تمويل التكوين المهني : هل من تشخيص للفجوة بين كفاءات التكوين وما يطلبه سوق الشغل ؟

الشعب نيوز / ناجح مبارك - نظم الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والغرفة الوطنية للنساء صاحبات المؤسسات بالتعاون مع مكتب مؤسسة كونراد اديناور بتونس، يوم أمس الاثنين 23 جوان 2025، بمقر المنظمة بالعاصمة يوما إعلاميا وتحسيسيّا بعنوان "الجديد في آليات تمويل التكوين المهني والتشغيل للمؤسسات الصغرى والمتوسطة".
* نجاعة مفقودة
واكد رشاد الشلي عضو المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد ورئيس الغرفة الوطنية لهياكل التكوين المهني الخاص أن أي سياسة وطنية ناجعة للتشغيل يجب أن تنطلق من تشخيص واقعي ودقيق للفجوة القائمة بين الكفاءات المطلوبة في سوق الشغل، خاصة في القطاعات الواعدة، وما تقدّمه منظومة التكوين الحالية، وشدّد على أن ذلك يتطلّب حوارًا مستمرًا بين القطاع الخاص والهياكل العمومية، لضمان ملائمة التكوين مع حاجيات الاقتصاد الوطني.
وأشار رشاد الشلي إلى أن عددًا من أصحاب المؤسسات ما يزالون يواجهون صعوبات في النفاذ إلى بعض هذه الآليات، بسبب التعقيدات الإجرائية أو نقص المعلومة، داعيًا إلى تبسيط الإجراءات وتكثيف الحملات التحسيسية في الجهات، وخاصة لفائدة الباعثين والباعثات أصحاب المبادرات الخاصة.
* مساحة حوار
مؤكدا أن اللقاء لا يهدف فقط إلى عرض نظري، بل يُراد له أن يكون مساحة حوار مباشر وبنّاء بين المؤسسات والهياكل العمومية من أجل تحديد الأولويات وتجاوز العراقيل، سواء على مستوى الإجراءات أو في تكييف البرامج مع الواقع الميداني للمؤسسات التونسية، كما ذكّر بوجود عدد من الخطوط التمويلية الممولة من شركاء تونس الدوليين، مشددًا على ضرورة توجيهها بشكل أكثر وضوحًا نحو دعم التكوين والتشغيل، وداعيًا إلى إحداث آلية دائمة داخل مؤسسات الوساطة، مثل الاتحاد، لربط هذه الفرص بالمؤسسات التي تحتاج إليها فعليًا.
من جهته، بيّن سليم جواد أن تنظيم هذا اليوم الإعلامي يندرج في إطار مساهمة مؤسسة كونراد أديناور في دعم الجهود الوطنية الرامية ليس فقط إلى تحسين منظومة التكوين والإدماج المهني، بل أيضًا إلى تعزيز آليات تمويل هذه المنظومة، من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الفاعلين، وتوفير فضاءات للتفكير المشترك حول الحلول العملية الكفيلة بربط التكوين بالتشغيل، بما يستجيب لحاجيات المؤسسات الصغرى والمتوسطة.
* توسيع دائرة التواصل والتمويل
أما عايدة الباجي قلال، فقد أكدت أن تونس اليوم تملك فرصًا هامة للشباب والنساء، في ظل التحولات الاقتصادية الكبرى، وشددت على ضرورة تأطير الكفاءات وتمكين النساء اقتصاديا خاصة في ظل الانتقال نحو اقتصاديات جديدة، واعتبرت أن هذا اليوم الإعلامي يمثّل فرصة لتبادل المعارف وتوسيع دائرة الوعي حول قضايا الإدماج المهني والاقتصادي.
* مشاريع دعم
وقدّمت كل من ليليا المخلوفي وهشام بوسعيد عرضًا مفصلًا حول الأدوات والآليات الجديدة المعتمدة في مجال تمويل التكوين وربطه بالتشغيل، مستعرضَين المستجدات المعتمدة على مستوى الهياكل العمومية ومشاريع الدعم والتوجيه.