دولي

أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وخيام النازحين في غزة وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة

غزة / وكالات - أدت الأمطار الغزيرة الناجمة عن منخفض جوي جديد إلى إغراق مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، وتعطيل العمل في أقسامه، خاصة قسم الاستقبال والطوارئ، بعد أن تسربت المياه إلى داخله.

ويأتي ذلك في وقت ما زال المستشفى يعاني من دمار هائل جراء القصف والحرق خلال الحرب الصهيونية ، فيما لم تفلح جهود وزارة الصحة في ترميم بعض المباني خلال الشهرين الماضيين في إعادة العمل بصورة طبيعية، بسبب نقص الإمكانات وعرقلة الاحتلال إدخال المستلزمات الطبية والأدوية.

كما أغرقت مياه الأمطار آلاف الخيام التي تؤوي النازحين في مختلف مناطق القطاع، وتطايرت بفعل الرياح العاتية منذ مساء الاثنين 15 ديسمبر 2025، ما أجبر آلاف الفلسطينيين على البقاء في العراء دون مأوى.

وروى شهود عيان قصصاً مأساوية عن اقتلاع الرياح لخيامهم ومقتنياتهم، فيما حاول آخرون الاحتماء تحت أنقاض المباني المدمرة.

وحذر الدفاع المدني في غزة من خطر انهيار آلاف المنازل المتضررة جزئياً بفعل الأمطار والرياح، مشيراً إلى أن هذه المباني تشكل تهديداً مباشراً لحياة مئات آلاف الفلسطينيين الذين لم يجدوا أي ملجأ.

وكانت معطيات رسمية قد أكدت انهيار 13 مبنى خلال المنخفض الجوي السابق على رؤوس ساكنيها.

وتأتي هذه الكارثة وسط استمرار الكيان الصهيوني في التنصل من التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر 2025 الماضي، والذي نص على إدخال مواد الإيواء و300 ألف خيمة وبيت متنقل، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

من جانبها، حذرت منظمة اليونيسيف من انتشار الأمراض بين الأطفال نتيجة الظروف الجوية القاسية، فيما جددت وكالة الأونروا تحذيراتها من تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب قلة المساعدات الإغاثية ومستلزمات الإيواء، مؤكدة أن نحو مليوني فلسطيني يتكدسون في مساحة ضيقة لا تتجاوز 80 كيلومتراً مربعاً وسط انتشار متزايد للأوبئة.

وفي الأثناء، يواصل الدفاع المدني انتشال جثامين عشرات الشهداء من بين أنقاض مبانٍ تؤوي نازحين في حي الرمال، بينما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ غارات وقصف مدفعي في مناطق عدة من القطاع، بينها حي التفاح وشرقي رفح وخان يونس والبريج.

وتأتي هذه التطورات في ظل آثار حرب الإبادة الصهيونية  التي بدأت في أكتوبر  2023 واستمرت عامين، وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار طال 90% من البنى التحتية المدنية في قطاع غزة.