حادثة جديدة تهز القطاع التربوي : اعتداء على مؤسسة تعليمية في سليانة

الشعب نيوز/ المحرّر - في حدث مثير للاستياء والغضب، شهد معهد سليانة يوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 حادثة غريبة وصادمة، أثارت موجة من التساؤلات حول المناخ التربوي المتوتر وواقع المؤسسات التعليمية في تونس.
الحادثة تمثلت في اقتحام أحد المواطنين، مدعياً تمثيله للجنة الجهوية للتربية بولاية سليانة، قاعة درس في المعهد المذكور.
وقد قام هذا الشخص بالدخول إلى القاعة التي كانت تؤمنها زميلتنا الأستاذة أنيسة جلال، أستاذة التربية الإسلامية، محاولاً الاتصال بإبنه الموجود في المعهد.
وعندما حاولت الأستاذة إلى جانب الإطار الإداري للمعهد ثنيه عن فعلته، أصر على أن هذا التصرف من صميم صلاحياته، مدعياً أن بإمكانه دخول كافة المؤسسات التربوية دون قيود.
هذا التصرف أثار تساؤلات جدية حول دور الجهات الرقابية والإدارية في حماية المؤسسات التربوية، وكيفية التعامل مع ما يمكن وصفه بـ"الاعتداء المؤسسي" في ظل غياب المراقبة الفعلية والردع القانوني.
- تصاعد ظاهرة الاعتداءات على المؤسسات التعليمية والمربين
الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق عام من التوتر الذي يعيشه القطاع التربوي في تونس.
وقد أدانت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسليانة المدينة بشدة هذا الاعتداء، معتبرة إياه نتيجة مباشرة لحملات الشيطنة والتشويه التي تستهدف المربين، والتي تنتهجها السلطة، سواء من خلال اتهامهم بأخذ التلاميذ "رهائن" أو عبر غلق باب التفاوض أمام ممثليهم الشرعيين والمنتخبين.
وأوضحت النقابة في بيانها أن هذه الممارسات، إلى جانب الأحداث الأخيرة التي عمّقت حالة الاحتقان، ساهمت في زيادة موجة الغليان والاستياء في صفوف المربين.
الحادثة الأخيرة في معهد سليانة ليست سوى استمرار لمحاولات المساس بالمؤسسات التربوية وضرب قيمة الإطار التربوي، مما يهدد استقرار المناخ التعليمي برمته.
- ردود أفعال وتوصيات النقابة
النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بسليانة عبّرت عن تضامنها المطلق مع الأستاذة أنيسة جلال وكل العاملين بالمعهد من إداريين وقيمين وقيمين عامين، وحملت سلطة الإشراف، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي، المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا الاعتداء.
كما طالبت النقابة بإتخاذ إجراءات قانونية ضد المعتدي، مؤكدة ضرورة حماية المؤسسات التربوية والعاملين بها وفق ما ينص عليه القانون.
وفي خطوة تصعيدية، دعت النقابة المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة إلى عقد مجلس جهوي لبحث هذه الاعتداءات المتكررة على المؤسسات التربوية، واتخاذ خطوات نضالية مناسبة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد أسس العملية التعليمية.
- تكرار الاعتداءات وتأثيرها على المناخ التربوي
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة على المؤسسات التربوية والمربين في مختلف الجهات.
هذا الواقع المتأزم يستوجب وقفة جادة من كافة الأطراف المعنية، سواء النقابات أو سلطة الإشراف، من أجل ضمان احترام حرمة المؤسسات التربوية وحماية العاملين بها.
إن استمرار هذه الاعتداءات يهدد استقرار المناخ التربوي ويضعف الثقة في قدرة المؤسسات التعليمية على أداء دورها المحوري في المجتمع.
كما يعمّق من معاناة المربين، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة يومية مع تحديات تتجاوز مهامهم البيداغوجية، لتشمل الدفاع عن كرامتهم أمام موجة من التصرفات غير المسؤولة.
الحادثة الأخيرة في معهد سليانة تمثل جرس إنذار جديد لحالة التوتر التي يعيشها القطاع التعليمي في تونس.
وبينما تتسع دائرة الاعتداءات على المؤسسات التربوية والإطار التربوي، يبقى السؤال الأهم: كيف ستتحرك السلطات المعنية لضمان حماية المؤسسات التعليمية وصون كرامة المربين؟ .