آراء حرة

السلطة التي تخشى صوت النقابي، تخشى الحقيقة

الشعب نيوز/ باقلام النقابيين -  عندي صديق. مسؤول رفيع المستوى في الإدارة، صديق الطفولة والدراسة، كبرنا معًا على مقاعد المدرسة وتقاسمنا الخبز والضحكة والحلم.

أطلبه بالهاتف منذ يومين، كعادتي، لكن لا ردّ منه ولا تفاعل. استغربت الغياب، فسألت عن السبب، فكان الجواب صادمًا: "تلقى تعليمات بان لا يتعامل مع النقابيين".
لكنّ، ما اعيه جيدًا، أنه لم يتلقَ تعليمات تمنعه من التعامل مع أصدقائه، مع من تقاسم معهم العمر، حتى وإن علّقوا صفة "نقابي" على صدورهم.

في زمنٍ صار فيه الانتماء النقابي تهمة، والدفاع عن الحقوق وصمة، يُجبر الأصدقاء على التخلّي عن بعضهم خشية أن يُحسبوا على صفّ المطالبين.
صار الصمت سياسة، والحياد موقفًا، والوفاء عبئًا ثقيلًا لا يُحتمل.
لكن ما يؤلم ليس فقط تغييب النقابات من اللجان، بل تغييب الإنسان من علاقاته، حين يُختزل في صفته ويُنسى في صداقته.
السلطة التي تخشى صوت النقابي، تخشى الحقيقة. والإدارة التي تُقصي ممثلي العمال، تُقصي العدالة.
أما الصديق الذي يُجبر على تجاهلك، فهو ضحية مثلنا، وإن كان في موقع القرار.

أيمن سوسية