العمال بمقاطع القيروان يواجهون أوضاعًا مزرية وسط غياب للرقابة والسلامة المهنية و دعوة لفتح تحقيق ميداني شامل
الشعب نيوز / القيروان - يعيش عمال المقاطع في جهة القيروان أوضاعًا صعبة ومزرية على مختلف المستويات، أبرزها الصحة والسلامة المهنية.
يعمل هؤلاء العمال في ظروف تفتقر لأبسط معايير الأمان، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل يومي.
وتُسجل حالات متزايدة للإصابات والإعاقات بالإضافة إلى أمراض خطيرة مثل الحساسية والربو نتيجة الإهمال وسوء بيئة العمل.
ورغم هذه المخاطر، فإن التعويضات التي يحصل عليها العمال ضئيلة وغير كافية لتأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.
- تجاهل حقوق العمال واستهدافهم
يزداد الوضع سوءًا بسبب تجاهل أرباب العمل لمطالب العمال وعدم فتح حوار جدي مع ممثليهم. بدلاً من ذلك، يتم الاعتماد على ضغوطات أمنية وقضائية لإسكات الأصوات المطالبة بتحسين ظروف العمل.
هذا التجاهل يعكس استباحة واضحة لحياة العمال وكرامتهم، حيث تشير تقارير عديدة إلى غياب تام لمعايير الصحة والسلامة في هذه المقاطع، ما أدى إلى تسجيل حالات وفاة نتيجة الإهمال.
- تفاقم الكوارث البيئية والاجتماعية
لم تقتصر الأضرار على العمال فحسب، بل امتدت إلى المحيط البيئي والبنية التحتية. حيث تُسجل اعتداءات بيئية متكررة أثرت سلبًا على المباني، الأشجار، والطرقات.
كما تعاني الطرقات المؤدية من المقاطع إلى مدينة القيروان من تدهور كبير، مما حولها إلى "طرقات موت" تتسبب في حوادث مرورية متكررة.
وبذلك، تحولت هذه المقاطع إلى نقاط سوداء تزيد من الكوارث البيئية والاجتماعية دون تحقيق أي تنمية مستدامة أو ضمان عيش كريم.
- دعوات للتحقيق وإصلاح الأوضاع
في هذا السياق، دعا الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان سلطات الإشراف، بما في ذلك وزارات الصحة، التجهيز، الفلاحة، البيئة، والشؤون الاجتماعية، إلى فتح تحقيق ميداني شامل حول واقع المقاطع، خاصة في منطقة الهوارب.
الهدف من هذا التحقيق هو تقييم حجم الأضرار واتخاذ إجراءات توازن بين استغلال الموارد الطبيعية بشكل إيجابي وضمان التنمية المستدامة.
- تصعيد نضالي للدفاع عن العمال
أعلن الاتحاد عن استعداده لخوض كافة أشكال النضال للدفاع عن حقوق العمال وحماية الجهة من الانتهاكات المستمرة.
ويؤكد الاتحاد على ضرورة تحمل السلطات مسؤولياتها لتوفير بيئة عمل آمنة وضمان حقوق العمال في عيش كريم، مع التصدي للكوارث البيئية الناتجة عن استغلال هذه المقاطع بشكل عشوائي.