تونسيون في اسطول الصمود (4/4): العدو «لا عهد ولا ميثاق له»، والضامنون منحازون له

الشعب نيوز/ خليفة شوشان - نأتي في الجزء الرابع والاخير من المقال الذي خصصناه لـ " تونسيون في أسطول الصمود" العالمي الى ثالث الثلاثة، وائل نوار، باعتباره عضو لجنة التنظيم لاسطول الصمود العالمي ومن ضمنه أسطول الصمود المغاربي وقبلهما قافلة الصمود البرية.
كنّا جادين ومصرين ومؤمنين
أكدّ عضو اللجنة التنظيمية لأسطول الصمود العالمي أن فكرة أسطول الصمود البحري جاءت اثر «قافلة الصمود البرية» وتزامنت مع ارسال أصدقائنا في أسطول الحرية «سفينة مادلين» واعتزام الناشطين في مبادرة «المسيرة العالمية إلى غزة» تنظيم فعاليّة دولية شعبية تقوم على التجمّع في رفح المصرية وتنظيم مسيرة سيرا على الأقدام إلى معبر رفح البرّي والعبور جماعيا الى قطاع غزة لكسر الحصار عنها وفتح الممرّ البرّي.
لكن مع منع مناضلي «المسيرة العالمية» من طرف النظام المصري وترحيلهم وايقافنا في «قافلة الصمود المغاربي» على «بوابة سرت» من حكومة الشرق الليبي، ومع تمكن «سفينة مادلين» من الاقتراب أكثر ما يمكن في غزّة رغم ايقافها من الكيان الصهيوني، انتهينا بعد تقييم التحركات الى فكرة التنسيق من أجل القيام بتحرك مشترك ما بين المبادرات الثلاث وقررنا الانطلاق بحرا من خلال «أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزّة» باعتبار أن المسير بحرا بعيد عن قدرة الأنظمة العربية التي تعمل بالوكالة على منعنا.
هكذأ ولدت فكرة الاسطول وانطلقنا في العمل لتجسيدها في الواقع وكان هدفنا الاساسي والرئيسي كسر الحصار عن غزّة وفتح ممر بحري لنقل المساعدات الانسانية. كنّا جادين ومصرين ومؤمنين بالوصول الى غزه وكسر الحصار عنها رغم كل المصاعب والعراقيل والتحديات ولكننا في نفس الوقت كنّا واعين انّنا قد لا ننجح في كسر الحصار، وأن الأمر يتطلّب أكثر من محاولة وأكثر من أسطول، وأن نراكم انتصارات من خلال التحركات والقوافل والاساطيل.
5 سفن وصلت الى مشارف غزّة
وفي تقييمه لمدى تحقق اهداف الاسطول أجاب وائل نوّار،أعتقد أننا نجحنا في تحقيق خطوة عملاقه بعد أن تمكنا من تحويل محاولات سفن منفردة لكسر الحصار إلى أسطول، وذلك بمشاركة اكثر من 50 سفينة وتطوّع أكثر من 460 من أحرار العالم من 40 دولة وممثلين عن أكثر من 44 جنسية، وتمكنت العديد من السفن من دخول المياه الاقليمية الفلسطينية بل انّ 5 سفن وصلت الى مشارف غزّة وتمكّنت احداها من دخول المياه الاقليمية لغزّة وهي المرّة الأولى التي تحصل منذ فرض الحصار على غزّة.
وهو ما يعني أن جزء من الاهداف الفرعيه تحققت والمتمثلة في تسليط الضوء على غزّة وعلى المجاعه والحصار. وفي حشد كل العالم من مختلف الجنسيات والافكار والأديان لكسر الحصار. كما نجح أسطول الصمود في خلق ديناميكية على الأرض في العديد من الدول الاوروبيّة وفي بعض البلدان العربيه ترجمت في تحركات مكثفة في الشوارع والساحات وأمام المقرات الرسمية للضغط على الأنظمة.
