نقابي

لمَ كل هذا العداء تجاه النقابيين؟ وزير الشؤون الدينية ينهي تكليف الاطارات المسجدية بسبب تصريحاتهم وتدويناتهم

وفاء منه لمنهج المواقف المرتجلة والخطوات التصعيدية غير المدروسة، قام وزير الشؤون الدينية بانهاء تكليف كاتب عام النقابة الأساسية لاطارات المساجد بتونس الشمالية كريم شنيبة على خلفية تصريح كان قد ادلى به امس لإذاعة ديوان اف ام حول السجال القائم بين الوزارة والجامعة بخصوص صلاة التهجد.

وقد افاد شنيبة في تصريح للشعب نيوز ان وزير الشؤون الدينية لم تكن له الشجاعة الكافية لاعلان ان سبب انهاء التكليف هو التصريحات الاذاعية، والتدوينات، فعوضها بما اسماه مخالفة ميثاق الشرف للامام الخطيب ورفض بعض المصلين امامته.

واعتبر محدثنا ان هذه الأسباب لا ترتقي الى حجة الاعفاء خاصة ان وزير الشؤون الدينية لم يبين أي بند تمت مخالفته وماهو نوع المخالفة ولا حتى تفسير أسباب اعتراض المصلين عليه.

واكد شنيبة انه يؤم أبناء جهته منذ سبع سنوات ولم يسبق ان اعترض احد المصلين عليه.

وأضاف ان انهاء التكليف الوقتي ارفقه الوزير باستجواب، مع طلب عدم الصعود على المنبر.

اي بند خالف ومن عارض امامته؟

وبين المتحدث انه سيطلب من وزير الشؤون الدينية أولا تحديد أي بند تمت مخالفته في ميثاق شرف الامام الخطيب، هل هو أخلاقي ام شرعي ام قانوني، مع الاستظهار بالعريضة المتضمنة لاسماء المصلين الرافضين لامامته والذين هم حقا من أبناء الجهة وان كانوا حقا مصلين فعلا، والا فان كل من تخول له نفسه إيذاء امام خطيب حتى وان كانوا من الفاسدين، يعبرون عن رفضهم لامامة هذا الخطيب فتقوم الوزارة بانهاء تكليفه؟؟

وشدد كاتب عام النقابة الأساسية لاطارات المساجد بتونس الشمالية ان كل ما يقوم به وزير الشؤون الدينية يتنزل في خانة التضييق على العمل النقابي وشيطنة النقابيين وخاصة نقابيي الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبار ان هناك نقابيين اخرين ينتمون لمنظمات أخرى لم يوجه لهم أي استجواب ولم ينه تكليف أي احد اخر باستثناء نقابيي الاتحاد.

واكد شنيبة ان كل الذين تم انهاء تكليفهم هم نقابيين وان الوزير اتخذ في شانهم تلك القرارات ردا على تصريحاتهم او تدويناتهم باعتبار انه لم يتخذ ضدهم أي اجراء من قبل، إضافة الى ان انهاء التكليف سواء بالنسبة الى عضو المكتب التنفيذي للجامعة العامة للشؤون الدينية بو بكر بوكري او عضو الفرع الجامعي بباجة او كاتب عام النقابة الأساسية بتونس الشمالية، جاءت مباشرة بعد تصريحاتهم او تدويناتهم، والقصد منها هو ترهيب النقابيين والتضييق عليهم.

وقال كريم شنيبة ان وزير الشؤون الدينية وبقدر التصعيدات التي يقوم بها بقدر استبسالهم هم في الدفاع عن حقوقهم.

معاداة نقابيي الاتحاد دون غيرهم

وقال شنيبة أن اسباب معاداة الوزير للنقابيين تتجلى في رفضه الجلوس معهم للحوار والتفاوض او حتى الجلوس معهم وديا للنظر في مشاكل القطاع وكيفية النهوض به. وبالإضافة الى ذلك، فان الوزير قام مؤخرا بمغالطة الراي العام من خلال نسبه لمنجز نقابي الى نفسه. حيث امضى على محضر سداد ديون متخلدة بذمة الوزارة لفائدة الصناديق الاجتماعية وتتمثل في انخراطات الإطارات المسجدية، واعلن انه امضى على اتفاقية التغطية الاجتماعية للاطارات المسجدية والحال ان هذه الاتفاقية ممضاة منذ 2019 بفضل الاستبسال النقابي وقد وقع تفعيلها في 2021. وامام هذا المغالطة قامت الجامعة العامة للشؤون الدينية بتصحيح المعلومة، فنصب لها العداء.

وأوضح كريم شنيبة ان ما يقوم به وزير الشؤون الدينية سيضر القطاع ولن ينفعه في شيء، فالنقابة كانت وستظل قوة اقتراح وقوة اصلاح وطرح ولم يسبق ان وجدت صدا او خلافا مع أي وزير في السابق مثلما تجده اليوم مع الوزير الحالي الذي اغلق كل منافذ الحوار بل واصبح يحرض على منظوريه ويألب الراي العام عليهم مما عرضهم للعنف اللفظي خاصة وانه صورهم على انهم شياطين ويطالبون بالاموال مقابل القيام بصلاة التهجد. وقال ان صلاة الجامعة لم ترتكب أي ذنب عندما تساءلت عن مدى تأمين المساجد، حيث ان هناك مساجد في مناطق حدودية وأخرى في مناطق نائية وصلاة التهجد تقام في ساعة متأخرة جدا من الليل.

وأضاف انه كان على الوزير ان يقوم بالتنسيق مع الوعاظ واختيار جامع او اثنين مثلما يحصل كل رمضان، وتكون تلك الجوامع منظمة وفيها الإطارات مكتملة تؤدى فيها صلاة التهجد.

وفي سياق اخر اعتبر محدثنا ان ما يقوم به الوزير الحالي مثير للاستغراب، حيث انه يقوم أحيانا بنشاطات دعوية على غرار توزيع المصاحف وما الى ذلك والحال ان هذه من مهام الدعوة والتبليغ وليست من مهامه بصفته موظفا.

  حياة الغانمي