نداء اسلاك التربية لإنقاذ المدرسة العمومية

الشعب نيوز/ وسائط - أصدرت نقابات التربية والتعليم التسعة المنضوية في الاتحاد العام التونسي للشغل نداءا حول ما تعيشه المؤسّسات التربوية والتعليم عموما من أزمة خانقة تهدّد كيان المدرسة العمومية.
وأكّد البيان/ النداء أنّ المدرسة العمومية لم تعد في تونس مجرّد فضاء للتعلّم، بل تحوّلت، في نظر آلاف الأولياء والمربين، إلى مرآة صادمة لأزمة وطنية عميقة.
أزمة تُهدّد مستقبل أبنائنا، وتضع كرامة المربي على المحك، وتكشف، يوماً بعد يوم، عجز السياسات التربوية عن حماية أحد أهم المرافق العمومية في البلاد.
وأوضح البيان متوجّها إلى أولياء التلاميذ قائلا: اليوم، يدخل أبناؤكم مدارس تعاني من اهتراء البنية التحتية، أقسام مكتظة تجاوزت طاقتها الاستيعابية، ومؤسسات تفتقر إلى أبسط شروط السلامة والراحة. هناك تلاميذ بلا مدرسين، ومؤسّسات بلا قيّمين عامين، ونقص حاد في الإطار التربوي والإداري والتوجيهي، في مشهد لا يليق ببلد جعل من التعليم رافعة أساسية للتقدم.
وفي محيط مدرسي يتفشى فيه العنف والمخدرات وتراجع الانضباط، يغيب دور الدولة في الوقت الذي يصبح فيه حضورها ضرورة لا خياراً.
وشدّد البيان أنّ هذه الأوضاع ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لسياسات عشوائية وقرارات أحادية، ورفض متواصل للحوار، وتنصّل من الاتفاقيات، وإصرار على حلول ترقيعية تُدفع كلفتها من مستقبل التلاميذ وجودة تعليمهم. لم يعد الأمر خلافاً إدارياً أو نقابياً، بل مسألة مصير جيل كامل.
فهل يقبل أي وليّ أن يتعلّم ابنه في قاعة متداعية، أو يقضي يومه الدراسي في فضاء بلا تأطير ولا حماية ولا رؤية؟
وأوضح البيان أنّ المربّين، في الجهة المقابلة، يدفعون ثمناً باهظاً لهذه السياسات. يُثقل كاهلهم غياب الانتدابات، وتتدهور ظروف عملهم ومقدرتهم الشرائية، وتُمسّ حقوقهم النقابية، ويُستهدف كل صوت حرّ بالاقتطاع والتشهير والتنكيل. عشوائية التعيينات والانفراد بالقرار حوّلت المهنة التربوية إلى مجال هشّ، مهدّد في استقراره ودوره الوطني.
كما توجّه البيان إلى وزارة الإشراف والحكومة بتحميلها المسؤولية كاملة عن تفاقم الأزمة، برفضها الشراكة الاجتماعية وإغلاقها أبواب التفاوض.
ومن هنا، تتوجّه الدعوة إلى كل المربين والعاملين بقطاع التربية للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الوطنية يوم 25 ديسمبر 2025 أمام مقر وزارة التربية، دفاعاً عن المدرسة العمومية، وعن كرامة المربي، وعن حقّ أبناء تونس في تعليم جيّد وآمن.
وختم البيان بالتأكيد على أنّ وحدة المربين، والتفاف الأولياء حولهم، ليست فعلاً احتجاجياً عابراً، بل رسالة وطنية صادحة: لا للتهميش، لا لضرب الحقوق، لا لتفكيك المدرسة العمومية. فالدفاع عن التعليم اليوم هو دفاع عن تونس الغد.




