جده محمد وجدته فاطمة أمازيغيان: بابا الفاتيكان الجديد ينحدر من عنابة الجزائرية

الشعب نيوز/متابعات - خلافا لما كان متوقعا، لم يبدأ تاريخ بابا الفاتيكان الجديد ليون الرابع عشر في كاتدرائية الفاتيكان ولا في ممرات الكنيسة الأمريكية، بل يعود إلى مدينة متوسطية قديمة تحمل بصمات الروحانية والحضارة والأفكار الإنسانية، مدينة عنابة الواقعة في الشرق الجزائري والقريبة من تونس، حيث لم تكن هامشية أبدا في التاريخ بل كانت مركزاً دينامياً للأفكار الفلسفية والدينية.
من عنابة والى عنابة تعود أصول الباباالجديد حيث ينحدرمن جدّ يدعى محمد بريفو الذي وُلد في عنابة عام 1898 وهاجر إلى الولايات المتحدة في أوائل العشرينات واستقر في شيكاغو.
من منطقة القبائل الكبرى
عمل محمد بريفو في الصناعة قبل أن يفتح دكاناً صغيراً في حيّ يسكنه المهاجرون القادمون من جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، وكانت زوجته المعروفة باسم فاطمة بنت القبايلية امرأة أمازيغية من منطقة القبائل الكبرى.
تفاصيل لم ينكرها البابا الجديد بل صدح بها بقوة وبعاطفة جياشة حيث أعلن في اول خطبة له بعد تنصيبه"أنا ابن عنابة، أنا ابن القديس أوغستين Saint Augustin ".
تفاصيل لم تكن لتخطر له على بال للحظة قبل أن يعلنها البابا الجديد بنفسه بصوت عالٍ وكأنه يشيد بالجزائر، هذا البلد المتجذر في أعماق الحضارة القديمة. شهادة تعزز من مكانة الجزائر والقيم التي تجسدها، وتعتبر دليلاً لأولئك الذين ينكرون عليها حقها في انتمائها الحضاري.
في الواقع، قدم البابا الجديد في أول ظهور له في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان نفسه كـ "ابن القديس أوغسطين"، أسقف هيبون (عنابة) في القرنين الرابع والخامس، التي يقوم نظامها على الوحدة والفقر والمحبة.
من هو القديس أوغستين؟
القديس أوغستين اسم متداول في تونس، على الاقل من خلال اسم المستشفى او المصحة الخاصة التي تحمل اسمه. ولد في سوق هراس في الجزائر سنة 354 وتوفي في عنابة سنة 430 ولكنه عاش جانبا كبيرا من حياته في مدينة قرطاج. جاءها طالبا في عمر الـ17سنة حيث درس قبل ان يصبح أستاذا وبقي فيها حتى سنة 382 ومنها انتقل الى روما.
هو مفكر وفيلسوف قبل ان يصبح رجل دين وهو واحد من اربعة يحملون لقب دكتور الكنيسة.
المصدر: مقتطف من مقال بامضاء عمار زيتوني نشر في جريدة L'Est Républicain الجزائرية بتاريخ 10 ماي 2025.