ثقافي

مسرحية "بلا عنوان" لمروى المناعي : رحلة نفسية في عمق الاكتئاب والضياع

الشعب نيوز / ناجح مبارك - ضمن مسابقة المسرح الوطني ومع مسار العروض الماراطونية بين مسرح الحلفاوين ومسرح الفن الرابع تم عرض مسرحية "بلا عنوان "والتي تنافس مخرجتها مثل تقنييها وممثليها على جوائز المهرجان.

* نادية بلحاج ولبنى مفيدة

 استهل العمل "بلا عنوان"، وهي مسرحية من إخراج مروى المناعي التي اقتبستها عن يوميات سارة الجربي وأداء الثنائي نادية بلحاج ولبنى مليكة سلسلة الأعمال المسرحية المشاركة في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع"، التي ينظمها المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد ومؤسسة ميكروكراد من 7 إلى 14 نوفمبر 2024.

وتم عرض هذه المسرحية مساء الخميس في قصر المسرح بالحلفاوين بحضور عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي.

تدور أحداث المسرحية حول "سارة"، امرأة تعرضت لاكتئاب حاد استدعى إقامتها المتقطعة في مستشفيات "سانت أن" و"هنري إي" للأمراض النفسية في باريس خلال عامي 2015-2016.

تستعرض المخرجة الأسباب النفسية الكامنة وراء حالتها من خلال تحليل دقيق لحالة المريضة، بينما يجذب العنوان "بلا عنوان" انتباه الجمهور، كإشارة إلى المجهول والفوضى، بما يعكس شعور الضياع والتيه.

* غرفة في مستشفى

 العنوان يتناغم مع ديكور المسرحية الذي يمثل غرفة في مستشفى نفسي، مما يرمز إلى التوتر والاضطراب، ويعكس طبيعة الشخصيات التي ستعبّر عن هذه الحالات خلال العرض الذي يستمر ساعة كاملة.

تبدأ المسرحية بمشهد يستخدم تقنية خيال الظل لتمثيل شخصية "سارة" التي تترجم معاناتها إلى رسومات غير مفهومة، ليظهر في النهاية رسم لرجل كثيف الشعر، وهو ما يعد إشارة إلى أحد الأسباب التي أدت إلى حالة الاكتئاب العميقة التي مرت بها. عملت المخرجة على جعل مستشفى الأمراض النفسية فضاءً للتنقل التدريجي من المشهد العام إلى التفاصيل الخاصة، حيث بدأ العرض بتقديم المكان، ثم تطور ليغوص في العالم النفسي الداخلي لشخصية "سارة" ليكشف عن معاناتها النفسية.

كما لعبت الإضاءة دورًا أساسيًا في نقل حالتها النفسية؛ فكلما تدهورت حالتها كانت الإضاءة أكثر قتامة، مما ساعد في تجسيد الصراع الداخلي بين الشخصية وعالمها الخارجي.

* تشويش ذهني

 من أبرز سمات الشخصية أنها كانت تعاني من تشوش ذهني وتذبذب في المشاعر، مشبعة بالخوف والشك، وقد كانت هذه المشاعر محاصرة في ذهن المتفرج حتى اللحظات الأخيرة من العرض، حيث يكشف عن السبب الكامن وراء الاكتئاب الحاد لشخصية "سارة": معاناتها من اضطراب ثنائي القطب، وهو حالة نفسية تتسبب في تقلبات مزاجية حادة، أبرزها حالات الاكتئاب الشديد.