وثائقي

في قطاع الكهرباء والغاز ..مناخ متوتر، مكاسب مهددة ، وتراخي في ضبط آليات الانقاذ

تحدث كاتب عام الفرع الجامعي للكهرباء والغاز بتونس رضا الطرخاني في مداخلة له اثناء فعاليات المؤتمر 25 للاتحاد العام التونسي للشغل، عن خطورة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها تونس منذ عشر سنوات من الثورة. وأوضح ان الدور الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل بهياكله المركزية والجهوية والقطاعية والقاعديّة كان عظيما، وقد ساهم في حماية المسار الثوري وترشيده والعمل على حسن توجيه طاقات مختلف شرائح الشعب التونسي وعقلنتها حماية للمكاسب الاجتماعية والحضارية..

الاتحاد والهجمات

واعتبر الطرخاني الاتحاد العام التونسي للشغل صمّام أمان تماسك الوطن والحفاظ على السياسات الاجتماعية ، وهو شريك اجتماعي ووطني بحجم تاريخ نضالات كل الشعب التونسي. وقال انه ورغم كل هذا تتعرّض المنظّمة العتيدة في كل فترات الحكم إلى هجمات التشويه و التقزيم والاعتداء على هياكلها ورموزها وقياداتها ومحاولة إرباك خطّها النضالي الاجتماعي سواءا من أعداء العمل النقابي التاريخي أو من بعض دوائر الساسة الفاسدين ولوبيات المال  وأحيانا عبر سياسات رسميّة خاطئة تسعى للتضييق على هامش حرية العمل النقابي وتقييد مكسب المفاوضة الجماعية وآخرها المنشور الحكومي عدد 20 سيئ الذكر .

أو عبر محاولات الاختراق ومصادرة إرادة هياكل الاتّحاد العام وإرباك خطّه النضالي وإقحامه في معارك جانبيّة  وفبركة القضايا لفتح منفذ للتدخّل السلطوي في شؤون الاتحاد الداخلية، مبينا ان الوحدة النضالية تضمن حق الاختلاف والصّراع دون تخريب أسوار القلعة من الداخل .

واعلن كاتب عام الفرع الجامعي للكهرباء والغاز عن استعدادهم غير المشروط لخوض كل المعارك الضرورية ومن مواقع متقدّمة للدفاع عن اتحاد العظماء ( حشاد والحامي وحسن السعداوي  والحدّاد والبلهوان وبن عاشور ...) بكل رموزه التاريخية ضد كل معاول الهدم والتخريب الداخلية والخارجيّة واعلاء لاستقلالية رايته.

 كما اعلن عن تمسكهم بخط الثلاثة أرباع قرن من النضال الوطني الاجتماعي طلبا للحريّة والعدالة الاجتماعيّة والديمقراطيّة للتونسيات والتونسيين جميعا .  

وشدد على ان الاتحاد يحسم الخلافات في وجهات النظر داخل أطره وهياكله دون سواها ، تارة بالنقاش المستفيض والوفاق وأطوارا عبر ديمقراطية التصويت ولذلك فان مؤتمرهم  الوطني سيّد أشغاله تحسم فيه الخيارات والخلافات النقابية بشكل ديمقراطي عبر النقاش والتصويت الحر. 

هرسلة شركة الكهرباء والغاز

وقال الطرخاني إن الأوضاع الصعبة التي تمر بها تونس لم تستثني أحدا أو قطاعا ، ومنها قطاع الكهرباء والغاز وهو قطاع استراتيجي للتنمية الاجتماعية والاقتصاديّة الشّاملة ، قدم التضحيات الجسام في مهمّة كهربة البلد والحفاظ على تنويرها رغم الهرسلة التي تتعرّض لها الشركة الوطنيّة وأعوانها من لوبيّات المال والأعمال وعبر سياسات حكوميّة تفريطية تعمل على نهش الشركة وضرب عموميتها وتهديد ديمومتها وآخرها الأمر الحكومي عدد 105 الذي يهدّد بتفكيك الشركة والاستحواذ على اختصاصها في إنتاج وبيع الكهرباء وفتح المجال للحيتان الكبيرة والرأسمال الأجنبي للمضاربة في قطاع الكهرباء ومن خلاله ضرب المشروع التنموي الاجتماعي الوطني التونسي ومزيد التضييق على قوت التونسيات والتونسيين .

وأضاف انهم يناضلون نقابيّا ومهنيّا من اجل الحفاظ على عمومية المؤسّسة وديمومتها ، رغم تراجع مكاسبهم الاجتماعية والماديّة أمام ارتفاع الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية لكل الأعوان بمختلف أسلاكهم .

غياب سياسات الاصلاح

واكد المتحدث ان الشركة التونسّية للكهرباء تعاني من انخرام غير مسبوق في موازناتها المالية و تراكم خسائرها السنويّة التي صارت ذات طبيعة هيكليّة ، نتيجة غياب سياسة إصلاحية رسميّة شاملة وتراخي حكومي في ضبط آليات الإنقاذ مثلما تم الاتفاق عليها في محضر سنة 2018 بين الحكومة والمركزيّة النقابيّة .

واعتبر ان "السّتاغ" ، وكل قطاع الطاقة في حاجّة ماسّة اليوم لان يوضع ضمن أولويّات محاور النضال النقابي الوطني في المرحلة المقبلة ، عبر إطلاق حوار طاقي وطني يضبط تصوّرا شاملا للإصلاح والإنقاذ ويقطع مع تفرّد سلطة الإشراف وارتجاليتها للحفاظ على ديمومة المؤسّسات وحماية مكاسب الأجراء والشغّيلة في آن واحد .

وأوضح انهم في قطاع الكهرباء بحاجة ضرورية إلى إصدار مجلّة الكهرباء والغاز وتحيين القانون الأساسي للأعوان بما يستجيب لروح العصر ويضمن تحصين المكاسب العمّالية معنويّا وماديّا ويكفل تطويرها .

ووصف المناخ الاجتماعي داخل قطاع الكهرباء والغاز بالمتوتر، مبينا انه ينذر بانفلات عمّالي أمام سياسة التسويف الإدارية وتجاهل سلطة الإشراف لحقوقهم ومكتسباتهم ، وذكر باضرابهم القطاعي الوطني ليومي 09 و 10 مارس 2022 مشددا على ان السّتاغ هي أم المؤسسّات العموميّة وانّ القطاع كان قاطرة الدفاع عن عموميّة المؤسّسات الوطنيّة وأنهم لن يتراجعوا أمام استهزاء السّلطة بمكاسب منظورينا.

حياة الغانمي