ثقافي

دنزل واشنطن، بطل الافلام الصعبة، الممثل المنسجم مع كل أدواره، عاشق نيلسون مانديلا ومحب مالكولم اكس

أكثر من ثلاثة عقود قضاها دينزل واشنطن في مجد الشهرة، فهذا الممثل صاحب الكاريزما القوية اختار على مدار حياته المهنية أدوارًا جريئة في التمثيل، وهو أحد أشهر الفنانين في هوليوود ورُشح كثيرًا لجائزة الأوسكار، الفنان الذي يحب الأفلام الصعبة ويوفر الفرص للمواهب الجديدة.
هو دينزل هايس واشنطن جونيور ممثل، ومخرج ومنتج وكاتب سيناريو أمريكي ولد  في 25 ديسمبر عام 1954، وهو أحد كبار الممثلين في هوليوود، وتكمن موهبته في الانسجام مع كافة أدواره.

ولد واشنطن في مدينة نيويورك، وكانت والدته تملك صالونًا للتجميل، أما والده كان يعمل في وزارة المياه، وكان يعمل في متجر.سُمى دينزل بهذا الاسم تيمنًا بالطبيب الذي كان مسؤولًا عن ولادته، ولدى واشنطن أختًا تكبره وأخًا أصغر منه.

منذ صغره كان يتبنى أفكارًا اجتماعيًة، وعُرف عنه الجدية والذكاء ساعده على أن يفرض نفسه على الآخرين، فهو بعمر 11 عامًا كان عضوًا في نادي الصبية وكان داعمًا للمناضل نيلسون مانديلا.

بعد أن أنهى  المرحلة الإعدادية درس في المرحلة الثانوية في ولاية فلوريدا وتخرج فيها في عام 1971، وبعدا درس الصحافة في جامعة فوردهام وتخرج فيها عام 1977.

وفي أثناء دراسته الجامعية اكتشف موهبته التمثيلية، كما لعب في فريق كرة السلة في الجامعة، وبسبب تفوقه في الدراسة حصل على منحة إلى مسرح المعهد الموسيقي في سان فرانسيسكو ودرس فيها عامًا، وبعدها عاد إلى نيويورك.

لم يكن واشنطن راضيًا عن شكله إطلاقًا، وكان يعتقد أنه بشع المنظر؛ ولهذا السبب كان يرتدي القبعة دائمًا حتى يتمكن من تغطية وجهه. عُرف عن واشنطن أن من هواياته لعب البيسبول ويشجع فريق نيويورك يانكز، كما أنه مُحب للقراءة كثيرًا، ويحب موسيقى الجاز. 
تزوج واشنطن من السيدة "بوليتا بيرسون واشنطن" وهي ممثلة أيضًا التقيا أول مرة  أثناء تصوير الفيلم التلفزيونية Wilma في عام 1983، وتزوجا في العام نفسه.

أنجب واشنطن من زوجته 4 أبناء، وأكبرهم هو جون ديفد الذي ولد عام 1984، وهو لاعب كرة قدم أمريكية سابق، وممثل أيضًا. أما ابنته الثانية فهي كيتي واشنطن وولدت عام 1984 ودرست الأداب، وبعدها رزق بتوأم وهما أوليفيا ومالكوم وولدا في عام 1991، وقد سمى ابنه مالكوم بهذا الاسم بسبب حبه لمالكوم إكس.
بدأ دينزل واشنطن مسيرته الفنية من خلال المسرح، فبدأ التمثيل في مسرح Summer stock في عام 1976، وبعدها صور إعلان لعلامة تجارية.

بعد التخرج شق واشنطن طريقه نحو النجومية كممثل محترف، وقدم أول فيلم تلفزيوني له في عام 1977 وهو فيلم Wilma، وهو الفيلم الذي قابل فيه زوجته وتعرف عليها. وبعدها شارك في أفلام مختلفة، ومنها فيلم Carbon Copy في عام 1981، وهو أول فيلم سينمائي له، وبعدها بدأت تزداد شهرته شيئًا فشيئًا.

أيضًا شارك في المسلسل الطبي الدرامي St. Elsewhere الذي عرض منذ عام 1982 حتى عام 1988، وكان قليلًا وقتها مشاركة الممثلين السود في مسلسلات استمرت لفترة طويلة. وفي تلك الأعوام قدم أفلامًا مختلفة، فضلًا عن مشاركته في بعض الأفلام التلفزيونية، وواصل تألقه حتى قدم أهم أعماله في بداية مسيرته الفنية وهو فيلم Cry Freedom في عام 1987.

وقام في الفيلم بدور سياسي من جنوب أفريقيا وترشح لجائزة أوسكار كأفضل ممثل مساعد، وفي عام 1989 شارك في فيلم Glory وفاز بأول جائزة أوسكار له كأفضل ممثل مساعد عن دوره في هذا الفيلم. وواصل واشنطن تألقه في التسعينات وقدم العديد من الأعمال الفنية المميزة ما بين المسرح والسينما، ففي عام 1990 عاد إلى المسرح وأخذ دور البطولة في مسرحية "ريتشارد الثالث" لشكسبير. وفي عام 1991 قدم فيلم Mo' Better Blues، وفي العام التالي شارك في الفيلم الرومانسي Mississippi Masala.

