دولي

حماس تدعو لمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الهدنة بغزة.. و "إسرائيل" ترسل وفدًا إلى الدوحة

الدوحة / وكالات - دعت حركة حماس اليوم الأحد 9 مارس 2025 إلى إجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربة عن وجود "إشارات إيجابية"، فيما أعلن الكيان الصهيوني أنه سيرسل وفدًا لإجراء مباحثات جديدة يوم الاثنين في الدوحة  .

وكان وفد من حماس قد التقى بالوسطاء المصريين في القاهرة يوم السبت لمناقشة مجريات الهدنة الهشة في القطاع، والتي دخلت حيز التنفيذ في جانفي 2025 الماضي، وذلك بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب الكيان الصهيوني  في السابع من أكتوبر 2023.

وقالت حماس في بيان اليوم الأحد  إن وفدها شدد على "ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط".

من جهته، أكد المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان مساء السبت أن "المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية".

وأضاف أن "جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار" الذي بدأ تنفيذه في 19 جانفي 2025  وانتهت مرحلته الأولى في الأول من مارس، مشددًا على "ضرورة إلزام الوسطاء للكيان الصهيوني  بتنفيذ الاتفاق".

وقد أعلن الكيان الصهيوني  من جهتها أنه سيرسل وفدًا يوم الاثنين إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، "بهدف دفع المفاوضات قدما".

وقال مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو إن الوفد سيتوجه إلى الدوحة "بدعوة من الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة" لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب في القطاع المدمّر.

وستتزامن زيارة الوفد الصهيوني  مع تواجد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في المنطقة، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعًا في السعودية خلال الأسبوع المقبل مع وفد أوكراني لمناقشة هدنة مع روسيا.

وقد امتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع.

ومع انقضائها في نهاية الأسبوع الماضي، أعلن الكيان الصهيوني رغبته في تمديدها حتى منتصف أفريل بناءا على مقترح أميركي.

ويقوم الطرح، بحسب الكيان الصهيوني ، على إطلاق سراح "نصف الرهائن، الأحياء والأموات" في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) بحال التوصل لاتفاق دائم بشأن وقف النار.

ويشترط الكيان المحتل  "نزع السلاح بشكل كامل" من القطاع، وخروج حماس من غزة، وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.

في المقابل، تصر حماس على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ العام 2007، وعلى انسحاب الجيش الصهيوني  بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض، وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية بناءا على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت مؤخرا.

-عائلات الرهائن تطالب نتانياهو بالتوصل إلى اتفاق

وقد طالب أكثر من 50 رهينة مفرجًا عنهم وعائلات محتجزين نتانياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس "بالكامل" وضمان الإفراج عن من تبقى من محتجزين في غزة.

وقالت إيناف زنكاوغر خلال التجمع الأسبوعي لمنتدى عائلات الرهائن في تل أبيب إن "الحرب قد تندلع مجددا خلال أسبوع"، مضيفة "الحرب لن تعيد الرهائن، بل ستقتلهم. وحده اتفاق يعيدهم جميعا مرة واحدة، سيرجعهم".

واتهمت نتانياهو بتقويض المفاوضات واستخدام نجلها ماتان و"الرهائن الآخرين بيادق على رقعته السياسية".

- تحذير ترامب لحماس

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وجّه الأربعاء إلى حماس "آخر تحذير" من أجل أن تطلق "في الحال" سراح جميع الرهائن الأحياء والأموات الذين تحتجزهم وتغادر قيادتها قطاع غزة، متوعدًا سكان قطاع غزة بالموت "إذا احتفظتم بالرهائن"، في وعيد أتى بعيد تأكيد واشنطن أنّها أجرت اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية.

وكتب على منصّته "تروث سوشل"، "إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح".

وقد أثار ترامب صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.

- المنظمة الإسلامية تتبنى خطة لإعادة إعمار غزة

وفجر السبت، تبنّت منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح ترامب.

وتلحظ الخطة التي صاغتها القاهرة إعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه، وعودة السلطة الفلسطينية إلى حكمه.

- خسائر الحرب

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الصهيوني ، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام عبرية  رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدّت الحرب في غزة إلى إستشهاد  48453 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.