آخر ساعة

من قصص الاسطول: بين التفخيم والترقيق نطقا ومعنى، ووقوف الحابي وراء السفر الى غزة.

الشعب نيوز/ متابعات  - لؤي الشارني، ما ابهى هذا الشاب، "خليقة وخلق " كما نقول في تونس. شاب تونسي من الخيرة، بما يمتلكه من العلم والثقافة والخطابة والايمان.

كل يوم يبث فيديو على حسابه الخاص – ان لم يكن اكثر- وفيه حكاية أو رواية أو قصة جميلة.

يتحدث عن فلسطين بلهفة شديدة  وعن لقاء غزة بحرقة كبيرة. تحدث عن الـ 10 خرافات التي عششتها البروباقندا الصهيونية في "مخاخ" الناس واوهمت فيها لعقود بان الأرض لبني دينها. نقل ان فلسطين كانت سنة 1878 تعد 500 الف ساكن منهم 3 بالمئة فقط -لا غير- يهود.

وقصص أخرى كثيرة.

مفخّمة بسبب مضارّها

تحدث ذات فيديو عن نومه لبعض الوقت قريبا من الغرفة التي تأوي محرك السفينة، والذي يقوى ضجيجه، كلما احتاجت السفينة الى قوة دفع أعظم. قال انا ضجرت من ذلك الضجيج رغم اني لم ابق قربه الا ساعات قليلة، ولكن تحمّلته لسببين الأول انه ليس لي حل غير ذلك أما الثاني وهو الأهم اني تذكرت أهلنا في غزة وهم يعانون منذ اكثر من 700 يوم ضجيج او طنين طائرات لا تتوقف عن الطيران 24/24 ساعة 7/7 أيام.

يسميها أهلنا في غزة " زنّانة "  وهي طائرات استطلاع " إسرائيلية" تكاد لا تُرى بالعين المجردة، تقوم بمهمات التصوير والتعقب للأهداف المختلفة وحتى تنفيذ عمليات استهداف   ما تسبب  في وقوع قتلى.  

في الوجه الاخر من القصة أنّ الاشقاء في غزة يفخّمون كلمة " زنّانة " (بملء الفم) حتى ليخيل اليك انها مارة فوق رأسك وذلك – ربما - بالنظر الى الاضرار والمآسي التي تحدثها وتخلفها. أما العزيز لؤي فقد نطقها بالترقيق حتى ليخيل اليك انه يتحدث عن أي واحد من التوانسة وهو "يزنّ " (دارجة تونسية) بلحن مرّ بباله في لحظة من لحظات الشرود، وذلك باعتبار درايته بمكامن التفخيم والترقيق في اللغة العربية وخاصة في القرآن الكريم.

يحيى يحبو حبوه الاول

تلقى لؤي وهو على متن السفينة مسافرا الى غزة خبرا سعيدا، فرح به ايما فرح وشاركه في الفرح رفاقه في السفينة والرحلة. ابنه يحيى خطا اليوم الخميس 25 سبتمبر خطواته الأولى حَبوًا او ان شئتم وبحسب معجم المعاني الجامع " حبا الصَّبيُّ: زحَف على يديه وبطنه، تحرَّك ببطء على يديه وركبتيه".

الفعل هو حَبا يَحبُو ، احْبُ ، حَبْوًا ، فهو حابٍ. ويقال حبا الشَّيءُ أو الشَّخصُ: دنا وقرُب وحَبا لِلسَّبْعِينَ من عمره : دَنا إِلَيْها. وحَبا ما حَوْلَهُ : حَماهُ، وحَباهُ عَن كُلِّ مَكْروهٍ : مَنَعَه وحباه اللهُ الخيرَ: أعطاه بلا جزاء حبَاك اللهُ الصّحّةَ،

ويقال حبا البعير ونحوهُ : برك من الإعياء أو كان معقولاً فزحف و حبا السَّهم :لامَسَ الأرض ثم زَحَف إلى الغَرض ويقال أيضا حبا فلانا : أعطاه ، حَبَاه العطاءَ، وحباهُ بالعطاء

وبما ان نتحدث عن أسطول الصمود،   يقال َحبَتِ السَّفينَةُ في عُرْضِ البَحْرِ : أي جَرَتْ. أما الحَبَا (معرفا) : فهو السحابُ المتراكمُ القريبُ من الأرض.

يحيى هذا ووالدته الكريمة وجدته الفاضلة كانوا وراء مشاركة لؤي في الرحلة الى غزة.

حبَاك اللهُ الصّحّةَ والسلامة يا لؤي انت ورفاقك وكل المشاركين، فخورون بكم، مرافقون لكم بقلوبنا وعيوننا عليكم جميعا، وانه لأسطول حتى كسر الحصار.(20+) Facebook