أما أهم أعماله في عام 1992 هو فيلم "مالكوم إكس" الذي جسد فيه حياة مالكوم إكس الزعيم الأفريقي الأمريكي الذي دعى إلى إلغاء نظام الفصل والتمميز العنصري، ومنحه هذا الفيلم الفرصة الثانية للترشيح للأوسكار كأفضل ممثل.

وبعدها تألق واشنطن في العديد من الأفلام التي تنوعت بيت المإثارة والكوميديا والرومانسية، ومنها فيلم Philadelphia الذي جسد فيه دور محامي شاذ مصاب بالإيدز. كما شارك في فيلم The Hurricane في عام 1999 وجسد فيه قصة الملاكم الأمريكي "روبن كارتر" ورُشح لجائزة غولدن جلوب ويُعتبر أول ممثل أسود يفوز بهذه الجائزة منذ 36 عامًا، كما رُشح لجائزة الأوسكار عن الدور نفسه.

وفي الألفينات ظهر واشنطن في العديد من الأفلام ومنها فيلم Remember the Titans في عام 2000 وحقق هذا الفيلم إيرادات كبيرة تقدر ب100 مليون دولار.

وتمكن أن يحصل على ثاني أوسكار له في عام 2001 من خلال فيلم Training Day، وجسد فيه شخصية المحقق محقق فاسد في مكافحة المخدرات، وبهذا الفوز يُصبح ثاني ممثل أمريكي من أصول أفريقية يفوز بأوسكار افضل ممثل رئيسي بعد الممثل سيدني بواتييه.

وبعدها ظهر واشنطن في العديد من الأفلام، ولعل أهمها فيلم Antwone Fisher وهو الفيلم الذي مثل فيه، وأخرجه أيضًا وهكذا تعد أول تجربة إخراجية له.

وتنوعت أفلام واشنطن في الألفينات بين الخيال العالمي، والدراما، والأكشن، والعصابات وغيرها، ومنها فيلم  American Gangster وأدى فيها دور تاجر المخدرات في السبعينيات  "فرانك لوكاس"، كما أدى فيلم The Taking of Pelham 1 2 3  الذي يحكي عن قصة احتجاز عصابة لرهائن في قطار نيويورك.

كذلك شارك في المسرح، ففي عام 2010 لعب دور "تروي كاسمون" في مسرحية "الأسوار" وحصل على دائزة أفضل ممثل في مسرحية. ولعب واشنطن دور البطولة في فيلم Flight عام 2012 وترشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل، كما قدم فيلم The Magnificent Seven وهو أول فيلم غربي يشارك في واشنطن.

وفي عام 2014 شارك في مسرحية "ريزين إن ذا سن" ونال أيضًا جائزة توني لأفضل إحياء مسرحي في عام 2014.  وفي عام 2016 كانت تجربته الإخراجية الثانية من خلال فيلم  Fences وهو فيلم مقتبس من مسرحية تحمل الاسم نفسه، وشارك واشنطن في التمثيل حيث أدى دور لاعب سابق في دوري البيسبول للزنوج.

ورُشح واشنطن لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل، وجائزة الأوسكار أيضًا عن دوره في هذا الفيلم، وفي عام 2017 شارك في فيلم Roman J. Israel وترشح لجائزة نقابة ممثلي الشاشة، وجائزة الأوسكار.

وآخر المسرحيات التي قدمها كانت في 2018 من خلال مسرحية " ذا آيسمان كومث" وتم عرض المسرحية بشكل منتظم لمدة 14 أسبوعًا. وفي العام نفسه شارك في الجزء الثاني من فيلم The Equalizer 2 ويجسد فيه دور "روبرت ماكوول" الشخص الذي يُكرش حياته ووقته لمن يحب. وفي عام 2020 تم طرح فيلم The Little Things بمشاركة الفنان رامي مالك، وهو الفيلم الذي تأخر عرضه بسبب جائحة كورونا وهو فيلم تشويق وإثارة يتحدث عن ضابطي شرطة في مهمة لتعقب قاتل متسلسل.

وفي عام 2012 قدم واشنطن آخر أعمال الفنية وهو فيلم The Tragedy of Macbeth وهو فيلم يدور أحداثه في إطار من الدراما والتشويق مقتبس من مسرحية بالاسم نفسه لوليم شكسبير.

ورُشح واشنطن لجائزة الأوسكار عن هذا الفيلم، وبهذا الشكل يكسر الرقم القياسي فيصبح الممثل الأسمر الأعلى ترشحًا للأوسكار في التاريخ، حيث يُعد هذا الترشيح هو العاشر على مدار مسيرته الفنية.