أعتقد أن هذه الديناميكية التي انتجها «اسطول الصمود» قد ساهمت ولو بالقليل في الضغط من أجل فرض ايقاف الإبادة ولو مؤقتا وفي اطار الهدنه. فكرة «كسر الحصار» نهائيا وهو الهدف الرئيسي لم تتحقق بالكامل، لكن أرى أنّ جزء كبيرا من الاهداف الفرعيه لأسطول الصمود تحققت. اضافة الى التجربة في حد ذاتها جعلتنا في تونس ننفتح على عديد المناضلين من كلّ أحرار العالم ونسهم في بلورة نوع من «التنظم الشبكي» العالمي سيكون له دور أساسي في انضاج تجارب ومحاولات أخرى في المستقبل، لا شك أن وقعها سيكون أكبر.
لم يتحركوا عندما خرق العدو الاتفاقات السابقة
وعن سبل الاسناد المستقبلية لغزة وللحق الفلسطيني أجاب نوار، نحن اليوم نتابع وقف العدوان الحالي بحذر، لأن هذا الكيان الصهيوني والضامنين «لا عهد ولا ميثاق لهم»، لأن الضامنين والوسطاء في اتفاق «وقف اطلاق النار» هم في الحقيقة منحازون للعدو الصهيوني. فلا هم وسطاء ولا هم ضامنون، وقد سبق وأعلنوا أنهم يضمنون وقف اطلاق النار السابق ولم يتحركوا عندما خرق العدو الاتفاقات واستأنف الابادة.
وهنا بالأخصّ أتحدث عن امريكا والانظمه العربيه. لنا مخاوف كبيرة من امكانيّة عوده الابادة والقصف بعد تسلم الكيان للاسرى. واذا حدث هذا السيناريو فاننا سنعود للتحركات ونستانف نضالنا واسنادنا لغزّة بنفس الطريقه، طريقة الضغط بالاحتجاج في بلداننا وكذلك في اتجاه غزه عبر القوافل البريّة والأساطيل البحرية لكسر الحصار ووقف الاباده.
أما إذا نجحت موازين القوى الدولية والعالمية وضغط الشعوب الحرّة في تثبيت الوقف الدائم لاطلاق النار، فبطبيعة الحال ستكون مهمتنا المباشرة المحافظة على الزخم الشعبي الدولي والعمل على تجذير معركة المقاطعة والتصدي للتطبيع وتعرية السردية الصهيونيه وتثبيت السرديه الفلسطينيه وسرديّة المقاومة، ومواصلة نشاطنا لكسر الحصار عن غزة لأنّه حتى وان توقفت الحرب فان الحصار على القطاع سيستمر وسيكون التركيز (ربّما) بشكل خاص على إعادة الاعمار.
ما دامت المقاومة مستمرة كل شيء يمكن إعادة بنائه
أعتقد أيضا أن شعوب العالم يجب أن يكون لها دور كبير في اعاده اعمار قطاع غزة، ولعلّ جزء من اعادة الاعمار يتمثّل في تضميد جراح شعبنا في غزة. ولكن الجزء الأكبر والاستراتيجي منه يقوم على قطع السبيل على مشروع التهجير الصهيوني. وايصال رسالة الى العالم أن تدمير غزّة لن ينهي المقاومة وينسي الغزاويين وكل أحرار العالم في الحقّ الفلسطيني، وأن ما دمّر سيعاد بناؤه ولو ألف مرة ما دام شعبها صامد وملتف حول مقاومته، وكلّ هذا العنف والإرهاب والمجازر وتخريب المستشفيات والمدارس والمساكن والمؤسسات والقصف وارتكاب الجرائم الجماعيّة لن يجعل الشعب يستسلم ويركع.
ان كل تجارب التاريخ من هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين المدمرتين الى الاحتلال النازي وتدميره وحرقه العديد من المدن الاوروبية الى الحروب الاستعمارية التي خربت العديد من البلدان أكدت أنه بالامكان اعادة بناء واعمار المدن المدمرة، لكن كسر المقاومة هو ما لا يمكن ترميمه، ومادامت المقاومة الفلسطينية مستمرة حتى كفكرة أو نواة صغيرة فكلّ شيء يمكن اعادة بنائه.
(انتهى)