ثقافي

قصيدة وطني الحبيب... للشاعر هشام الورتتاني

الشعب نيوز / متابعات - سيظلّ يوم الأرض جزىء من ذاكرة الشّعب الفلسطيني الأبيّ وموعدا للصّلاة على شهداء الانتفاضة منذ اندلاعها ولتكريم كلّ نفس حرّ لا يزال يهتف تحيا فلسطين...تحيا فلسطين

وطني الحبيب...

بِدَمي رسمتُ ملامح الذِّكْرى

ودَوَّنْتُ القصيد،

لأراكَ في فجر المدينة حالما

وأرى الزّمان يُعيد ذكركَ مِنْ جديد...

بِدَمي كَتَبْتُ قصائدي الأخرى

ومَزَّقْتُ الوريد،

لأرى الشّموع

تُضيءُ ليلكَ والطّريق

وأرى المدينة تستفيق

وأَنْتَ تُمْعِنُ في المدى

عيناكَ تَرْمُقُ غيْمة

ترنو إلى درْب بعيد...

بِدَمي رسمتُ صبيّة

نامتْ على أشلائها

ورسمتُ طفلا باكيا

وحمامة تاقتْ له وأَوَتْ إليْه

وكفْكفَتْ سيْل الدُّموع

ورفرفت بجناحها

بُشْرى بِعَوْدَةِ الخِلّ الشّريد...

بِدَمي رسمتُ غمامةً

ورسمتُ أَعْمِدَةً هَوَتْ

ورسمتُ أَفْئِدَةً شكَتْ

ونوافذ الأقصى بكت

جسدا يُتِمُّ صلاته

ويدا تخُطُّ وصيّة بجواره

وفَتًى يُنادي يا أبي

وصدًى يُردِّدُها معي

ولدي الشّهيد...ولدي الشّهيد

ستَظَلُّ يا ولدي هنا

ويَظَلُّ نَجْمُكَ واهِجا

ويُشِعُّ نورَهُ مِنْ بعيد

وتظلُّ يا وطني الحبيب،

وطني الحبيب...

هذا أنا...هذا أنا

وَدَمِي تَعَلَّقَ بِالنَّدى

وخُطًى تُحَدِّثُ في الثّرى

آتٍ إليكِ حبيبتي

ومعي الوصيّة والمنيّة والوعيد

الأرض تَهْتِفُ عاليا

ها قَدْ أتى...ها قَدْ أتى

وغدا نُحَقِّقُ ما نُريد...

وتعودُ أطيار السّلام

ويطوفُ في القدس الحمام

وتنوحُ مِنْ فَرْطِ الحنين

صبيّةٌ تشْتاق أُغْنِيَةٍ وعيد...

وتُعيدُ تَرْنيمَ النّشيد

وطني الحبيب...

وطني الحبيب...