نقابي

الطبوبي في عيد الشغل(1): تخليدا لإضراب عمال شيكاغو وتأبيدا لمكسب الـ8 ساعات

[ بعد الاستماع الى النشيد الرسمي الوطني ونشيد الاتحاد، وفي أجواء مفعمة بالحماس، شرع الأمين العام للاتحاد الأخ نورالدين الطبوبي في القاء كلمة أتى فيها على الاحداث والمواضيع والمطالب مدار اهتمام الشغالين وعرض بإسهاب مواقف المنظمة في عدة مسائل ذكر في مستهلها برمزية الاحتفال بهذا اليوم الاغر في تاريخ الإنسانية حيث انه يأتي تخليدا لإضراب عمّال مدينة شيكاغو الذي جابهته الرأسمالية بمجزرةٍ رهيبةٍ وبأحكامِ الإعدام في حقّ العمّالِ وقادَتِهم النقابيين. 

وقد افتتح الأخ الأمين العام كلمته بتوجيه التحية والترحيب الى الأخوات والإخوة عاملات وعمّال تونس، والى الرفيقات والرفاق في النضال باعتبارهم بناة الوطن وحماته كما هم حماة الاتحاد وكذلك أيضا الى صديقات وأصدقاء الاتحاد الأوفياء.

في سلسلة من البرقيات الموالية، نتعرف بالتفصيل على ما جاء في كلمة الأمين العام التي ننشرها كاملة في ركن "وثائقي ".]

 

بطحاء محمد علي/ الشعب نيوز – مبرزا أهمية اللقاء للمرة الثانية في دار الاتحاد بعد ترميمها، ألقى الأمين العام للاتحاد الأخ نورالدين الطبوبي من شرفة مكتبه في المقر المطل على بطحاء محمد علي كلمة جاء في مستهلها:

نحيي اليوم عيد العمّال العالمي ونلتقي للمرّة الثانية في ساحة النضال ساحة محمد علي الحامي بعد تدشين دار الاتحاد في غرّة ماي 2024 ، هذا الصرح الذي لكم ان تفخروا به،  لنجدّد العهد معا مرّة أخرى على الوفاءِ لشهداء الحركة النقابية والوطنية والالتزام بقضايا العمّال والتضامن مع نضالاتِ عمّال العالم وتضحياتِهم من أجل العدالة والكرامة والمساواة وفي مقدّمتهم عمّال فلسطين وشعبها الأبي المقاوم والصامد، الذي يتعرّض إلى إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ البشري.

هو عيد فرضته تضحيات العمّال في أنحاء المعمورة تخليدا لإضراب عمّال مدينة شيكاغو الذي جابهته الرأسمالية بمجزرةٍ رهيبةٍ وبأحكامِ الإعدام في حقّ العمّالِ وقادَتِهم النقابيين وها أنّ عمّال العالم، بعد ما يقارب مائة واثنين ثلاثين عاما، يتمتّعون بثمار تلك التضحيات والدماء التي سالت ومن أهمّها تحديدِ ساعات العمل بثمانية في اليوم، وهو مكسب لا يمكن تقدير قيمته إلا إذا قارناه بساعات العمل المضنية والطويلة والتي كانت تصل أحيانا إلى أربع عشرة ساعة في اليوم، بل لقد فاقت ثمار تلك المجزرة الرأسمالية البشعة حدود المكسب المادي لتكون منعرجًا حاسما في مسارِ تعزيزِ التضامُنِ العمّالي العالمي وتجذيرِ نضالِ الطبقة العاملة ضدّ الاستغلال الرأسمالي وضدّ قمعِ حقِّها في حريةِ التنظُّمِ والمفاوضةِ والإضراب وسائر الحقوق الاقتصادية والاجتماعية...

إنّنا في هذا اليوم نقف إجلالًا وخشوعًا أمام أرواحِ شهداءِ الحركة النقابية العالمية ورُوّادِ وشهداءِ الحركة النقابية الوطنية التونسية، ونجدّد بهذه المناسبة مطالبتَنا بفتح هذا الملفّ ليس من أجل الانتقام أو للمطالبة بتعويض وإنّما لمعرفة الحقيقة وإنصاف أُسَرِ الشهداء الذين يتواصل التعتيمُ إلى اليوم عن عددهم الحقيقي. وهي مناسبة أيضا للتّرحُّمِ على شهداء الوطن زمن الاستعمار وزمن النضال من أجل التحرّر والديمقراطية ومكافحة الاستبداد والإرهاب.