السلطة العليا في البلاد. نص الاغنية كتبه الشاعر الراحل بلقاسم اليعقوبي وأدتها مجموعة البحث الموسيقي بقابس.


[ في صيف 1989 تمّت دعوة مجموعة البحث الموسيقي بڨـابـس لافتتاح مهرجان جندوبة،
بعد وصولنا إلى المدينة توجهنا إلى مكان العرض الذي كان ساحة مؤسسة تربوية للقيام بالترتيبات اللازمة لضبط المعدات الصوتية والأمور الفنية الضرورية. مع ذلك، بقي لدينا متّسع من الوقت للراحة.

اتجه بعضنا إلى المقهى وذهبت آمال مع صديقات لتناول بعض الطعام، فحصل ما لم يكن في الحسبان حيث احسّت ببعض الألم في المعدة، تخوّفنا من ذلك خاصة بعد غيابها في جندوبة السنة السابقة وما حصل لنا من ارتباك في بيلاريجيا.

تناولت بعض الأدوية والمسكّنات واستعادت عافيتها، ولحسن الحظّ كان هنالك متّسع من الوقت خاصة أن افتتاح المهرجان تأخّر قليلا...
صعدنا إلى الركح في كامل الاستعداد واذا بمدير المهرجان يهمس في أذني: " هل من الممكن تبدوا بأغنية " البسيسة " لان السيد الوالي مجبرعلى المغادرة سريعا لالتزامات لديه ويريد الاستماع إلى الاغنية".   

تشاورنا سريعا وقبلنا الفكرة وعند التقديم قلت بما معناه (" البسيسة " في العادة ما نقدمهاش على الخّواء لكن ميسالش الليلة حاولوا تعدّوها") في غمزة خفية إلى الوالي...
قدمنا الأغنية طبعا بشيء من البرود وهذا مفهوم. وعلى اثرها غادر الوالي لوحده دون جلبة وإثارة الانتباه. 
من جهتنا، واصلنا العرض واعدنا اغنية " البسيسة "حسب ترتيبها في البرنامج وحينها تفاعل الجمهور بشكل لافت...

اغنية لم يعد الجمهور فقط متعلّقا بها بل تطلب السلطة مباشرة لاستماعها وهو دليل على تجذّرها واشعاعها ايّنما حلّت باعتبارها انغرست في وجدان الناس.
بعد العرض حصلت لنا طرفة غريبة لا فائدة في ذكرها لأنها لا تتعلق بأغنية "البسيسة".
]