وطني

"قفصة : " بعد الفحص السريري ... وصفة الوزير الطبية الحسين بوزيان جامعي

الشعب نيوز / الهادي رداوي - شهدت ولاية قفصة في الآونة الأخيرة حراكًا متصاعدًا للمطالبة بتحسين الوضع الصحي، بقيادة الاتحاد الجهوي للشغل، حيث يرتكز طموح الأهالي على إحداث مستشفى متعدد الاختصاصات يقدم خدمات شاملة تلبي احتياجات الجهة.

ويبدو هذا المطلب أكثر قابلية للتحقيق مقارنة بقرار تحويل المستشفى الجهوي الحسين بوزيان إلى "جامعي"، وهو إعلان أثار جدلاً حول جدواه العملية، خاصة مع استمرار الخدمات على مستوى محلي دون تغيير جوهري.

وخلال زيارته أمس الاربعاء 26 مارس 2025 لقفصة، أعلن وزير الصحة مصطفى الفرجاني عن جملة من الإجراءات لدعم القطاع الصحي، من بينها تدعيم المستشفى الجهوي الحسين بوزيان بأطباء اختصاص ومعدات حديثة، مع تحويله إلى مستشفى جامعي، إلى جانب تطوير المستشفيات المحلية.

ورغم ذلك، لم تتمكن هذه الوعود من إقناع الجميع بقدرتها على معالجة الأزمة الهيكلية التي يعاني منها القطاع الصحي في الجهة..

يرتبط المستشفى الجامعي عادةً بكلية طب، حيث يجمع بين العلاج وتأطير الطلبة، لكن مع وجود أربع كليات طب فقط في البلاد، يصعب تطبيق هذا النموذج في قفصة التي تفتقر إلى بنية أكاديمية داعمة، على عكس المهدية التي تستفيد من قربها من المنستير.

كما يتطلب المستشفى الجامعي كوادر طبية متقدمة، وهي نادرة بسبب الهجرة وظروف العمل السيئة.

في هذا السياق، يؤكد الأخ ناجح عمروسية، كاتب عام نقابة أعوان الصحة بالمستشفى الجهوي، أن تحويل المستشفى إلى جامعي خطوة رمزية لا تلبي الاحتياجات، داعيًا إلى التركيز على مستشفى متعدد الاختصاصات كحل عملي.

بدوره، عبر الأخ محمد الصغير ميراوي، الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة "لم تتم دعوتنا كطرف اجتماعي للحوار مع الوزير رغم أن تحركاتنا بدأت بعد حادث سير أودى بحياة 6 مواطنين، ونحن نؤيد الحوار لكن تغييبنا يثير الشكوك ويعيق تبني مطالبنا، وعلى رأسها مستشفى متعدد الاختصاصات يخدم الجميع". 

في ظل هذه التحديات المستمرة،يبقى مستشفى متعدد الاختصاصات هو الخيار الأنسب لقفصة.

هنا يبرز دور المجتمع المدني والنقابات والإعلام في توحيد الجهود لتحقيق هذا المطلب الواقعي، بعيدًا عن قرارات قد تبقى حبرًا على ورق.

فالأزمة الصحية في الجهة تحتاج إلى حلول عملية تتناسب مع الإمكانيات المتاحة، وتضع حداً لمعاناة الأهالي التي طال أمدها.