رياضي

بعد سنوات الصداقة : كيف تحول أرسنال وتوتنهام إلى أعداء؟

تشهد الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم مباراة قوية بين أرسنال وضيفه توتنهام، في ديربي شمال لندن.

ويحل توتنهام ضيفا على أرسنال، الأحد، لكتابة فصل جديد في قصة الصراع التاريخي بين الغريمين، والذي تخطى عمره حاجز الـ100 عام.

وفي السطور التالية، تلقي " الشعب نيوز الالكترونية" الضوء على أسباب العداء التاريخي بين العملاقين أرسنال وتوتنهام.

سنوات الصداقة

تأسس نادي أرسنال في جنوب العاصمة الإنجليزية لندن عام 1886، بعد 4 سنوات من إنشاء جاره الشمالي توتنهام.

وفي السنوات الأخيرة من القرن الـ19، ومطلع القرن الـ20، اعتاد الفريقان لعب مباريات ودية فيما بينهما، كان الهدف من بعضها هو تمويل الجيش أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وفي واحدة من تلك المباريات عام 1898 التقى الفريقان بملعب "نورثمبرلاند بارك" معقل توتنهام وقتها، وحضر المباراة قرابة 15 ألف متفرج، وهو عدد لم تتحمله مدرجات الملعب الصغير، لتنهار ويصبح على النادي اختيار ملعب آخر.

وبالفعل انتقل توتنهام في نفس العام إلى ملعب "وايت هارت لين"، الذي رحل عنه إلى ملعبه الجديد في 2017.

بداية العداء

شهد عام 1913 بداية علاقة العداء بين أرسنال وتوتنهام والكراهية المتبادلة بين مشجعي الفريقين، والسبب في ذلك هو قيام "الجانرز" بالانتقال من جنوب العاصمة إلى شمالها الأكثر ازدحاما، وهو أمر يؤثر سلبا على "السبيرز" وشعبيته.

كان أرسنال تأهل إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي عام 1904، لكن عزلته الجغرافية تسببت في انخفاض مشجعيه ومشاهدي مبارياته مقارنة بالأندية الأخرى في المسابقة، وهو أمر أغرقه في الأزمات المالية ليعلن إفلاسه رسميا عام 1910.

في نفس العام قرر رجل الأعمال هنري نوريس شراء النادي، وكان قراره الأول هو نقل مقر النادي وملعبه إلى مكان آخر، ولم يجد أفضل من شمال العاصمة ليبدأ رحلة إعادة بناء "المدفعجية".

وبالفعل انتقل النادي من ملعب "مانور جراوند"، إلى ملعب "أرسنال هايبري"، على بعد 4 أميال فقط من "وايت هارت لين" معقل توتنهام، في منطقة كان يعتبرها "السبيرز" وعشاقه ضمن منطقة نفوذهم.

صعود وهبوط

في عام 1919 قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم زيادة عدد الأندية المشاركة في دوري الدرجة الأولى من 20 إلى 22، وكان توتنهام وقتها في الدرجة الأولى، وأرسنال في الثانية.

وأنهى توتنهام الموسم في المرتبة الـ20، فيما احتل أرسنال المركز الخامس بالدرجة الثانية، وبدلا من الاكتفاء بتصعيد أول فريقين من الدرجة الثانية، قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إجراء استفتاء بين أندية دوري الأضواء على هوية الصاعدين والهابطين.

وحصد أرسنال 10 أصوات في هذا الاستفتاء، مقابل 8 أصوات فقط لتوتنهام، ليتمكن "الجانرز" من الحصول على مكان الجار العاصمي في الدرجة الأولى.

تسبب الاستفتاء في انتشار شائعات عن تدخل هنري نوريس مالك أرسنال ورئيسه من أجل منح الفريق مكانا بين الكبار، غير أن هذه الادعاءات لم تثبت صحتها حتى الآن.

فوهة المدفع

وفي مطلع العشرينات من القرن الماضي اعتمد أرسنال المدفع شعارا له، وفي البداية كانت فوهته تتجه إلى الشرق.

لكن في عام 1925 قام أرسنال بتغيير اتجاه فوهة المدفع إلى الغرب، وهو ما أثار حفيظة توتنهام وجمهوره حيث إن "السبيرز" كان يقع إلى الغرب من جاره اللدود.