وطني

وفاة تلميذة بقفصة : رابطة حقوق الإنسان تتهم المستشفى بـ"التقصير" وتكشف عن انهيار المنظومة الصحية

الشعب نيوز / قفصة -  توفيت التلميذة علياء البحيري في المستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة، في حادثة مأساوية أثارت غضباً واسعاً.

وأصدر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالجهة صباح اليوم الخميس 24 جويلية 2025  بياناً شديد اللهجة حمّل فيه المسؤولية للمرفق الصحي، كاشفاً عن سلسلة من الإخفاقات الإدارية والطبية التي أدت إلى وفاتها.

ووفقاً لبيان الرابطة الذي وثّق ملابسات الحادثة، فإن فصول المأساة بدأت يوم الأحد 20 جويلية 2025 عندما توجه والد الضحية بها إلى قسم الاستعجالي، لكنه لم يتمكن من توفير ثمن التحاليل المطلوبة، كما واجهته تعقيدات إدارية تتعلق بدفتر العلاج.

هذا الوضع أجبره على العودة بابنته إلى المنزل دون أن تخضع لأي فحص أو علاج.

وأوضح البيان أنه مع تدهور الحالة الصحية لعلياء، تمكن والدها من تسوية وضعية دفتر العلاج وأعادها إلى المستشفى في اليوم التالي، الاثنين 21 جويلية 2025.

إلا أن حالتها كانت قد وصلت إلى مرحلة حرجة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً، ومن ثم إبقاءها في غرفة إنعاش.

وهنا، كشفت الرابطة عن حلقة جديدة من الإهمال، حيث أكدت أن قسم الجراحة يفتقر لغرفة إنعاش، مما استدعى نقلها إلى غرفة الإنعاش بقسم الاستعجالي، والتي وصفتها الرابطة بأنها "لم تكن مهيئة لاستقبال حالة صحية حرجة كحالتها"، وهو ما أدى في النهاية إلى وفاتها.

وفي بيانها، طالبت الرابطة بفتح تحقيق جدي في الحادثة لمحاسبة المسؤولين ووضع حد لـ"سياسة الإفلات من العقاب".

كما انتقدت بشدة تصنيف المستشفى الجهوي كـ"جامعي"، معتبرةً إياه "مغالطة وذر رماد على العيون" في ظل ما يعانيه من نقص حاد في المعدات والكوادر الطبية وبنية تحتية مهترئة.

واختتمت الرابطة بيانها بتذكير السلطات بالوعود المنسية بإنشاء مستشفى متعدد الاختصاصات بالجهة، ودعت المجتمع المدني إلى توحيد صفوفه لجعل الملف الصحي أولوية مطلقة في التحركات الاحتجاجية القادمة.