بمسرحيتها "جوكينغ " حنان حاج علي تأقلم أسطورة وأد الابناء مع جرائم الاحتلال في قتل الاطفال
الشعب نيوز/ حسني عبد الرحيم - بالعودة الى السهرة الختامية لأسبوع المسرح الوطني التونسي(مواسم الإبداع) بالشراكة مع جمعية عبد الوھاب بن عیاد و مؤسسة "ميكروكريد" والتى في دورتها الثانية ما بين 7 و 14 نوفمبر، فقد أختتمت بعرض خاص على مسرح الفن الرابع استضاف مسرحية"جوكينج" للممثلة والمؤلفة وصانعة المسرح اللبنانية "حنان الحاج علي" والتى تشاركت مع المسرحي اللبناني "روچيه عساف"تأسيس مسرح "الحكواتي"ببيروت ولتصبح زوجته .
الكثير من أعمالهما المسرحية مشتركة وهما يقيمان بين باريس وبيروت، وهي تقوم بإدارة الكثيرمن النشاطات المسرحية في المشرق العربي كألمورد الثقافي وغيره.
هذا العرض يصنف في خانة المونودرامي وهو من إخراج "إريك دينيود" ودراماتورجيا "عبدالله الكفري"، وهو عمل مُجدد ضمن "مسرح قيد التطوير" وتم تقديمه في مختلف العواصم الأوروبية والبلدان العربية وحتى في مخيمات اللاجئين في لبنان وفلسطين. وكان قُدّم كذلك ضمن العروض الموازية لأيام قرطاج المسرحية سنة 2017 في تونس بفضاء مسرح الحمراء.
تمت إستضافة العرض كتعبيرمن تونس عن التضامن مع الشعب اللبناني الذي تتعرض قراه ومدنه للقصف الإسرائيلي المستمر كما يحدث في قطاع غزة.
لم تقدم "حنان" عرضا تقليديا للمسرح كما عرفناه ولكنه تفاعلي حيث تدعو مرات عديدة جمهور القاعة لقراءة نصوص تخرجها من جيوبها وهو أمر ليس مرتبآ وحتى لتناول كؤوس لسلطة الفواكه التى تلحقها بالسم فيما بعد!
"چوكينج" هو عن إمرأة تأتيها الهواجس بينما تجري سواء في شوارع بيروت او في حديقة اللوكسمبورغ بباريس وتستدعي الشخصية الأسطورية الإغريقية "ميديا" التي تم توصيفها في كثير من الأشعارالكلاسيكية كساحرة تقتل الاطفال - حتى أطفالها - سواء بالسيف او بالسم في صراعات السلطة وهم امر انتقل لاحقآ للسلاطين العثمانيين لكي يضمنوا أستقرار الدولة وإنتقال العرش لوريث وحيد!
بينما تستدعي "چوكينج" حكايات أخرى وليست حكاية "ميديا" سوى مدخلا لرواية معاناة ثلاث نساء أخريات بينهن "حنان" ذاتها ،تعرض المسرحية مآسي أخرى لنساء مررن بتجارب قاسية مشابهة مثل شخصية "إيفان" المرأة اللبنانية التي انتقمت من خيانة زوجها عبر قتل بناتها الثلاث قبل أن تنتحر، إلى جانب شخصية "زهرة" التي فقدت أطفالها الثلاثة وخانها زوجها أيضا، لتنتهي بألمرأة التي أرسلت أبناءها ليموتوا في عمليات إستشهادية.
الإداء الصوتي والذي يعيد إستنطاق حرف الهاء بمدلولاته المعقدة والمتناقضة فألخاء ليس فقط "خربة" و"خيانة"وخسارة"بل أيضآ"خروج"..
الإداءالحركي لحنان على الرُكح يبدأ بالتمارين الرياضية والجري بالـ "چوكينج " وينتهي بتقديم سلطة الفواكه المسمومة لجمهو الأطفال!
الأسطورة الأغريقية لقاتلة أطفالها في صراع رمزي وخيالي على السلطة في دولة - مدينة والتى أعيد تفسيرها مئات المرات في أعمال فنية وأدبية تتناقض مع التصفية العرقية الحالية فقاتلو الأطفال هنا ليست أمهاتهن بل طائرات الفانتوم والقنابل الفسفورية !
هناك مفارقة مزعجة في إستدعاء تلك الأسطورة في واقعنا الحالي وأحداثه المأساوية. هناك فرق هائل يؤدي لإلتباس مزعج .