قصة من خمس 4/5 كتبها خالد الحمروني: أغنية "البسيسة " تبث لاول مرة عبر موجات الاذاعة مباشرة من الجزائر
* في الصورة: صالح بيزيد والمرحوم نجيب الخطاب.
الشعب نيوز/ وسائط - في القصة الرابعة من روايته عن أغنية " البسيسة والتمر يا مضنوني " يكشف لنا الصديق خالد الحمروني - ابو شادي - تفاصيل حفل أحيته المجموعة في الجزائر ونقلته على الهواء مباشرة من الجزائر الاذاعة التونسية والاذاعة الجزائرية.
كتب خالد الحمروني:
[ في شهر ماي من سنة 1988 تحوّلت مجموعة البحث الموسيقي بڨـابـس إلى مدينة الجزائر العاصمة في اول سفرة جماعية لها خارج أرض الوطن، ولكن دون توحيد العزوزي...
كان الإطار هو المشاركة في تظاهرة مساندة للانتفاضة الفلسطينية الاولى، انتفاضة الحجارة، التي انطلقت من مخيّم جباليا الصامد في غزّة، وقد تحوّل معنا ورافقنا الإعلامي بالإذاعة التونسية صالح بيزيد، لتغطية الحدث، والذي تكفّل مشكورا بكامل تراتيب واجراءات السفر.
تمّ استقبالنا كاحسن ما يكون بعد أن كدنا نتخلّف عن الرحلة في تونس ممّا تسبّب في تأخيرها، فحين صعدنا إلى الطائرة وكانت الأغلبية المطلقة من المسافرين طلبة يدرسون في الجزائر، انطلق التصفيق حين شاهدوا أن سبب التأخير هو المجموعة، وكانت رحلة شيّقة مليئة بالعلاقات والضحك والغناء رغم قصر مدتها.
أقمنا في فندق، وكنا بمرافقة متواصلة ورعاية كبيرة من طرف الطلبة التونسيين الذين عملوا جاهدين على الإحاطة الكاملة بنا برغم ظروف الإقامة الطيبة التي توفّرت لنا من طرف المنظّمين.
ليلة العرض، كان هنالك برنامج اذاعي مشترك مباشر بين الإذاعتين التونسية والجزائرية، ينشطّه من الجانب التونسي المرحوم نجيب الخطّاب في حين كان صالح بيزيد مكلّف بالبثّ الحي لأجزاء من عرض المجموعة حسب ما هو متّفق عليه مع المنشّط والمخرج....
وفجأة، ونحن في خضمّ الأداء، فإذا بصالح بيزيد، الذي كان يحمل سمّاعات في أذنيه وميكروفون في يده، يقول على حافة الركح " الو نجيب الآن تستعدّ مجموعة البحث الموسيقي بڨـابـس للانطلاق في تقديم اغنية "البسيسة" وأعطانا اشارة لذلك دون سابق إنذار أو ترتيب مسبّق.
طلعنا على المباشر في البثّ الاذاعي كما يقال فتصرفنا بسرعة لتلبية الطلب...
طبعا ودون مراوغة، كان حلما كبيرا أن تمرّ الأغنية على المباشر في اذاعتي تونس والجزائر وان تصل إلى أوسع جماهير البلدين خاصة أن برنامج نجيب الخطاب كان له الكثير من المستمعين والمتابعين.
* في الصورة: أينما مرت المجموعة، لقيت الترحيب والاعجاب والتشجيع.
بعد العرض ونجاحه الكبير، علمنا أن طلب تمرير الأغنية في ذلك التوقيت بالتحديد كان بإلحاح شديد من نجيب الخطاب نظرا لضيق الوقت وضغط فقرات البرنامج... وللحقيقة لا ادري هل تمّ بثّ الأغنية بكاملها أو اجزاء منها فقط... لا دليل لدينا ولا تسجيل...
وبعد يوم أو يومين تمت استضافتها من طرف مقدّم البرنامج المشترك من الجانب الجزائري إلى بيته في ليلة من ليالي رمضان حيث تناولنا وجبة الافطار مع عائلته، وكان في غاية الكرم والتبجيل...
كما كانت لنا في تلك الرحلة عدّة لقاءات مع شخصيات لم نكن نعرفها ورفضنا مقابلات مع شخصيات اخرى،
كذلك، زرنا مقرّ مجلّة "الهدف" لسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمبادرة من شبيبة الجبهة حضرت العرض، وتحصلنا على أعداد هامة من المجلة.
على كل الأحوال كانت تجربة رائعة مليئة بالعّبر احسسنا من خلالها بما يحمله الشعب الجزائري من مودّة وقرب من ناحية وتعطّش الطلبة التونسيين إلى الأغنية البديلة من ناحية أخرى...
عدنا مرّة ثانية إلى الجزائر العاصمة في شهر ماي 1990 بترتيب من الاتحاد العام لطلبة تونس كانت في نطاق لجنة صد العدوان عن الوطن العربي ومناصرة العراق، وتحوّل معنا حسّان التوكابري عضو المكتب التنفيذي UGET ومشاركة المرحوم الطاهر ڨـرڨـورة وقيس الدغري رئيس فرع UGET في الجزائر، لتقديم عرض آخر وفي ظروف أخرى. ولأنه لا يتضمّن رواية حول أغنية البسيسة، لذلك لا مجال لذكر التفاصيل. ]