ثقافي

المجموعة القصصية «أصوات من الماضي» للقاصّ حافظ الرايس

الشعب نيوز /  أبو جرير محمد الهادي الوسلاتيأصوات من الماضي مجموعة قصصية للكاتب حافظ الرايس صدرت على نفقته الخاصة والتصميم والإخراج للأستاذ بشير الحامدي وجاء هذا الأثر القصيصي يحمل بين طياته أربعا وثلاثين قصة قصيرة أغلبها تشرّع التأسيس لكتابة منفتحة ومشتبكة مع الرواية المُستلهمة من السيرة الذاتية التأويلية الساخرة من الفضاءات الموحشة والذكريات أيام الضباب بما يحمله الكاتب الذي يفتح الأبواب للغة التي تتعايش مع ظلال الذكريات. 

أصوات من الماضي مجموعة قصصية... حكايات وتأملات في ثقوب وأعطاف مدوّنة حياتية يحوّلها القاص إلى سرد ماكر ونزق يلتصق التصاقا بالكتابة الواقعية الممزوجة بعديد العناصر الفنية في تحريك الذاكرة. فأغلب القصص لا تحاكي الماضي بل نجدها قُدّت كرسائل تستدعي القارئ لفتح مراتيج الذاكرة دون إثم لأن البنية السردية وزعت الصورة والأصوات المزدحمة والعالقة بين السطور تهدهد التأمل حتى أنك تتجاوز الفيض القصصي نظرا إلى ارتباط هذا الأثر بالفضاء الذي المسلْعن الذي تتحرك فية الشخصيات المؤثرة في حقيبة الأزمة. 

أصوات من الماضي مجموعة قصصية تعيد ترتيب الحركة لتصبح الأصوات كخيال الظل في المسرح المفتوح لكل الفنون. إذ نجد الكاتب حافظ الرايس يكسر عديد القوالب ليبحر بنا إلى عوالم روافدها محاكاة الذات التي تحفر في الأخلاق والتناقض والازدواجية الاجتماعية والرغبة في الكشف عن الأعماق التي تحملها حقيبة ساعي البريد الذي يسترجع ما حملته رسائل الأيام في أحشائها من الأشلاء التي تحاكي الهوية والانتماء. ومن مزايا هذه المجموعة أن أغلب القصص لا تكفّ عن السؤال المشتبك مع اللغة العذراء لتتحطم المفردات ويسيل الدم من الجمل. 

أربع وثلاثون قصة قصيرة في هذة المجموعة هي نبض مرحلة عمر يلتقي فيها الأسى بالخريف وصهيل الغواية بوهج الفن القصصي المعبر عن أصوات من الماضي تبحث عن توازنها في الحاضر... الشخصيات والفضاءات والأزمنة والأمكنة هي نحن بكل تفاصيلها وأحلامنا وجراحنا وأوجاعنا. 

مجموعة قصصية لكاتب له من الوعي الثقافي والسياسي العميق الشيء الكثير لو اشتغل على هذا الأثر القصصي أكثر لحوّله إلى رواية لما تحمله جميع القصص من تداخل فني مع تفاعل الشخصيات والحشد الهائل من النوافذ المفتوحة والتعايش بين الأحداث. 

الكاتب حافظ الرايس من مواليد 26 أفريل 1981 بمدينة الفحص. صدر له: حكايات من هامش منسي سنة 2022.