فيلم "عايشة " للتونسي مهدي البرصاوي يلقى الاستحسان نقديا وجماهيريا لفرادة الموضوع والاداء الجيد
* صورة لفريق الفيلم اثناء تتويجههم في مهرجان البندقية بايطاليا
الشعب نيوز/ حسني عبد الرحيم - ربما لم يحظ فيلم تونسي منذ "دشرة " بهذا التقديم الإعلامي الواسع وبالتالي بالتوافد الجماهيرى في أيام قرطاچ السينمائية بعد عرضه الخاص للصحفيين والذي تلته لقاءات منظمة بالقاعه المكشوفة مع الفنانيين المشاركين بذات اليوم.
أمتد طابور الجمهور في أول أيام عرض الفيلم في مدينة الثقافة بطول كيلومتر ! المنتج "حبيب عطية" وكذلك "نضال السعدي و"مهدي البرصاوي" و"فاطمة صفر" كانوا حاضرين في الصالون الأعلامي الكبير لإن عرض الفيلم بأيام قرطاچ ومشاركته في المسابقة الرسمية قد سبقة مشاركته في مهرجان البندقية وحاز على جائزة أفضل فيلم متوسطي وجائزة للممثلة الأولى وكذلك في مهرجان البحر الأحمر السعودي وحاز جائزة أخرى وطبيعي ان الجمهور التونسي الذي توافد كان بإنتظار هذا العرض الجماهيري الذي سيتكرر قبل عرضه في دور العرض في العاصمة والأقاليم.
فيلم ”عائشة ”هو عمل روائي طويل خرج في سنة 2023 وهو من إنتاج مشترك تونسي وفرنسي وايطالي وسعودي وقطري مع دعم مؤسسات فنية وإعلامية عديدة من تونس وأوربا والخليج كما وزارة الثقافة بتونس و قامت بترويجه كما ينبغي لصناعة فيلم!
بناء الفيلم تم على أساس حكاية واقعية حيث تعمل آية في نزل سياحي فخم فى "توزر " وهي التى تنفق على أسرتها المتواضعة لكن التى تستغلها منذ الرابعة عشر من عمرها! وكذلك يستغلها مديرها الذي يقيم معها علاقة جنسية واعدآ أياها بحلم آخذها معه للعاصمة لتتمتع بحريتها والحياة المدينية لكنه يتخلى عن وعده بان يحتفظ بها بعد تسريح العاملات الأخريات!وتقوم بعمل تنظيف الغرف لكي تتعرض كذلك لإهانات النزيلات الثريات وبقشيشهن بعد ذلك!
فى الفجر تذهب مع الآخرين والأخريات في ميكرو باص ليلتحقوا بآلنزل ويتلقوا تعليمات الشغل كأوامر عسكرية وهى بآلإضافة لتنظيف الغرف يتسلى بجسدها المدير نفسه.
الميكروباص يسقط ويحترق كل من فيه ماعدا آية التى تخرج لتذهب للنزل وتستولى على أموال من خزينة مديرها وتخرج من توزر بلا اوراق لتذهب للعاصمة ولتحقق حلمها لكنها تستاجر غرفة من خلال إعلان لتسكن مع أمرأة تدعى إنها باحثة دكتوراه ولكنها في الحقيقة قوادة تستغل الفتيات لتقدمهن في سهرات رجال ذوي نفوذ ومال!
في إحدى السهرات تغازل شابا فيثير ذلك الرجل المهم ويتدافع الحرس الذي بعضهم أعوان شرطة فيقتلوا الشاب ! ولكنها تتعرض للتهديد من الرجل المهم لكي تدلي بشهادة كاذبة حتى تخفي ضلوع أعوان الأمن في القتل بينما يمارس معها الرجل المهم الجنس من الخلف!
في التحقيق تدلي بأكاذيب وبأسمها المزور"نورا" وتدعى أنها فقدت بطاقة التعريف وتكتشف مأزقها بين القوادة التى تطلب منها المزيد بعدما فقدت مالها في إحدى السهرات بنادي ليلي!على الجانب الآخر تتكشف للمحقق أن القتل قد تم بواسطة اعوان شرطة سريين ولكن رئيسته تطلب منه ان لا يرى هذه الدلائل حتى لايتعرض الرجل المهم الذين كانوا معه رجال الأمن للمساءلة وتوجيه الإتهام لهم بألقتل العمد لكن المحقق والذي قتل أخاه في حادث مشابه وأنضم للشرطة من اجل الانتقام يعاوده الشعور بالذنب ويقنعها بشهادة حقيقية ويوفر لها جواز سفر باسم عائشة المختفية مع أخريات!
تبقى" اروى"-عائشة- حية على الرغم من تشييع جنازتها في "توزر " وتمكن أسرتها من أموال التأمين ! لكى "عائشة" يتعرف عليها أحد أبناء بلدتها فيحضر أبوها وأمها لكى يستعيدوها وترفض العودة وتواجههم بمعاناتها معهم بإستغلالها وإجبارها على العمل منذ طفولتها!
تركيبة الفيلم بين عرض مشكلة إجتماعية والتتابع لها من خلال تحقيقات بوليسية مشوقة يضمن للفيلم نجاحا جماهيريا على الجانبين - النقدي والجماهيري- وهو التجربة الثانية لفيلم روائي طويل لـ"مهدي البرصاوي" بعد "بيك نعيش" والذي حاز على جوائز عديدة!
لكن مفتاح نجاح الفيلم هو الممثلين: البديعة" فاطمة صفر" والتي صارت نجمة جماهيرية بعد تكوينها وأدوارها المسرحية في" استوديو التياترو" ودور "حبيبة" في مسلسل "رقوج" وكذلك الممثلين الآخرين الممتازين" ياسمين الديماسي" و"نضال السعدي" من التياترو أيضآ!
كل الدلائل تشير أن الفيلم سيحوز جوائز عدة هذا العام في أيام قرطاچ السينمائية بعد إستحسانه، نقديآ وجماهيريآ ! فمبروك مقدمآ لكل الفنانيين والتقنيين الذين واللاتي شاركوا في تحقيقه.
ملاحظة أخيرة: يتعلق الامر بالمخرج التونسي الشاب مهدي البرصاوي ابن المخرج الكبير خالد البرصاوي وليس البصراوي كما راج في عدد من المواقع العربية حتى ان بعضهم نسبه الى البصرة في العراق الشقيق.
تابعوا اخباركم و صوركم عبر هذا الرابط : https://x.com/echaabnewstn