حادثة صلاة جماعية بمعهد الحمامات تثير جدلًا والمرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة يحذّر من خلط الديني بالمدني

الشعب نيوز / الحمامات - أثارت حادثة إقامة صلاة جماعية من قبل عدد من التلاميذ داخل أحد المعاهد الثانوية بمدينة الحمامات يوم أمس الخميس 25 سبتمبر 2025 جدلًا واسعًا، بعد أن اعتبرها المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة "خطوة خطيرة تمسّ من طبيعة الفضاء التربوي المدني".
وفي بيان صادر عنه اليوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، عبّر المرصد عن قلقه من ما وصفه بـ"الخلط الواضح بين ما هو ديني وشخصي ومقدّس، وما هو مدني وعمومي وقانوني"، مشيرًا إلى أن إصرار التلاميذ على إقامة الصلاة في بهو المعهد يُعدّ خروجًا عن الأعراف التربوية والثقافية التي سادت البلاد منذ الاستقلال.
واستشهد البيان بردّ أحد التلاميذ على القيّمة العامة التي حاولت منعه من إمامة الصلاة، حين قال إن "أرض المعهد هي أرض الله"، وهو ما اعتبره المرصد مغالطة، مؤكدًا أن كل الفضاءات العمومية هي كذلك، لكن مبدأ العيش المشترك يمنع تعطيل سير الحياة العامة، تمامًا كما لا تُقام الصلاة وسط ملعب أثناء مباراة رسمية.
ورغم تأكيده على دفاعه المستمر عن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، اعتبر المرصد أن ما حدث قد يكون مؤشرًا على حملة منظمة من قبل تيارات الإسلام السياسي تستهدف الدولة المدنية، وقد يفتح الباب أمام ممارسة شعائر أخرى داخل الفضاءات العمومية، بما فيها الشيعية أو المسيحية أو اليهودية.
ودعا المرصد إلى معالجة هذه المعضلة على ثلاثة مستويات :
- سياسيًا: عبر الفصل الحازم بين الدين والفضاءات العمومية التي تُدار وفق قوانين وضعية.
- إداريًا وقانونيًا: بتحييد المؤسسات العمومية، وخاصة التربوية، عن العقائد الدينية، وطرح إمكانية سنّ قانون واضح في هذا الشأن.
- ثقافيًا وتربويًا: من خلال مراجعة شاملة للمناهج التعليمية لترسيخ التفكير النقدي والعقلاني، وإطلاق حوار مجتمعي شامل تشارك فيه منظمات المجتمع المدني، بهدف إعادة الدين إلى مكانته الروحية، وتمكين الشأن العام من أدواته القانونية والحقوقية.
وختم المرصد بيانه بالتأكيد على أن المدرسة يجب أن تبقى فضاءً حصريًا للعلوم والمعارف، بعيدًا عن التوظيف الديني أو السياسي.
في ما يلي صورة لنص بيان المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة :