ارشيف....وذاكرة أجيال

عن جامعة البناء و الأخشاب - لا يقتصر تاريخ "الأسمنت الاصطناعي التونسي" على الآلات والمصانع فقط، بل يمتد ليحمل بين طياته وجوهاً وذكريات صنعت هذا الصرح الصناعي عبر عقود.
فالصور الأرشيفية التي تجمع العمال، المهندسين، والإطارات تكشف عن قصة أجيال تناوبت على خدمة المؤسسة، وأسهمت بجهودها في ضمان استمرارية الإنتاج وتطويره.
تُظهر هذه اللقطات لحظات فارقة من الحياة المهنية اليومية داخل المصنع: اجتماعات عمل، زيارات ميدانية، لحظات تكريم واعتراف بالمجهودات، وأخرى تعكس روح الزمالة بين العمال.
هذه الصور ليست مجرد توثيق بصري، بل هي شهادة على مسيرة إنسانية واجتماعية متكاملة، حيث كان الإنسان دوماً في قلب العملية الإنتاجية.
لقد كان "الأسمنت الاصطناعي التونسي" مدرسة حقيقية تخرّجت منها أجيال من الفنيين والعمال الذين ساهموا في بناء البلاد، وحملوا معهم خبرة مهنية وإنسانية شكلت رصيداً لا يقدّر بثمن.
وفي الوقت الذي تطورت فيه تقنيات الإنتاج وتجددت الوسائل، ظل العنصر البشري هو الثابت الأهم، والذاكرة الحية التي تربط الماضي بالحاضر.
إن هذا الأرشيف الإنساني يؤكد أن المؤسسة ليست مجرد مصنع لإنتاج مادة حيوية، بل هي فضاء اجتماعي وثقافي يشهد على قيم العمل الجماعي، التضامن، والانتماء.
وبين صور الأمس وإنجازات اليوم، يظل "الأسمنت الاصطناعي التونسي" مرآة لذاكرة أجيال ساهمت في كتابة صفحات مشرقة من تاريخ الصناعة الوطنية.