وطني

تونسيون في أسطول الصمود (3): الاسطول ساهم في تفكيك السردية الصهيونية، وشبابنا كان محل تقدير

الشعب نيوز/ خليفة شوشان - كيف تبلورت فكرة تنظيم اسطول للصمود عالمي، وماذا كانت اهدافه؟ هل حقّق الأسطول أهدافه؟ أي تقييم للتجربة؟ كيف سيواصل المشاركون اسناد غزة والحق الفلسطيني بعد وقف حرب الابادة؟ 

عن هذه الاسئلة وغيرها يجيب في الحلقة الثالة من تونسيون في أسطول الصمود ضمن المقال المنشور في عدد جريدة الشعب الصادريوم الخميس 16 اكتوبر النائب العربي الوحيد المشارك في الأسطول محمد علي سليماني:

أكد محمد علي السليماني النائب بمجلس نواب الشعب عن حركة الشعب أنّه كان لشباب تونس أساسا ومنذ القافلة البرية الدور الاساسي في بلورة فكرة الاسطول المغاربي والعالمي وقد نجح في هذا التحدي رغم كل الصعوبات التقنية والمادية واللوجستية ورغم كل اللغط الذي صاحب التحضيرات والاستعدادات التي سبقت انطلاق الأسطول.

تونس الحاضنة الكبرى

وقد مثل الأسطول تحديا حقيقيا ساهم في رفعه التفاف الشعب التونسي ودعمه للمبادرة ماديا ومعنويا، الى جانب ايمان الشباب المنظم للأسطول باهمية الفكرة التي اتخذت زخما عالميا وكانت تونس حاضنتها الكبرى، حيث التقى احرار العالم مسنودين بشعوبهم الحرة المؤمنة بالحق الفلسطيني وبإنسانية المهمة في سياق مناهضة الصهيونية وجرائم الابادة والاحتلال. واعتبر النائب محمد علي أن الاسطول نجح فعلا في تحقيق الكثير من أهدافه دعما للحق الفلسطيني. واستطاع بزخمه الاعلامي وما رافقه من تحركات ميدانية تظاهرات واحتجاجات واعتصامات في توسيع دائرة مناصري الحرية لفلسطين، وكشف باكثر عمق بشاعة الاحتلال وساهم في تفكيك السردية الصهيونية والتشكيك فيها بين أكثر جمهورها قناعة والمتمثل في الرأي العام الغربي. وتمكن من كسب الضمير الانساني من كل الشعوب وفي كل القارات وفي اهم العواصم العالمية وخاصة في عقر دار الحكومات الغربية الداعمة للكيان الصهيوني والمتحالفة معه.

سرعة الوصول الى الهدنة

كما أسهم الأسطول في عزل الكيان الصهيوني وضاعف سقوطه اخلاقيا واعلاميا وسياسيا في المجتمع الدولي وفضح بشاعة جرائمه في غزة. كما ساهم دعم احرار العالم للحق الفلسطيني ولصمود غزة ودعوته لوقف الابادة في تحرك العديد من الحكومات في العالم ودفعها الى التحرك لوقف الابادة والاصرار. وهو ما سرّع في الوصول الى هدنة ربما تتواصل وتفك الحصار عن غزة وتنقذ أهاليها من حرب التجويع والقصف والتدمير وتنهي مشروع التهجير.

فبقدرما كانت أعين العالم على أسطول الصمود، بقدرما ما مثل نافذة يرون من خلاله ما يحدث في غزّة من خلال تركيز أحرار العالم المشاركين في كل تصريحاتهم ورسائلهم الاتصالية على أن يكون التركيز على غزّة وليس على الأسطول، وهو ما ساهم في توجيه الأنظار الى غزّة والى فضح بشاعة المقتلة التي تحدث في حق أبنائها وساهم بالتوازي في عزل الكيان الصهيوني واجباره على وقف حرب الابادة الاجرامية وفي انتصار ارادة الغزاويين ومقاومتهم واسقاطهم المعادلة التي فرضها العدوّ الصهيوني عليهم بين التطهير أو التهجير.

الاستفادة من موجة مناهضة الصهيونية

وفي علاقة باسناد غزة والحق الفلسطيني أبرز النائب محمد علي أن كل ما تمت مراكمته من طرف أسطول الصمود أو أسطول الحريّة وكل الدعم من الشعوب الحرة في العالم اسنادا لغزة وللحق الفلسطيني يجب أن يتواصل ويتدعم من خلال المزيد من الضغط دفاعا عن الحق في مقاومة الاحتلال والحق في تقرير المصير حتى التحرير. واعتبر أن اسناد الحق الفلسطيني يكون من خلال الاستفادة من موجة مناهضة الصهيونية التي تجتاح العالم ومن خلال تعميق ثقافة تجريم التطبيع مع الكيان وكشف بشاعته وضغط الشعوب على حكامها وساستها لوضع حد لدعم الكيان والتغاضي عن جرائمه وفرض قطع العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية والديبلوماسية معه لتجريده من أهم أسلحته التي يوظفها في عدوانه وفي اطالة أمد الاحتلال.

كما أن توسيع دائرة انصار التحرير ومقاومة الاحتلال ومناهضة الصهيونية في المنابر الرسمية والبرلمانية والحقوقية والقضائية التي تترجم مطلب شعوب العالم بالحرية لفلسطين والاستفادة من ذلك الزخم الكبير في كل القارات واهم العواصم العالمية المنددة بالكيان والرافضة لتواصل الاحتلال والمنادية بمقاضاته ومحاسبته على جرائمه في غزة وفلسطين. وأضاف النائب أنه لا بدّ أن نسجّل أن الدولة التونسية كانت حاضنة مشرفة لفلسطين ولاحرار الاسطول والعالم.

مساهمة تونسية نوعية

إن الشعب التونسي كان عاشقا لفلسطين بشجاعة وقوة وأن الشباب التونسي كان قويا في تنظيم الاسطول وانطلاقته نحو اهدافه. وكانت له مساهمة نوعيّة في دعم صمود فلسطين وتضييق الخناق على الصهاينة. وكانت شجاعته واقدامه محلّ تقدير من كل الشعوب ومن ممثليهم في الاسطول، وقد واجهوا الاختطاف والاحتجاز في المعتقل دون ان يذلوا أو انحنوا رؤوسهم، وواجهوا كبار المجرمين الصهاينة «بن غفير» عندما حاول تحديهم بشعار «الحرية لفلسطين» ، رافعين شارة النصر دون خوف أو تردد، ولم تزدهم اعتداءات مجرمي العدوّ المتوحشة الا اصرارا بل كانت اعتداءاته أوسمة عزة وشرف على صدورهم.

(يتبع)