ثقافي

موسم المهرجانات السينمائية : وفرتها لا تعبر عن ازدهار فني بل هي دليل خواء

 الشعب نيوز/ حسني عبد الرحيم - المهرجانات من كل نوع لاتعبر عن إزدهار فني أو أدبي معين بل على العكس ربما تعتبر دليل على خواء هذا المجال الذي ينبغي ملأه بأحداث إعلامية لاغير.  

على سبيل المثال كانت مصر تنتج حوالي 120 فيلم سنويآ يشاهدها آلاف الناس ليس في القاهرة فقط بل في الجزائر والبرازيل وباريس ونيويورك..كان الموزعون يشترون الأقلام لعرضها ببساطة لأن لها مشاهدين وتحقق أرباحا وكانت ماكينة صناعة السينما يعمل بها عشرات الألوف من الاشخاص  وكان الكتاب يكتبون للسينما والطلاب يتزاحمون على معاهد السينما ولم يكن هناك مهرجان واحد للسينما حتى تأسس مهرجان القاهرة في الثمانينات بمبادرة نقاد معروفين وبألأتفاق مع منظمات النقد السينمائي الدولية(كابريس) حتى تكون لجوائزه مصداقية وتضم هيئات تحكيمه أساسآ سينمائيين ونقاد وكتاب معروفين بألموضوعية .

الآن ينتج بمصر سنويًا عدد محدود جدآ من الافلام (أقل من عشرة أفلام سنويآ) بينما أصبح هناك مهرجان للسينما تقريبآ في عشر مدن مصرية والسؤال لماذا؟ فألمهرجانات هى أساسآ لترويج الإنتاج السينمائي وبيعه وتعقدها البلاد التى لديها إنتاج تبغي ترويجه لدوافع إقتصادية وثقافية وليس من المناسب تنظيم مهرجان للفيلم في بلاد ليست مساهماتها الدرامية الى مايرام .

من الملاحظ مثلآ أن الدول الأكثر إنتاجآ للأفلام مثل الولايات المتحدة والهند والبرازيل يعقد بها عدد من المهرجانات السينمائية المحدودة والعائد الإقتصادي والثقافي منها هائل سواء في بيع الأفلام للموزعين وتنشيط سياحتها وكذلك في إنتشار ثقافتها المرئية..

دول الإتحاد الأوربي مجتمعة تنظم عددا من المهرجانات لايزيد عن أصابع اليد الواحدة ..ومن ناحية أخرى أغلب المهرجانات السينمائية ليست من المهمات الحكومية بل تنظمها جمعيات وشركات خاصة ولا تكلف دافعي الضرائب أموالآ للتنظيم ورحلات الفنانيين إلا عدد محدود من المكرمين والمشاهير الذين يشكل حضورهم لها جذب إعلامي كبير وحتى الصحفيين في مهرجان" كان " تتكفل مؤسساتهم بإقاماتهم.

الحال عندنا مختلف، المهرجانت أكثر من الافلام المنتجة والتي في أغلبها إنتاج مشترك يفرض إستخدام تقنيين من دول تمول الأفلام! كما أعربت المخرجة  "سلمى بكار" منذ سنوات " هذا الفيلم ليس فيه من التونسي سوى أسماء بعض الممثلين" ونستطيع التعرف على ذلك بسهولة عندما نشاهد الأفلام لنرى تترات النهاية!

هذا وضع تفرضه ضرورات تمويلية وإضطرارات لكنه لايمكن أن ينتج عنه عشرات المهرجان السنوية لإنه يٌفقد التظاهرات جديتها فألمطلوب التركيز في مهرجان واحد يحضره سينمائيون وطلاب معاهد السينما ليتناقشوا وينقلوا خبراتهم ويتعلموا من نظرائهم في أفريقيا وآسيا دون تكلفة لاتستطيع السينما الناشئة والتى تعاني أزمات أن تتحملها.

"أيام قرطاچ للسينما العربية الأفريقية" ينبغي أن تبقى كما كانت تسميتها الأصلية بواسطة المغفور له" طاهر شريعة" تكفي للتعريف والتفكير في سينما لا يمكن أن نطلب منها المنافسة عالميآ بسبب حداثة تكوينها وإمكانياتها الإقتصادية والتقنية المحدودة :

"من المهم أقل شرط أن يكون أفضل"